لقي حوالي 30 طفلاً وحديث ولادة مصرعهم خلال الأسابيع الثمانية الماضية في شمال وشرق سوريا، أثناء فرارهم مع أسرهم من أعمال العنف في البرد القارس متوجهين إلى مخيم الهول أو بعد وقت قصير من الوصول إلى المخيم، وذلك وفق التقارير الواردة لمنظمتي الصحة العالمية واليونيسف. وأعربت المنظمتان عن بالغ القلق إزاء تدهور الوضع الإنساني في المخيم، وطالبتا جميع أطراف النزاع إلى ضمان الوصول الإنساني بدون إعاقات إلى المحتاجين للمساعدات المنقذة للحياة. وخلال الشهرين الماضيين، وصل حوالي 23 ألف شخص إلى المخيم، معظمهم من النساء والأطفال الفارين من الأعمال العدائية في المناطق الريفية في دير الزور المجاورة، وقد سار الكثيرون منهم أو سافروا في شاحنات مفتوحة لعدة أيام وليال في طقس شتوي بارد. وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الصحة العالمية هنريتا فور: إن القتال المستمر في المنطقة المحيطة ببلدة حجين في شرق سوريا أجبر الآلاف على خوض الرحلة الطويلة والخطرة سعيًا إلى الأمان في مخيم الهول للنازحين الذي يبعد عن المنطقة بحوالي 300 كيلومتر إلى الشمال. ومن جانب آخر, أكدت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا إليزابيث هوف، أن الوضع في مخيم الهول مفجع، إذ يموت الأطفال بسبب انخفاض حرارة أجسامهم، أثناء فرار أسرهم إلى بر الأمان. وقالت: إن المنظمة توسع نطاق جهودها في الهول، ولكنها بحاجة إلى صدور الموافقات والتصاريح بصورة أسرع للسماح بتوصيل الإمدادات, وشددت على الحاجة إلى ضمان تمكن فرق المنظمة من الوصول إلى المخيم والطرق المؤدية إليه. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن السلطات تكافح للتعامل مع الأعداد الهائلة من الناس، حيث يعاني العديد من الوافدين الجدد من سوء التغذية والإرهاق بعد سنوات من الحرمان والعيش تحت سيطرة تنظيم داعش. وأكدت المنظمة أن المخيم غير مجهز بالمياه وتنقصه خدمات الرعاية الصحية والخيام والمراحيض ومرافق الصرف الصحي، مشيرة إلى أن وصول المساعدات الإنسانية إلى المخيم والطرق المحيطة به تعوقه العوائق البيروقراطية والقيود الأمنية.