شارك معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ في المؤتمر الثالث للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية الذي عقد في القاهرة السبت بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية ، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي ، ورئيس الجمعية البرلمانية لدول حلف الناتو، ورئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط . وثمّن معالي الدكتور عبدالله آل الشيخ في مداخلته أمام المؤتمر, الجهود الواضحة للبرلمان العربي برئاسة عضو مجلس الشورى رئيس البرلمان الدكتور مشعل بن فهم السلمى في جمع الشمل العربي, وبما يسهم في تعزيز العمل العربي المشترك في شتى جوانبه ويمكن مختلف المؤسسات العربية المشتركة سواءً على مستوى الحكومات أو المجالس البرلمانية من العمل على تطوير منظومة متكاملة للعمل العربي المشترك. وبيّن معاليه أن الوثيقة الخاصة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف التي اعتمدها المؤتمر التي سترفع للقادة العرب في شهر مارس المقبل في الرياض هي برنامج عمل للمستقبل العربي. وتشكل (الوثيقة العربية الشاملة لمكافحة التطرف والارهاب) التي اعتمدها المؤتمر تطوراً في العمل العربي المشترك , حيث ترتكز على مضامين جديدة وشاملة لمعالجة التطرف والإرهاب سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وسياسياً، وثقافياً، وإعلامياً، وتربوياً، وتقنياً، وتشريعياً، وقضائياً بجانب البعد الأمني والعسكري لضمان شمولية مكافحة التطرف والإرهاب واجتثاث جذوره، وتحويل المواجهة من إجراءات معزولة تقوم بها كل دولة على حدة الى تخطيط استراتيجي شامل. وقد شددت الوثيقة على أنه لا تعد أعمالاً إرهابية ، حالات الكفاح بمختلف الوسائل، بما في ذلك الكفاح المسلح ضد الاحتلال الأجنبي والعدوان من أجل التحرر وتقرير المصير، وفقاً لمبادئ القانون الدولي، ولا يعتبر من هذه الحالات كل عمل يمس بالوحدة الترابية لأي من الدول العربية. وثمّنت الوثيقة ما حققته الدول العربية وقواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية من نجاحات بتوجيه ضربات موجعة للتنظيمات والميليشيات الإرهابية وطالبت بتوحيد جهود الدول العربية ضد كافة أشكال الإرهاب وفي مختلف بقاع العالم العربي من أجل اجتثاث الإرهاب من جذوره والقضاء عليه نهائياً. وطالبت الوثيقة باتخاذ كافة التدابير العربية المشتركة لمنع تمويل العمليات الإرهابية أو الإرهابيين ووقف كل مصادر الإمدادات المادية والعسكرية أو تهديد أمن الدول الأخرى بأي وسيلة غير مشروعة. وحثت الوثيقة على هذا الأساس الدول العربية على اتخاذ كافة التدابير العربية المشتركة لعدم استخدام أراضي أي من الدول العربية في إقامة منشآت أو معسكرات تدريب للمليشيات والتنظيمات الإرهابية ، ومنع إيواء العناصر الإرهابية والمتطرفة أو توفير ملاذ آمن لهم أو السعي في تأييدهم في محفل إقليمي أو دولي. وقد أشاد رؤساء المجالس والبرلمانات العربية بما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود وعناية ورعاية للحرمين الشريفين وخدمتهما وتحقيق الأمن فيهما. وأكد المؤتمر أن المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها وحتى الوقت الحاضر تحت ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله تقوم بدور كبير في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحُجّاج والمعتمرين والزوار , وتضع في مقدمة أولوياتها الاهتمام والعناية بتوسعة الحرمين الشريفين , ولا تدخر وسعاً مادياً أو معنوياً ًفي تذليل المصاعب وتسهيل الأمور، من أجل خدمة ضيوف الرحمن، والسهر على راحتهم وتوفير كل سبل الراحة والأمان لهم . وأبان المؤتمر أن ما تحقق من نهضة عمرانية كبيرة للحرمين الشريفين يُعد أكبر شاهد على اهتمام وعناية المملكة العربية السعودية وقادتها بالأماكن المقدسة . وثمّن ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية ما يشهده الحج عامًا بعد عام من تحسين وتطوير في منظومة المشاريع والخدمات التي تقدمها المملكة العربية السعودية لخدمة الحُجّاج في الجانب الأمني والتنظيمي والصحي، مؤكداً أن جهود المملكة العربية السعودية أدت لإبراز الصورة العالمية المشرقة للحرمين الشريفين، وإظهار قيم الإسلام والمسلمين الحقيقية من خلال ما تُقدمه من خدماتٍ رائدة وجهود عظيمة خدمةً للحرمين الشريفين . وعبّر المؤتمر عن رفضه للتدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي للدول العربية ودعمها للانقلابين على الشرعية في دولة اليمن بالصواريخ الباليستية التي تستهدف بها تأجيج الصراع بين أبناء الوطن الواحد فضلاً عن التطاول على أمن المملكة العربية السعودية وهي الجارة الأولى لليمن والأماكن الاسلامية المقدسة في مكة والمدينة التي تعد مقدسات إسلامية كما يدين كافة التدخلات في الدول العربية بالأجندات الدينية المتطرفة التي تستهدف النيل من أمنها واستقرارها ووحدة نسيجها الوطني . وأشار رئيس البرلمان العربي عضو مجلس الشورى الدكتور مشعل بن فهم السلمي إلى أن الاجتماع صدرت عنه خمسة بيانات تتعلق بتطورات الأوضاع في الأراضي العربية المحتلة والقدس ودور المملكة السعودية في خدمة للحرمين الشريفين , ودور البرلمان العربي في منظومة العمل العربي المشترك وتفعيل النظام الأساسي له , والتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وكذلك التدخل التركي في الشؤون العربية في مصر وليبيا . وأضاف أن (الوثيقة العربية الشاملة لمكافحة التطرف والارهاب) التي اعتمدها المؤتمر تمثل إسهامًا برلمانيًا عربيًا، يتكامل مع السياسات والإجراءات الرسمية العربية، ويعبر عن الظروف بالغة الدقة التي تعيشها الأمة العربية، كما يضفي رؤية البرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية على الجهود الدولية والإقليمية إزاء محاربة الإرهاب، بكافة أشكاله وصوره، وإدانة الجرائم والممارسات الوحشية والمستنكرة، للتنظيمات والجماعات الإرهابية، من جرائم ضد الإنسانية جمعاء.