الشاي والقهوة يقللان الإصابة بالسرطان    المملكة توزع 2.100 حقيبة إيوائية في شمال قطاع غزة    لاعبو عمان: جمهورنا كان اللاعب رقم 11 بعد النقص العددي أمام السعودية    تعزيز التوسع العالمي لعلامة جايكو و أومودا مع إطلاق مركز توزيع قطع الغيار في الشرق الأوسط    غزة بين نيران الحرب وانهيار المستشفيات    انخفاض عدد سكان غزة بنحو 160 ألف نسمة في نهاية 2024    ضبط إثيوبيين في جازان لتهريبهما (87663) قرصًا خاضعًا لتنظيم التداول الطبي    «تعليم مكة» يُكرم 1000 طالب وطالبة لتفوقهم خلال العام الدراسي 1445 ه    أكثر من نصف مليون مستفيد من برامج "جمعية أجياد للدعوة" بمكة خلال عام 2024م    غارات أمريكية وبريطانية تستهدف صنعاء    ولي العهد يعزي رئيس وزراء بريطانيا في وفاة شقيقه    سعود بن نهار يلتقي العتيبي    أمطار وصقيع على الشمالية    أمير المدينة المنورة يرأس اجتماعاً لمناقشة استعدادات الجهات المعنية لاستقبال شهر رمضان    "الجاسر" يقف ميدانيًا على مشروع مطار جازان الجديد    أنجلينا جولي وبراد بيت يتوصلان إلى تسوية بشأن الطلاق بعد نزاع 8 سنوات    ضبط 7 سوريين في الرياض لارتكابهم حوادث احتجاز واعتداء واحتيال مالي    كونسيساو مدرب ميلان يتحدى ابنه في ظهوره الأول مع الفريق    مدير عام «مسام»: نجحنا في انتزاع 48,705 ألغام في عام 2024    أمير حائل يستقبل مدير الدفاع المدني    نائب أمير تبوك يستقبل مدير شرطة المنطقة    سوق الأسهم السعودية ينهي آخر تعاملات عام 2024 باللون الأخضر    أصول الصناديق الاستثمارية العامة تتجاوز ال 160 مليار ريال بنهاية الربع الثالث 2024م .. 84% منها "محلية"    تطبيق "سهم" يتجاوز حاجز المليون مستخدم في عام واحد فقط    مجلس الوزراء يشيد بنجاحات القطاع غير الربحي    انتهاء مدة تسجيل العقارات لأحياء 3 مدن.. الخميس القادم    التعاونية وأمانة منطقة الرياض تطلقان "حديقة التعاونية"    «الإحصاء»: معدل مشاركة السعوديات في القوى العاملة يصل إلى 36.2%    بتوجيه من القيادة.. وزير الدفاع يبحث مع الرئيس الإماراتي التطورات الإقليمية والدولية    هل يكون 2025 عام التغيير في لبنان؟    الصحة: إيقاف طبيب أسنان مقيم لارتكابه عددًا من الأخطاء الطبية في الرياض وتبوك    صناعة المحتوى الإعلامي في ورشة بنادي الصحافة الرقمية بجدة    النصر بطلًا لكأس الاتحاد السعودي لقدم الصالات    ميزة لاكتشاف المحتوى المضلل ب «واتساب»    المملكة تواسي حكومة وشعب كوريا.. القيادة تعزي الرئيس الهندي    ابق مشغولاً    مداد من ذهب    هزل في الجِد    هل قمنا بدعمهم حقاً ؟    رحلات مباركة    في نصف نهائي خليجي 26.. الأخضر يواجه عمان.. والكويت تلاقي البحرين    التأكد من انتفاء الحمل    زهرة «سباديكس» برائحة السمك المتعفن    مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض يعلن تفعيل أعماله في 19 محافظة و47 بلدية    نائب أمير مكة يطلع على أبرز المشاريع المنجزة بمحافظات المنطقة    لغير أغراض التحميل والتنزيل.. منع مركبات توصيل الأسطوانات من التوقف في المناطق السكنية    «الصفراء» حرمتهم.. والمدرج مكانهم    مُحافظ جدة يُكرّم عدداً من ضباط وأفراد مكافحة المخدرات    القهوة والشوكولاتة.. كماليات الشتاء والمزاج    5 فوائد للشاي الأخضر مع الليمون    مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون يعقد اجتماعه الرابع لعام 2024    أمير الشرقية يشدد على رفع الوعي المروري    مغادرة ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    الأخضر يختتم استعداداته لمواجهة عُمان في نصف نهائي خليجي 26    كلام البليهي !    التغيير العنيف لأنظمة الحكم غير المستقرة    13 ألف خريج وخريجة من برامج التخصصات الصحية    التعصب في الشللية: أعلى هرم التعصب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه.
