اختتم وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للشؤون الإسلامية الشيخ عبدالرحمن بن غنام الغنام, زيارته لجمهورية بنغلاديش اليوم، التي استمرت عدة أيام. ورأس الشيخ الغنام خلال الزيارة وفد الوزارة إلى أعمال المؤتمر السنوي العام لجمعية أهل الحديث ببنغلاديش الذي كان بعنوان "أساليب الدعوة في الكتاب والسنة على منهج سلف الأمة"، في العاصمة دكا. وألقى الشيخ الغنام كلمة استهلها بالتنويه بعمق العلاقات التاريخية بين المملكة وجمهورية بنغلاديش، مشيدًا بمضامين الزيارة التي قامت بها رئيسة الوزراء الشيخة حسينة إلى المملكة قبل عدة سنوات نقلت خلالها تحيات الشعب البنغلاديشي الشقيق، كما نقل تحيات شعب المملكة إلى الشعب البنغلاديشي. وقال: "نقدر مواقف حكومة بنغلاديش مع المملكة ومساندتها في جميع القضايا وهذا من التعاون على البر والتقوى ونحن نؤمل منها أكثر لتفهم قضايا الشرق الأوسط, لما في ذلك من المشاركة في إحلال السلام والأمن للعالم الإسلامي كله. واستعرض مجمل الجهود التي تقدمها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - في سبيل خدمة العمل الإسلامي والتعاون مع القائمين عليه من مؤسسات وشخصيات على البر والتقوى، وهذا منهج راسخ للمملكة منذ تأسيسها أكده جميع ملوكها - رحمهم الله - حتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -. وأكد الشيخ الغنام أن الدعوة إلى الله تعالى مسؤولية عظيمة في تبليغ دين الإسلام للناس خاصة في ظل حملات التشويه المقصودة من الأعداء للدين الإسلامي وللمؤسسات الإسلامية ولعلماء المسلمين, وأن من مقتضيات الدعوة أن تكون بالحكمة, مستشهداً بقوله تعالى: { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن }، مشيرًا إلى أن هذه الآية رسمت المنهج الأمثل في الدعوة إلى الله، وبينت حال المدعوين والوسائل التي تعين في الدعوة إلى الله. وأضاف "الدعوة إلى الله تعالى دعوة خير وحق, لأنها دعوة إلى العدل والإحسان دعوة إلى ما تقتضيه الفطرة السليمة وتستحسنه العقول الخالصة، فهي دعوة إلى الإيمان بالله، وإلى كل عقيدة سليمة يطمئن إليها القلب، وينشرح بها الصدر، والدعوة إلى الله دعوة إلى عبادة الله وحده، إيماناً ويقيناً بأنه لا يستحق العبادة أحد سواه. واستعرض الغنام معالم الدعوة وهي الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال وحفظ الحقوق, وإقامة العدل بين الناس بإعطاء كل ذي حق حقه، وبذلك يتحقق الإخاء والمودة بين المؤمنين، ويستتب الأمن التام والنظام الكامل داخل شريعة الله، وتضمحل كل الأخلاق والظواهر السيئة من المجتمع المسلم, حاثاً على أهمية أن تكون وسائل الدعوة وأساليبها مؤثرة ومتجددة وشرعية من أجل أن تحقق أهداف الدعوة الإسلامية في صورة الإسلام الحقة وشريعته السمحة والأساليب تختلف باختلاف المدعوين وحالات الدعوة. وأثنى على جمعية أهل الحديث وأعضائها ومكانتهم وجهودهم ومواقفهم مع المملكة والتزامهم بالمنهج العلمي الصحيح وتمسكهم بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. وضمن برنامج الزيارة ألقى الشيخ عبد الرحمن الغنام خطبة الجمعة في جامع أهل الحديث في دكا القديمة، تحدث خلالها عن أهمية الوحدة الإسلامية والأخوة ومقاصد الشريعة في هذا الصدد، مبيناً أهمية التعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة. كما زار الشيخ عبدالرحمن الغنام مشروع الجامعة الإسلامية العالمية والمدرسة المحمدية بالعاصمة دكا، والتقى على هامش أعمال المؤتمر قيادات جمعية أهل الحديث السابقين ودعاة الوزارة، واستعرض الجهود المشتركة في سبيل خدمة العمل الإسلامي. وفي إطار الزيارة التقى سفير المملكة العربية السعودية لدى جمهورية بنغلاديش الأستاذ عبدالله بن حجاج المطيري بوكيل الوزارة الشيخ الغنام والوفد المرافق له، بحضور الملحق الديني السابق بالسفارة الشيخ أحمد بن علي الرومي, ومنسوبي السفارة، واستعرضا خلال اللقاء الجهود المشتركة بين السفارة والوزارة في خدمة الشعب البنغلاديشي المسلم.