نظمت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ممثلة في مركز تميز الباعثات الضوئية والليزر بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا بسانتا باربارا وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، خلال اليومين الماضيين ورشة عمل في مجال الباعثات الضوئية والليزر بحضور الفائز بجائزة نوبل للفيزياء عام 2014م البروفيسور شوجي ناكامورا، والبروفيسور جيمس سبك الحائز على جائزة سيؤول للإضاءة، وعدد من الخبراء المختصين في هذا المجال. وتحدث البروفيسور ناكامورا خلال الورشة عن تقنيات الإضاءة الذكية بما فيها الباعثات الضوئية وأجهزة الليزر واستخداماتها وتأثيرها على مختلف جوانب حياتنا اليومية والتي أصبحت الآن جزءً أساسياً في معظم الصناعات الحالية مثل الهواتف الذكية والسيارات وشاشات العرض والأجهزة الطبية المختلفة، كما تطرق فيها إلى الجوانب الاقتصادية لهذا القطاع الصناعي والذي أصبح إحدى أهم روافد الاقتصاد العالمي خاصة في المجالات الطبية الإلكترونية والأنظمة العسكرية ، كما تعتبر إحدى أكبر القطاعات الصناعية ربحية في العالم. وتطرق البروفيسور ناكامورا خلال الورشة إلى مستقبل الصناعات المتقدمة في مجال أشباه الموصلات بشكل عام والاتصالات اللاسلكية عن طريق الضوء المرئي وتعقيم المياه باستخدام الباعثات الضوئية في نطاق الضوء فوق البنفسجي. ويعدّ مركز تميز الباعثات الضوئية والليزر بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا بسانتا باربارا واحدا من 14 مركزاً تميز ضمن مبادرة إعداد القادة التقنيين لدعم وتطوير المحتوى المحلي، حيث يتم تعزيز الشراكات البحثيّة مع الجامعات والمؤسّسات البحثيّة والصناعيّة العالميّة الرائدة كمعهد ماساتشوستس للتقنية، وجامعة ستانفورد، ومعهد كالتك، وجامعة كاليفورنيا سانتا باربرا، وشركة بوينج ويعمل البرنامج على تدريب الباحثين السعوديّين الناشئين في هذه المؤسّسات الأكاديميّة والصناعيّة في المجالات العلمية الاستراتيجية للمملكة وذلك لزيادة خبراتهم وصقل مهاراتهم البحثيّة مما يجعلهم جديرين بالمنافسة على القبول في برامج الماجستير والدكتوراه في أرقى جامعات العالم. ويسهم البرنامج في الوصول إلى اكتشافات علميّة وتقنيّة تسهم في خلق التميّز البحثي، ومخرجات المُلْكية الفكرية وتكون هذه المراكز حلقة وصل بين مختلف القطاعات الحكومية والصناعية التي لها اهتمامات مشتركة، وذلك بهدف نقل وتوطين التقنيات المختلفة إلى المملكة. وعن أهداف مركز تميز الباعثات الضوئية والليزر في المدينة، يأتي في مقدمة هذه نقل تقنية النانو وأشباه الموصلات في المملكة واستخدامها لتلبية الاحتياجات الوطنية ومتطلبات التنمية في مختلف المجالات، وكذلك نجح الفريق البحثي المشترك في نقل وتوطين صناعة الباعثات الضوئية في المملكة. كما أن من أهم الأهداف الرئيسة لهذه المراكز ضمان تركيز البحث في هذه التقنية على تحسين الاقتصاد المحلي، من خلال ربطه بالإستراتيجيات الصناعية والاقتصادية السعودية عامةً، إذ بادرت المدينة باتخاذ خطوات تنفيذية للاستفادة من هذه التقنية وانعكاساتها التنموية، إذ تستهلك إضاءة المباني والطرقات ما يقارب 18% من إنتاج الطاقة الكهربائية في العالم نتيجةً لاستخدام تقنيات قديمة تؤدي إلى ارتفاع استهلاك الطاقة وارتفاع درجة الحرارة مع انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون. ويعد إنشاء البنى التحتية ركيزةً أساسية لإنجاح مثل هذه الخطوات الاستراتيجية لتطوير صناعات قائمة على هذه التقنية في المملكة مما يساهم في وضع المملكة في دائرة المنافسة على المستوى العالمي في هذا المجال، كما يعتبر أمراً ضرورياً لاستقطاب رؤوس الأموال الجريئة للاستثمار في هذه التقنية التي تحتاج إلى استثمارات مالية مكلفة لتأسيس بناها التحتية. وفي هذا الخصوص باشرت المدينة بإنشاء البنية التحتية لهذه التقنية وأقامت العديد من المختبرات المجهزة بمتطلبات هذه التقنية وعلى رأسها معامل الغرف النقية. حيث تم استثمار أكثر من 200 مليون ريال سعودي خلال الأعوام الأربعة السابقة لإنشاء هذه المعامل، كما ستقوم باستثمار 180 مليون ريال على مدى السنوات الخمس القادمة لتأهيلها بأحدث الأجهزة والمتطلبات الأساسية لتشغيلها، لأنه من المتوقع أن تقدم هذه المختبرات المركزية الخدمات لمختلف القطاعات الحكومية والصناعية، إضافة للشركات التجارية المحلية وللصناعات الوطنية. كما أن من شأن هذه المختبرات تشجيع المستثمرين على الاستثمار في التقنيات ذات العلاقة بالصناعات الإلكترونية والضوئية المتقدمة، وذلك بتذليل الصعوبات القائمة أمام التحوّل الصناعي من خلال خفض قيمة رأس المال الأولي لإنشاء مثل هذه الصناعات.