ألقى معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أمس، محاضرة بعنوان "عناية المملكة العربية السعودية بمنهج السلف الصالح وأثرها في تحقيق الأمن"، وذلك بجامع إسكان الطلاب بالمدينة الجامعة بحضور عدد كبير من طلاب ومنسوبي الإسكان الجامعي. وبين معاليه خلال المحاضرة أن المتأمل في تاريخ هذه البلاد يرى ما يسر خاطره ويثلج صدره ويبعث فيه مزيد من العطاء الذي يخدم الدين والعقيدة والبلاد ويحقق تطلعات ولاة الأمر لأن هذه البلاد الغالية قامت على كتاب الله وسنة ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وما كان عليه سلف هذه الأمة , مشيراً إلى أنه لابد عندما نتحدث عن هذا الموضوع أن ننظر إلى التاريخ ونعرف واقع الأمة في هذه الجزيرة قبل عودة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - إليها واستعادتها وتوحيدها فسيجد الناظر لهذا التاريخ أنها كانت متفرقة متخلفة متناحرة متباغضة, للفتن فيها صولة ولدعاة الشر فيها جولة ولقطاع الطريق أثر سيئ وللعصبية والقبلية المنتنة ظهور وبروز يعلمه الكثير, وبفضل من الله العلي القدير أبدل الله - عز وجل - بما جاء به الإمام العادل والملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - ما كانت عليه هذه الجزيرة من الخوف إلى أمن ومن الجهل علماً ونور ومن الجوع شبع ومن الاختلاف اجتماع وألفة ومحبة ومن العصبية والقبلية وحدة شرعية وطنية لا يعرف لها التاريخ المعاصر نظير. وأضاف معاليه أن المملكة العربية السعودية قادها رجل من أشد رجال هذا العصر عزمًا و جدارة، فمنذ تلك اللحظة بزغ لهذه البلاد فجر جديد، قضى المؤسس - رحمه الله - على شتى صور الفوضى التي اعتاد عليها الناس في البوادي والحواضر من الغارات والسلب والنهب، كان ذلك دأبُهم وديدنهم، يسودهم الهلع والذعر، حيث لا أمن ولا أمان، ولم يرى المؤسس علاجًا ناجحاً لذلك إلا تطبيق أحكام الشريعة على أهل الحواضر والبوادي سواء، فحول كل ذلك إلى اجتماعٍ وألفة بين تلك القبائل المتناحرة، والتقت تلك القبائل واجتمعت على التوحيد والشرع المطهر، وما أعظمها من نعمة أن يكون الاحتكام إلى الإسلام، وكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، هما الأصل القويم في التنظيم والإدارة، حتى أصبحت هذه الدولة الإسلامية التي اتخذت القرآن الكريم دستورًا تستقي منه تعاليم الهدى، وتباشير الحياة، تلتزم بتعاليمه الربانية، وتحتكم إلى الشرع الحكيم أنموذجاً حيًّا، وشاهدًا واقعًا، ودليلاً قاطعًا على حفظ الله لهذه المملكة وتسديده وتوفيقه لولاة أمرها، فقد وطَّن الملك عبدالعزيز البادية، واتخذ من قوة الإسلام ومبادئه سبيلاً للاستقرار، فبث في القبائل الدعوة بإرسال الوعاظ هنا وهناك، فحثوهم على الاستقرار، بدلاً من الحياة المتنقلة غير المستقرة وأن يجتنبوا الحروب والتناحر. // يتبع // 22:34ت م
ثقافي / الدكتور أبا الخيل يلقي محاضرة عن عناية المملكة بمنهج السلف الصالح وأثرها في تحقيق الأمن / إضافة أولى واخيرة وأضاف معاليه: إن مسيرة ولاة أمرنا لم تتغير ولم تتبدل بل أن الزمان لا يزيدها إلا ثبات وقوة وإصرار ومعرفة أن المملكة العربية السعودية هي رائدة العلم الإسلامي الصحيح وهي قبلة المسلمين وبلاد الحرمين ومهوى أفئدتهم ومتطلعهم والمعينة لقضياهم والناصرة لكل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها والداعمة لقضايا الأمتين العربية والإسلامية, وهي في كل الأحوال والمتغيرات ومهما كانت الظروف دولة تبني ولا تهدم, تعطي ولا تحرم, تفي ولا تغدر, لأن كل أبناء هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود و سمو نائبه , والعلماء ينطلقون من منهج السلف الصالح ويقومون عليه ويدعون له بلا كلل ولا ملل ولا تسويف ولا خمول . وأوضح معاليه قول شيخ الإسلام ابن تيمية (يتبعون الحق ويرحمون الخلق) قائلاً : إن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - من الأئمة الأعلام وشيوخ الإسلام الذين قاموا على دين الله ودعوا إليه بكل ما استطاعوا من جهد ووقت و وفق منهج قويم وطريق سليم لم يخرج عن الكتاب والسنة وفهم سلف هذه الأمة فقوله رحمه الله "يتبعون الحق" أي ما جاء في الكتاب والسنة وقوله : "ويرحمون الخلق" أي أنهم يريدون للعالم أجمع الهداية و الرشاد والصلاح والإصلاح والبعد عن الفساد والإفساد مهما كان نوعه ومهما كان شكله وفي هذا إشارة بليغة وبيان أن ما يخص دعوة الإسلام لا إكراه فيها ولا يمكن أن تأتي بالتشدد والتطرف والغلو أو بأي طريق يخالف ما أمر الله به ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وقد قال الله تعالى في كتابه (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم) ويقول الله تعالى ( إِنَّك لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت وَلَكِنَّ اللَّه يَهْدِي مَنْ يَشَاء) ويقول الله تعالى ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) والرسول صلى الله عليه وسلم ضرب أروع الأمثلة في سلوك هذا الطريق فعمه الذي يحبه ويكرمه وقام عليه ودافع عنه لم يكرهه على دين الله عز وجل , وكل من داعاهم إلى دين الله عز وجل لم يكرهم على الدين. وفي نهاية المحاضرة قدم معاليه شكره لوكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لخدمة المجتمع وتقنية المعلومات الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الصغير, وعميد شؤون الطلاب الدكتور خالد بن راشد العبدان , على حسن الإعداد و التنظيم لهذه المحاضرة , وللطلاب الحاضرين ، كما أجاب معاليه على أسئلة الطلاب وقدم لهم جوائز تحفيزية وشكرهم على الحضور والتفاعل .