نظم مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث اليوم، ندوة حول "الطب الشخصي الدقيق"، بحضور عدد من المختصين في مجال الطب الوراثي والجزيئي من المملكة والعالم، وذلك بقاعة الملك سلمان في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض. ويسعى المستشفى من خلال هذه الندوة إلى أن إلى زيادة الوعي والفهم حيال هذه النواحي الهامة وتطبيقاتها السريرية والعلاجية بصورة عامة، حيث بات الطب الشخصي ضرورياً في مجال التشخيص والعلاج والوقاية من السرطان والأمراض الوراثية، علاوة على دوره في التنبؤ باستجابة المرضى للأدوية والمخاطر المرتبطة بالأمراض. وأوضح رئيس برنامج البيولوجيا الحيوية، نائب الرئيس التنفيذي لمركز الأبحاث بالمستشفى الدكتور خالد أبو خبر أن الطب الشخصي والدقيق يأتي في إطار إحدى مشاريع التحول الرئيسية بالمؤسسة، التي تواكب مبادرات العناية الصحية التي طرحتها رؤية 2030، حيث يعد مفهوم الطب الشخصي أحد مفاهيم العلاج الطبي المتقدم المبني على التقدم في تقنيات الأطلس الوراثي ونتائج الأبحاث الكثيرة في مجال الكيمياء الحيوية الجزيئية وتطبيقات الكمبيوتر، واستخدام نتائج تلك الأبحاث في مجال الرعاية الصحية وعلاج الأمراض المستعصية، وبالذات تحديد الجينات العاطبة الحاملة أو المتغيرة في عدة أمراض ومنعها من التطور والتسبب بأمراض مزمنة ووراثية، وذلك من خلال الكشف المبكر عنها وتحديد الأساليب الوقائية والعلاجية اللازمة لها. وأفاد أبو خبر أن الكثير من الأمراض كالسرطان مثلاً، تنطوي على مسببات تعزى في طبيعتها إلى طفرات جينية، التي لا يمكن الحد منها إلا بدراسة الخريطة الجينية، وبالتالي يأتي اختيار الدواء المناسب للمريض في الوقت المناسب، مما يزيد من معدلات الشفاء وخفض التكاليف المالية الباهظة المترتبة على التشخيص والوقاية والعلاج، مؤكداً أنه من هنا يأتي دور هذه الندوة كمرحلة هامة على طريق مسيرتنا العلمية والبحثية في المستشفى، وإبراز كل تلك المستجدات وتقديمها للمختصين لدينا ولأفراد المجتمع بصورة عامة ليكونوا على إطلاع عليها. من جهته أكد رئيس قسم علوم الجينات في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور برايان ماير أهمية الطب الشخصي باعتباره أفضل وسيلة يمكن أن تساعد المرضى المعرضين أكثر من غيرهم للأمراض الجينية، باعتبار هذا الفرع من الطب ينطوي على الكثير من الفوائد الطبية والاقتصادية والاجتماعية، ومن النجاحات التي تحققت بفضل الطب الشخصي هو أننا تمكنا من الكشف المبكر على الأمراض الوراثية للمواليد خلال فترة الحمل عبر إجراء أكثر من 3,000 اختبار جيني، حيث تمكن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من خلالها من تحديد بعض الأمراض الوراثية التي لم تكن معروفة سابقاً، وهذا فقط أحد الأمثلة القيّمة التي تدلّ على أهميّة الطب الشخصي، ومن هذا المنطلق، قرر مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث استضافة هذه الندوة العالمية لمناقشة آخر التطوّرات البحثية في مجال الطب الشخصي. وبين أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث قد حقق موقعاً متقدماً على صعيد الطب الشخصي في الشرق الأوسط، إذ كان من أوائل المستشفيات التي وظفت هذا النوع من العلوم الطبية لديها بهدف تطوير الأنظمة العلاجية المخصصة لأمراض معينة، سواء في مجال التشخيص أو الوقاية أو العلاج. وأشار الدكتور برايان ماير إلى أن الأهم من ذلك هو أن برنامج الطب الشخصي يتوافق مع رؤية المملكة 2030، حيث يعدّ جزء من برنامج التحول الوطني لاستخدامه أفضل الممارسات العلاجية والطبية العالمية ضمن النظام الطبي في المملكة، إضافة إلى ما حققه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من تطورات هامة في مجال الرعاية الصحية، حيث بات لديه - الآن - فريق علمي مؤلف من 100 شخص، ما بين اختصاصي وباحث وممرض وفني، مع وجود برامج لتدريب وتأهيل الموظفين السعوديين ليكونوا جزءا من هذا الفريق، ويسهموا في دفع المسيرة العلمية والاجتماعية والطبية إلى الأمام.