برز في سوق عكاظ معرض المتاحف النوعية الذي يحتوي على ثماني نماذج من المتاحف الخاصة المتفردة بنوعية تراثية محددة كل منها ينبئك بتاريخ وأحداث لحقب زمنية بقيت شواهدها في هذا المكان لتنبي الأجيال بفخامة تاريخنا وروعته بكل ما فيه، بدأ المتحف بمعرض "لقيت من الماضي أثر" الذي يتحدث عن كرم وضيافة ليترك أثر لذي عين يرسخ في ذاكرة من مر به وتصفح جنباته لينهل من كرم الضيافة في الاستقبال وفي المعروضات والفعاليات المصاحبة، معرض لقي صدى كبير من الزوار يعكسه استفساراتهم والتقاطهم للصور وتطربهم أهازيج شعبية من التراث المحلي، ويشتمل متحف لمستلزمات وتراث وأدوات البادية وتشمل الوجار الحائلي، ومستلزماته من أدوات القهوة، والمباخر، والمحاميس، وغيرها، ويتم خلاله تقديم عرض حي للضيافة وعادات الكرم التي اشتهرت بها منطقة حائل. فيما تسمع في جنبات المعرض ترديد الطلاب لأهازيج طابور الصباح في محاكاة ل "قديم التعليم"، من خلال صرخات مدير المدرسة وهو يقوم بتأديب طلاب تأخروا عن الطابور وآخرون تغيبوا ليوم أمس، ويحكي قصص عن التعليم خلال المائة عام الماضية مستعرضا الكثير من الأدوات والوسائل المستخدمة قديما في التعليم وقصص طريفة عن أسباب الغياب لما قبل خمسين سنة لارتباط الطالب برعي الماشية أو الزراعة والحصاد، وأيضا ما يتعلق بالتغذية المدرسية والمساعدة وطريقة حل الواجبات وأيضا طريقة الجلوس الجماعي والزي والواح التعليم المستخدم في الكتاتيب بوسائل بدائية على الواح الخشب وباستخدام الفحم بديلا للطباشير وأدوات التربية والعقاب كالفلكة، ليقطع صوت جرس المدرسة المرتفع رحلة سبر اغوار التعليم والتعلم في جنبات معرض التعليم . كما يشرح هذا المعرض كثيراً من الوسائل التي تحكي تطور التعليم الجامعي الذي بدأ كتعليم أهلي ليحلق بالزائر من خلال مديرية المعارف التي كانت ملحقة بإحدى الجامعات قبل أن تتحول إلى وزارة والعديد من القصص الطريفة معروضة ضمن الوثائق والمخطوطات، وقد لقي هذا المعرض إقبالاً كبيراً من الزوار من الرعيل الأول للذكرى والمعايشة ومن الرعيل الجديد للانبهار ولمعرفة كيف كان السابقون يتعلمون وكيف كانت الصعوبات في سبيل التعلم . كما داعب محبي القهوة عبر أحاسيسهم في تناغم بصري رائحة القهوة من خلال نقلهم لعالم يحكي قصة تاريخية عن القهوة منذ اكتشاف هذا المشروب السحري العجيب إلى تطوره من بداية زراعة القهوة واستيرادها وتقديمها والكثير من العادات والتقاليد المصاحبة لها من الأدوات والمعاملات التي تتم معها ويعد هذا المتحف أول المتاحف النوعية المتخصصة والمصرحة في الهيئة. واشتمل معرض المتاحف النوعية, متحف أصالة الماضي الذي يركز على المقارنات بين نوعين من المعروضات العملاقة وغير العملاقة لكل صنف حجم كبير عملاق وآخر صغير لنفس المنتج كدلال كبيرة الحجم أثرية مع أخرى صغيرة الحجم لفترة زمنية أخرى، حيث المدى بين المنتجين يعطي مجال واسع للحرفي ليبدع ويصنع أحجام مختلفة أكثر فخامة والغالبية للزينة ومعظم المنتجات تتجاوز 200 سنة وبعضها تعود لعصر القياصرة والملوك والغساسنة من بلاد فارس تنوع في النوع الواح، إضافة لمتحف الوثائق التاريخية والصور الفوتوغرافية حيث يقوم بتسجيل الأحداث المهمة عبر تاريخ المملكة، خصوصا المنشورة في الصحف ثم يقوم بتخصيص مواضيع معينة يشبعها توثيقا وعلى فترات معينة، متحف الأسلحة الذي اختص بالأسلحة ويشتمل حوالي 10 أنواع من الأسلحة كالبنادق مختلفة الوظائف والأحجام وأهداف مختلفة لكل نوع صنف حسب الحقب الزمنية لصناعتها وعدد الطلقات، إضافة إلى أنواع مختلفة من السيوف والحراب والرماح والنبال والخناجر والسكاكين والسهام وأطول "جنبية" في العالم وسيف من الفضة، وكثير من متطلبات البنادق كالرصاص والبارود. وضم المعرض, متحف الكائنات البحرية المشتمل على معروضاته المستخرجة من البحر لتجتمع تلك المعروضات التي تجاوزت أعمار بعض المعروضات ألف سنة إضافة إلى المجسمات المصنوعة من الأصداف كمنتجات حرفية وسلاحف عملاقة محنطة تزيد أعمارها على 250 سنة، فيما احتلت حلي وزينة النساء مساحة كبيرة في المعرض من خلال عرض مستلزمات وحلي وزينة المرأة، حيث يضم عدد هائل من مستلزمات النساء، ليأتي التطريز اليدوي بإبداعه وزخارفه النباتية والهندسية ومنظر جمالي بديع جدا إضافة إلى الحلي والنسيج اليدوي والحياكة، لتحتل الحلي والأساور والمفارد والسلاسل والمعانق وكم هائل من أدوات الزينة للمرأة واجهة المتحف, إضافة الى الكحل وصناعته والحناء والعديد من الأركان عن الأزياء التراثية، والحلي الفضية، وأدوات الزينة، والكحل والحناء وغيرها. يذكر أن معرض المتاحف النوعية يعد أحد مبادرات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في سوق عكاظ إذ يتربع على مساحة 375 متر مربع، ويشارك فيه فئة الهواة وجامعي التراث ، كما يعرف بالفرص الاستثمارية في المتاحف النوعية، ومساهمتها في إيجاد فرص عمل للمواطنين، كما يلقى المعرض إقبال كبير من الزوار خلال فعاليات سوق عكاظ .