أشار المتحدثون خلال فعاليات "مؤتمر جيبكا لسلاسل الإمداد" في نسخته ال 11 الذي انطلق أمس، وسيستمر لثلاثة أيام في فندق إنتركونتيننتال فستيفال سيتي بدبي، إلى أهمية التأكد من جاهزية قطاع الكيماويات في دول الخليج العربي لمواجهة تنامي معدلات اعتماد التحول الرقمي في سلاسل الإمداد، والتي ستؤدي إلى حدوث تغيرات جوهرية ونشوء الكثير من التحديات والفرص الجديدة أمام المنتجين في المنطقة، ما يحتّم عليهم الاستجابة للواقع الجديد في السوق. وناقش المتحدثون خلال المؤتمر والمعنون "الاستعداد للمستقبل: سلاسل الإمداد 4.0"، العوامل الرئيسية لنجاح عملية تطوير سلسلة الإمداد في قطاع الكيماويات والتي تشمل التعاون، والتكنولوجيا، والمشتريات الرقمية، والمبيعات القائمة على القيمة وخطط العمليات، وبناء المحتوى المحلي وغيرها. ودعا نائب الرئيس لسلسلة الإمدادات العالمية لدى "الشركة السعودية للصناعات الأساسية" (سابك) المهندس فايز المالكي في كلمته، قادة القطاع في منطقة الخليج العربي والعالم إلى مواكبة الجيل الجديد من التقنيات فائقة التطور مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتحليلات المتقدمة، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، وأتمتة العمليات، وسلاسل الإمداد الرقمية المزدوجة والتي ستواصل تطوير نماذج العمل الخاصة بسلاسل الإمداد الحالية في الوقت الراهن ومستقبلًا. فيما نوّه مدير برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد لدى "الهيئة العامة للجمارك السعودية" عبد العزيز بن محمد المهوس، إلى أهمية "برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد"، وهو عبارة عن مبادرة جديدة تهدف لتسهيل التجارة وتوفير عمليات استيراد وتصدير أكثر سلاسة في المملكة. من جانبه، ناقش مدير إدارة تطوير الأعمال لدى "الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية" (مدن) المهندس علي بن عبد الله العمير، البرامج والمبادرات التي أطلقتها الهيئة للاستفادة من التقنيات الذكية واستقطاب استثمارات جديدة إلى المملكة. وفي نفس السياق، أوضح الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات"جيبكا" الدكتور عبد الوهاب السعدون، أنه لم تعد "سلسلة الإمداد 4. 0" مجرد مصطلح تقني عابر وإنما ضرورة ملحّة وحقيقة ملموسة فرضت وجودها بقوة، حيث لا يوجد قطاع أكثر استعدادًا للاستفادة من الفرصة الهائلة التي يوفرها هذا التوجه المتنامي من قطاع الكيماويات في منطقة الخليج العربي، بغية بناء سلاسل توريد أكثر ذكاءً وقدرة على الاستجابة للتطورات، مشيرًا إلى أنه يتعين على القطاع الاستفادة من أحدث الابتكارات التقنية المتاحة؛ واعتماد الجيل الجديد من المشتريات الرقمية التي تسهم بتعزيز القدرة على اتخاذ القرارات وتحسين مستويات الكفاءة. وأشار السعدون، إلى أنه ينبغي التركيز أيضًا على توفير رؤى متكاملة لإدارة المنتجات وتدفق البيانات عبر سلاسل الإمداد العالمية، إذ يتعين على قطاع الكيماويات تطوير عروض جديدة للخدمات بهدف توفير قيمة أكبر لعملائه، إلى جانب توريد البضائع والخدمات من داخل المنطقة لتعزيز المحتوى المحلي ودعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، كما يتعين على اللاعبين الرئيسيين في قطاع الكيماويات إحداث تحول ثقافي ملموس من التركيز على الكفاءة فقط نحو التركيز على القيمة". يشار إلى أن سلسلة الإمداد في قطاع الكيماويات تشهد تحولًا متسارعًا، إذ تلقي التحديات العالمية الراهنة مزيدًا من الضغط على اللاعبين في القطاع لدفعهم إلى الارتقاء بسوية كفاءتهم واعتماد سلاسل الإمداد المتكاملة، ونتيجة لذلك ظهرت مجموعة جديدة من التطورات التقنية التي يُشار إليها باسم "سلسلة الإمداد 4.0"، والتي باتت تؤثر حاليًا على نظرة المؤسسات والشركات إلى خدماتها اللوجستية وشراء المواد وسبل توليد القيمة، ويسهم الانتقال نحو تطبيق التحول الرقمي على نطاق واسع إلى إحداث تغيير جوهري في سلاسل توريد قطاع الكيماويات، وبما يفضي إلى نشوء فرص جديدة لتعزيز مرونتها وموثوقيتها وزيادة سرعتها وكفاءتها. إلى ذلك، استضاف الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات"جيبكا" أمس، النسخة الحادية عشرة من برنامج "قادة الغد" على هامش فعاليات "مؤتمر جيبكا لسلاسل الإمداد، شارك فيه طلاب من مختلف جامعات منطقة الخليج العربي.