ولفت فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام اليوم إلى النعم التي أنعم الله بها على جميع بني آدم ، مستشهدا بقوله تعالي ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) .
وقال: يستخلص من هذه الآية الكريمة أشياء كرم الله بها بني آدم, فمن وجوه التكريم التي خصهم الله بها خلقُهم على هذه الهيئة في امتداد القامة وحسنِ الصورة قال سبحانه ( وصوركم فأحسن صوركم ) الآية, وقال عز وجل ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم .. ) وقال سبحانه ( الذي خلقك فسواك فعدلك , في أي صورة ما شاء ركبك ... ) ومن وجوه التكريم التي خُصُّوا بها النطقُ والتمييز والفهم والعقل قال تعالى ( فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون ) وقال تعالى (فجعلناه سميعاً بصيراً .. ) وقال سبحانه ( ألم نجعل له عينين , ولساناً وشفتين , وهديناه النجدين ), وقال عز جاهه ( إن في ذلك لآيات للعالمين ) وقال جل ثناؤه ( قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ) ومن وجوه تكريمهم ما ذكره الله تبارك وتعالى في قوله (وحملناهم في البر والبحر) حملهم في البر على ظهور الدواب من الإبل والبغال والحمير والمراكب البرية وفي البحر في السفن والمراكب .
وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام : ومن وجوه تكريم بني آدم المستفادة من قوله ( ورزقناهم من الطيبات ) تخصيصهم بما خصهم الله به من المطاعم والمشارب والملابس والمناكح ؛ فما من طيب تتعلق به حوائجهم إلا وقد أكرمهم الله به , ويسره لهم غاية التيسير بفضله , ولم يجعله محظورا عليهم بل قد أنكر على من تعنت وحرم ما أحل اللّه من الطيبات ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق .. ) أي مَن هذا الذي يقدُم على تحريم ما أنعم اللّه بها على العباد، ومن ذا الذي يضيق عليهم ما وسَّعه اللّه , ومن وجوه التكريم ما ذكره الله سبحانه بقوله ( وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) بما خصهم به من المناقب وفضلهم به من الفضائل التي ليست لغيرهم من أنواع المخلوقات .
وأوضح فضيلته أن هذا التكريم الذي امتن الله به على بني آدم يستوجب شكر المنعم سبحانه وتعالى؛ فعلينا عباد الله أن نقوم بشكر المنعم خالقنا ورازقنا الذي أولانا النعم ودفع عنا النقم ولا تحجبُنا النعم عن المنعم فنشتغلَ بها عن عبادة ربنا , بل علينا أن نتلقاها بالشكر ونحذرَ كفرانَها أو الاستعانةَ بها على معاصيه , والإنسان قد ينسى ما رزقه الله من الطيبات لِطول الإلف فلا يَذكرُ الكثيرَ من هذه الطيبات التي رزقه الله إلا حين يُحرَمُها فعندئذ يعرفُ قيمة ما يستمتعُ به.
// يتبع //
15:04ت م

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي / إضافة أولى
وأوضح الشيخ الغزاوي أن الأمة المحمدية تختصّ بكرامة خاصّة فوق التكريم العام الذي يشترك فيه بنو آدم فقد صح عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه قال ((أنتم توفون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله تبارك وتعالى) رواه أحمد أي أنكم معشر الأمة المحمدية الإسلامية تُتمون وتكملون عدد سبعين أمه سبقت قبلكم لا يعلمها إلا الله , وقوله (أنتم) الخطاب للصحابة ومن على منهجهم أو المراد مجموع الأمة فهم خيرها وأفضلها وأكرمها على الله , وأشرفها لديه , ويظهر هذا التكريم في أعمالهم وأخلاقهم وتوحيدهم ومشاهدهم يومَ القيامة ثم منازلهم في الجنة .
وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام : إن الله عز وجل قد قضى بأن التفاضل بين الناس إنما هو بالتقوى قال سبحانه (إن أكرمكم عند الله أتقاكم )، فمن تلبس بلباس التقوى فهو المستحق لأن يكون أكرمَ ممن لم يتلبس بها وأشرف وأفضل , فعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَةَ الجاهلية وتعاظمَها بآبائها فالناس رجلان بر تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله , والناس بنو آدم , وخلق الله آدم من تراب قال الله (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) وعن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الحسب المال والكرم التقوى ) أي الشيء الذي يكون فيه الإنسان عظيمَ القدر عند الناس هو المال والذي يكون به عظيمًا عند الله هو التقوى , فتبين عباد الله مما مضى أن على المسلم أن يسعى جاهدًا في المحافظة على كرامته الإنسانية التي خصّه الله بها ويزيد على ذلك بأن يكرم نفسه بتقوى الله وهي الكرامة الخاصة .
وأكد أنه حتى يحقق المرء التقوى فعليه باستصلاح قلبه إذ هو محل التقوى وأول ما يجب أن يعنى به حتى يستقيم على ما ينبغي أن يكون عليه فقد جاء في الحديث المتفق عليه عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) متفق عليه , مشيرا إلى أن وسائل استصلاح القلب كثيرة منها قراءة القرآن وكثرة الدعاء والتضرع إلى الله أن يهبه قلبًا خاشعا منيبًا والصدقة وكثرة أعمال البر والإحسان وكثرة الاستغفار ومصاحبة الأخيار
وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي : إذا أردنا أن نرتقيَ في مراتب الكرامة ونسموَ في مدارج العز والشرف فعلينا بتقوى الله والعمل بطاعته واجتناب نواهيه خشية أن يفقد المرءُ الكرامةَ ويبقى ذليلا مهانا ( ومن يهن الله فما له من مكرم ) ، مبينا أن اقتراف المعاصي واتباع الهوى والغفلة والانحراف عن الصراط المستقيم لا يتوافق مع تكريم الله لبني آدم ولا يتناسب مع شرف المؤمن وعزه بل من التكريم أن يكون الإنسان قيما على نفسه متحملا تبعة اتجاهه وعمله .
// يتبع //
15:04ت م

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي / إضافة ثانية
وفي المدينة المنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي عن نعمة الشكر التي أنعم الله بها على عباده العامة منها والخاصة قال تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ? هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ? لَا إِلَ?هَ إِلَّا هُوَ ? فَأَنَّى? تُؤْفَكُونَ )) وقال جل من قائل ((واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور )).
وذكّر فضيلته بأن الله تعالى أخبرنا أن النعم كلها منه، للقيام بحقه تبارك وتعالى قال جل في علاه (( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ?)) ، مبيناً أن الناس يعلمون كثيراً من النعم ويجهلون أكثرها قال الله تعالى ((وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ? إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )).
وقال : النعم سخرت لطاعة الله وعبادته وعمارة الأرض وإصلاحها قال تعالى ((وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ? لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))، مؤكداً أن شكر النعم يكون بإجتماع أمور محبة الله والخضوع له ومع تيقن القلب أن كل نعمة هي تفضل وإحسان من الله من جميع الوجوه لا يستحقها العبد على الله وإنما هي منة و إحسان من الله تعالى،
ودعا فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي إلى استخدام نعم الله فيما يرضي الله عزوجل والثناء عليه بما يحب ويرضى فالله يبتلي بالخير والشر ليعلم الشاكرين والصابرين قال تعالى ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ ? إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ))، لافتاً النظر إلى أن الشكر على المصائب أعلى من شكر النعم قال جل وعلا ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ )) وأن من أعظم الشكر شكر نعمة الإيمان وشكر بعث محمد رسولاً لله إلى عباده وشكر كل نعمة بخصوصها قال الله تعالى ((وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )) فالشكر يؤدي إلى الزيادة قال جل من قائل ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ? وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )).
