تعايش زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 32" مع قصة الحج قديماً وحديثاً، عبر جناح وزارة الحج والعمرة بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي نقلهم إلى القوافل ومواجهة الصعاب التي كان يمر بها الآباء والأجداد في رحلتهم إلى الحج التي لا تخلو من المخاطر والصعاب وتكبد عناء الطريق . وكان الحجاج في الماضي يسيرون في جماعات لسوء أحوال الطرق وانعدام الأمن واضطرابه، وينعكس ذلك في الوداع الحار الذي يودع به الحاج أقاربه وأصدقائه، يقيناً منه بما يحيط به من مخاطر، سواء كانت كوارث طبيعية أو أمراض أو قطاع طرق، إلى أن هيأ الله سبحانة لهذا البلاد قيادة حكيمة أسستها على الكتاب والسنة، فجاء توحيد المملكة العربية السعودية على يدي المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ، الذي أولى جل اهتماماته لرعاية الحرمين الشريفين وحماية الحجيج وإشاعة الأمن والإستتباب، ليعلن طيب الله ثراه عقب ذلك انشاء "وزارة الحج والأوقاف" عام 1381ه لتتولى مهام الإشراف على شؤون الحج والأوقاف وشؤون الحرمين والمساجد. ففي عام 1414ه فصل قطاع الأوقاف كوزارة مستقلة تحت مسمى "وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد" ، وتم فصل الإشراف على شئون الحرمين الشريفين ، ومصنع كسوة الكعبة المشرفة في وحدة إدارية مستقلة هي "الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف" ، ليطلق على الجزء المتبقي مسمى "وزارة الحج لتتركز مهامها في تنفيذ سياسة الدولة - رعاها الله - في مجال خدمة ضيوف الرحمن من حجاج وعمار وزوار لمسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم ، واقتراح وإعداد الأنظمة واللوائح التنفيذية ومتابعة أعمال القطاعات الأهلية التي تشرف عليها ومراقبة حسن أدائها . ويُظهر جناح وزارة الحج والعمرة في مسماها الجديد تنفيذ سياسة الدولة فيما يتعلق بأمور الحج والعمرة والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين وتطوير أساليب أداءها وتطوير التقنيات الحديثة والإجراءات التي تكفل أداء الحج والعمرة بكل يسر وسهولة وبالصورة التي تؤكدها رؤية المملكة 2030 في هذا العهد الزاهر، والمساهمة في توفير المناخ اللازم للحجاج والمعتمرين لأداء المناسك بسلامة وطمأنينة ، بالتعاون والتكامل مع الأجهزة ذات العلاقة. من جانبه، نوه معالي نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبدالفتاح بن سليمان مشاط بالنقلة النوعية التي حققتها الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم منذ وصولهم حتى مغادرتهم الى ديارهم سالمين غانمين ، وجعل من الحج رحلة إيمانية مطمئنة ، يؤدون فيها الحجاج نسكهم بكل يسر وسهولة وسط متابعة مستمرة من الوزارة بمختلف قطاعاتها وبالتعاون مع كافة منظومة الحج والعمرة ، وتسخير كافة الإمكانات والموارد لخدمة وفود الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار. وأفاد معاليه أن الوزارة تعيش تأسيس صناعة الضيافة الحديثة لدعم خدمات واقتصاديات الحج وتطبيق منهجية جديدة ، أساسها الانتقال من ثقافة العمل الموسمي إلى ثقافة العمل على مدار العام ، واعتماد التقنية لتطوير الأداء، وتكريس الشفافية، وتطبيق معايير الجودة، ومقاييس الأداء، لرفع مستوى الجاهزية وزيادة الطاقة الاستيعابية، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وزيادة التنسيق بين منظومة الحج والعمرة، بما يسهم في تحقيق أهدف رؤية المملكة 2030 ، ومبادرات برنامج التحول الوطني 2020 . وشدد معاليه على أن جناح وزارة الحج والعمرة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة يعزز رؤية الوزارة في أن تكون رحلة الحج والعمرة والزيارة مقننة وسهلة وميسرة في جو من السكينة والطمأنينة بهدف توفير ضيافة دينية بمعايير عالمية وأن يكون الحج سهلاً وميسراً من خلال الجهود البشرية والتقنية المقدمة والارتقاء بمهارات العاملين في الخدمة الميدانية لضمان خدمات متميزة للحجاج والمعتمرين .