أعلنت أمانة الأحساء تشكيل مكتب للتراث العالمي تشارك فيه جهات عدة، يؤدي دوراً رئيساً أثناء وبعد تسجيل الأحساء قائمة منظمة «يونيسكو» للتراث العالمي، فيما ستزورها لجنة من «الآيكموس» خلال أيار (مايو) المقبل لتقييمها. وقال أمين المحافظة المهندس عادل الملحم في ورشة عمل تتعلق بتسجيل الأحساء في قائمة «يونيسكو» نظمتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الثلثاء الماضي، إن عضوية المكتب تشمل ممثلين للزراعة، وهيئة الري والصرف، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وجامعة الملك فيصل، بالإضافة إلى درس ضم ممثل لشركة «أرامكو السعودية» باعتبارها أكبر الشركاء الاستراتيجيين للتنمية في الأحساء. وأكد الملحم أهمية الملف الذي يحظى بمتابعة ودعم كبير من أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف، ومحافظ الاحساء رئيس مجلس التنمية السياحية الأمير بدر بن محمد بن جلوي. من جهته، قال المدير العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المحافظة خالد الفريدة، إن «الأحساء وجهة التراث والنخيل، تستعد للدخول مرة أخرى عبر بوابة التراث العالمي، بعدما نجحت أمانة الأحساء في تسجيل الواحة ضمن شبكة المدن الإبداعية العالمية في منظمة يونيسكو في الحرف اليدوية والفنون الشعبية». وأضاف: «الأحساء مشهد ثقافي متجدد، وشهادة استثنائية على التقليد الثقافي للواحة، والدور الذي لعبته في المملكة بوابة تجارية عبر ميناء العقير وسلة غذاء عبر مزارعها». وأكد مدير مركز التراث الوطني في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الدكتور مشاري النعيم أن ملف تسجيل الأحساء يمضي في الطريق الصحيح، وأن هناك العديد من المهمات الرئيسة التي يفترض من أبناء الأحساء في مقدمتهم أمين المحافظة المهندس الملحم المساهمة بشكل مباشر هذا الملف. وأشار النعيم إلى أن موقع شاطئ العقير التاريخي، من المواقع المدرجة في ملف انضمام المدينة إلى «يونيسكو» لأنه يمثل حالة عمرانية واقتصادية واجتماعية في الأحساء، ويدعم في الجوانب التاريخية كافة، وهو منطقة تمازج واختلاط ثقافي وحضاري كبير. وحض النعيم الجميع على التفاعل لنظافة الواحة، وتوقع أن يكون هناك مردود اقتصاد مع تسجيل الواحة. وبين أنه الخطوة المقبلة ستكون زيارة مهمة من المجلس العالمي للتراث «الأيكموس»، لافتاً إلى أن الرأي الذي ستخرج به هذه اللجنة سيكون مؤثراً جداً في قبول انضمام الأحساء للقائمة، فيما ستكون الزيارة الرئيسة بعد حوالى سبعة أشهر . وأشاد مستشار الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الدكتور سايموني ريكا بتوجه المملكة لتسجيل مواقعها في قائمة التراث العالمي، مؤكدا أن ملف الأحساء، وهو الموقع الخامس الذي تعمل هيئة السياحة على تسجيله، هو الأكثر تعقيداً نظراً لضخامة الواحة وتنوع تضاريسها، الأمر الذي يتطلب تكاتف الجهات المعنية في الأحساء والمجتمع المحلي في هذا الجانب، والعمل على تنمية مستدامة في بيئة وثقافة الأحساء. وبين ريكا أن لجنة من «الآيكموس» سيزور الأحساء خلال أيار (مايو) المقبل لتقييم الأحساء باعتبارها موقعاً مرشحاً للتسجيل في «يونيسكو». واستعرض المستشار فراسوا كريستوفيلي، خطط التطوير والخدمات المقبلة في الأحساء لوسط مدينة العيون، وواحة السيفة، وواحة جواثا، ومناطق القلاع في الهفوف والمبرز، مشيراً الى أن المساحة الإجمالية لحدود المشهد الثقافي المتطور التي تدخل في نطاق ملف الترشيح لواحة الأحساء تغطي 30.1 هكتاراً (8.5 هكتار الملكية المرشحة، 21.5 هكتار لمنطقة الحماية». إلى ذلك، أشاد عضو مجلس الشورى السابق الدكتور إحسان بوحليقه بالجهود الكبيرة للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأمانة الأحساء، بملف انضمام المدينة إلى قائمة التراث العالمي، وتساءل عما يمكن أن يقدمه المواطن وشرائح المجتمع كافة لدعم هذا الملف. ورد عليه الدكتور مشاري النعيم بأنه «مجرد اهتمام أبناء الواحة بالحفاظ عليها نظيفة وجميلة هو عمل كبير»، حضهم على المحافظة على الأصول والجذور للمعارف وإحياء الحرف، مشدداً أعلى أهمية محافظة أبناء الأحساء على هويتها. واقترح عضو المجلس البلدي الدكتور أحمد البوعلي إنشاء جمعية خيرية للآثار والسياحة، تمكن المواطن من التطوع لخدمة وطنه عبر بوابة القطاع السياحي، وتساعد في الوصول لأكبر شريحة من المواطنين والتأثير الإيجابي في سلوكهم.