وأكد فضيلة الشيخ الحذيفي أن الشاكرين هم الفائزون بخيري الدنيا والآخرة قال تعالى ((وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ? وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ))، وأنهم أهل نعم الله الذين يخصهم بما لا يخص غيرهم به قال أصدق القائلين ((أَهَ?ؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا ? أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ )).
// يتبع //
15:04ت م

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي/ إضافة ثالثة واخيرة
وحث فضيلته إلى دوام الشكر والاستقامة والبعد عن كفر النعم قال تعالى ((سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ? وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))، مبيناً أن دوام الشكر يزيد من نعم الله عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، قَالَ ( مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ فِي شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ مَا تَرَدَّدْتُ فِي قَبْضِ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ ، وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ، وَلا بُدَّ لَهُ مِنْهُ ، مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَلا يَزَالُ عَبْدِي الْمُؤْمِنُ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ وَمَنْ أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ لَهُ سَمْعًا وَبَصَرًا وَيَدًا وَمُؤَيِّدًا ، دَعَانِي فَأَجَبْتُهُ وَسَأَلَنِي فَأَعْطَيْتُهُ ، وَنَصَحَ لِي فَنَصَحْتُ لَهُ وَإِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَمَنْ يُرِيدُ الْبَابَ مِنَ الْعِبَادَةَ فَأَكُفُّهُ عَنْهُ ، لا يَدْخُلُهُ الْعَجَبُ فَيُفْسِدُهُ ذَلِكَ ، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لا يُصْلِحُ إِيمَانَهُ إِلا الْغِنَى وَلَوْ أَفْقَرْتُهُ لأَفْسَدَهُ ذَلِكَ ، وإن مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَمَنْ لا يُصْلِحُ إِيمَانَهُ إِلا الْفَقْرُ وَلَوْ أَغْنَيْتُهُ لأَفْسَدَهُ ذَلِكَ ، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لا يُصْلِحُ إِيمَانَهُ إِلا الصِّحَّةُ وَلَوْ أَسْقَمْتُهُ لأَفْسَدَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لا يُصْلِحُ إِيمَانُهُ إِلا السَّقَمُ وَلَوْ أَصْحَحْتُهُ لأَفْسَدَهُ ذَلِكَ ، إِنِّي أُدَبِّرُ عِبَادِي بِعِلْمِي بِقُلُوبِهِمْ إِنِّي عَلِيمٌ خَبِيرٌ ).
ومضى فضيلته بالقول: إن الله تعالى له نعم عامة وخاصة على المسلمين توجب الشكر والاستقامة ، كما أن لله تعالى نعم خاصة على هذه البلاد من بها عليها ومن أجل هذه النعم أن جمع الله كلمة أهلها على كلمة واحدة وصفا واحداً فانتظمت لهم مصالح الدين والدنيا وعمرت بها الديار ودفع بها شر الأشرار وعظمت الأمة وحفظ الدين وصون الدماء والممتلكات قال جل من قائل ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ? وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى? شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ? كَذَ?لِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )).
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن من نعم الله على هذه البلاد هيمنة الشريعة فهي شريعة العدل والوسطية قال تعالى ((قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى? صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ? وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ))، مشيراً إلى أن أمة الإسلام أمة وسط لا غلو ولا تضييع قال تعلى ((وَكَذَ?لِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ? ))، مبيناً أن أمن المملكة له منافعه عليها خاصة وللناس أجمعين، لمكانة الحرمين الشريفين وأخوة الإسلام.
وقال: إن من نعم الله على هذه البلاد تتابع المشاريع الخيرة التي تخدم المواطن المسلم ومن يسكن هذه البلاد وفي مقدمة هذه المشاريع عمارة الحرمين الشريفين التي توجب الشكر فالشكر منافعه للشاكرين والتقصير فيه ضرره على الغافلين قال تعالى ((وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ? وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ))، حاثاً على شكر الله قياماً بحقه تعالى قال تعالى ((إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ? وَلَا يَرْضَى? لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ? وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ? وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى? ? ثُمَّ إِلَى? رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ? إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)) وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه ( رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من بغى علي رب اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطيعا إليك مخبتا إليك أواها منيبا رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي واهد قلبي وسدد لساني وثبت حجتي واسلل سخيمة قلبي)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.