ارتبط عصير "السوبيا المدنية" بذاكرة أهالي المدينةالمنورة في شهر رمضان المبارك، بوصفها "عمدة العصائر الرمضانية" التي عرفت منذ قديم في المنطقة لتصبح موروثًا قديمًا تناقله أهالي المدينة أبًا عن جد، واكتسبت شهرة كبيرة بينهم مثلما اشتهرت بين أهالي مكةالمكرمة والأماكن المجاورة لها، وعدت نكهة خاصة برمضان يستحيل نسيانها على سفرة الإفطار الرمضانية. و"السوبيا" من المشروبات الشعبية التي تتكون من الشعير أو الخبز الناشف أو الشوفان أو الزبيب أو التمر الهندي، يضاف لها بعد تصفيتها مقادير محددة ومتناسبة من السكر، وحب الهيل، والقرفة، وبعض المواد الملونة, في حين يُعرف شراب السوبيا من لونه، فاللون الأبيض للمصنوع من الشعير والأحمر الذي أضيفت إليه صبغة ملونة، وعادة ما يكون الزبيب المادة الأساسية في تركيبته، أما اللون البني، فمضاف إليه التمر الهندي في حين لا تحتمل السوبيا التأخير والتخزين إذ تفقد قيمتها الغذائية خلال يومين أو ثلاثة. واشتهرت بعض العائلات في المدينةالمنورة بإنتاج هذا المشروب الشعبي منذ أكثر من 50 عامًا، حيث اعتاد عليه أهالي المدينةالمنورة منذ زمن قديم، ويقدم كضيافة عريقة لزوار طيبة الطيبة، حتى تحولت السوبيا مع الزمن إلى تجارة يحرص الجميع على بيعها كمنتج فريد من نوعه باسم المدنية المنورة، ويقبل الناس على شرائها ما بين العصر إلى قبيل المغرب من رمضان حرصًا منهم على شرب طعمها اللذيذ. ويفاخر أهل المدينةالمنورة أثناء الإفطار بنوعية"السوبيا" التي يحضرونها على موائدهم،حيث اشتهر هذا المشروب في المدينةالمنورة، ومكةالمكرمةوجدة، ويقدّم بألوان متعددة منها الأبيض الذي يحمل لون الشعير،والأحمر الذي يقدم بنكهة الفراولة، والبني بالتمر الهندي، في حين لاتحتمل السوبيا التأخير والتخزين إذ تفقد قيمتها الغذائية خلال يومين أو ثلاثة أيام، ولا تتوقف فوائد السوبيا في إطفاء عطش الصائم، إذ إنها مفيدة لحصوات المرارة والكلى, إضافة إلى فوائد عديدة للسوبيا المعدة من الشعير منها تخفيض الكوليسترول الدم، لأنها تحوي نسبة كبيرة من الألياف الذائبة التي تعمل على حجز أملاح الصفراء, في حين يفتقر هذا النوع لبروتين "جليتين" الذي يمكن أن يوجد في سوبيا الخبز الجاف. وقال المواطن ناصر المولد بائع سوبيا : إن بيع هذا المشروب يعتبر مصدر دخل لكثير من العوائل والشباب في هذا الشهر الكريم, مبينًا أنه يتم تحضير السوبيا من أحد أهم المحال المشهورة في المدينةالمنورة بعد الظهر مباشرة ،ويبدأون ببيعها يومياً من بعد صلاة العصر مباشرة إلى ما قبل المغرب بقليل، بينما أفاد ماجد غوث أحد الزبائن أنه يحرص على شراء السوبيا البيضاء بشكل شبه يومي، ويتناولها في نفس اليوم كونها أحد أهم العصائر المفضلة لديه ولدى أسرته، وهي أشبه ما تكون بالملح على الطعام على المائدة الرمضانية. ومن جهتهم أكد عدد من المعترمين والزائرين للمدينة المنورة حرصهم على تناول السوبيا خلال إفطار رمضان لأنها تروي عطشهم ولها نكهة لذيذة.