أوضح الدكتور عبدالفتاح عبدالغني العواري عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر أن الإسلام بمفهومه العام -الذي هو إسلام العبد نفسه لله طوعا بامتثال أوامره واجتناب نواهيه- هو دعوة كل الرسل ويتناول إطلاقه جميع الأديان التي أمر الله تعالى رسله أن يبلغوها للناس. فالإسلام بمفهومه هذا اسم للدين الإلهي الذي جاء به جميع الأنبياء والرسل وانتسب إليه أتباعهم جميعا، يقول نوح عليه السلام لقومه: (فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين). مشيرا إلى أن الإسلام أباح التعامل مع غير المسلمين في البيع والشراء والأخذ والعطاء، وشرع للمسلم أن يهدي إليهم ويقبل هديتهم ويواسيهم عند المصيبة ويهنئهم عند الفرح ويعود مريضهم. ولقد أوجبت تعاليم الإسلام على المسلمين سلوك العدل في التعامل مع غيرهم، ولم تجعل الاختلاف في الدين سببا في الظلم أو جعلت العدل مع المخالف دليلا على التقوى التي رتب عليها أعظم الجزاء، مبينا أن القرآن جاء مصدقا ومؤكدا لما قبله من الكتب في التشريعات التي لا تتغير ولا تتبدل، أما التشريعات الموقوتة بآجال محددة فهذه تنتهي بانتهاء وقتها، ولكل أمة شرائع تتفق مع ظروفها. وقد جاء القرآن بتعديل بعض أحكام التوراة والإنجيل وأعلن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه جاء ليحل للناس كل الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم...وفي إطار هذا الموضوع كان لنا الحوار التالي: في البداية سألناه...حدثنا عن عظمة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين؟ * لم يعرف التاريخ أمة من الأمم سوت المخالفين لها في دينها بأبنائها والمنتسبين لها في شأن قوانين العدالة ونوال حظوظ الحياة بقاعدة (لهم ما لنا وعليهم ما علينا) مع بقائهم على دينهم وعاداتهم مثل امة الإسلام، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على عظمة الإسلام التي تتجلى في سماحته مما تذهب معها كل الدعاوى الباطلة التي يحاول أن يلصقها به أعداؤه معتبرين أن الإسلام دين إرهاب وعنف وتعصب. لقد جاء الإسلام ليكون رحمة للعالمين وليسقط الأغلال والعنت الذي كان على من كان قبلنا من أهل الشرائع السابقة، وفي تشريعاته الحكيمة وتعاليمه الكريمة مظاهر بينة للرحمة والسماحة مع غير المسلمين. وهذه السماحة التي جاء بها الإسلام من المعاني العظيمة التي تتواءم مع عالميته وخلوده وتجعله مصلحا لكل زمان ومكان لسائر الأمم والشعوب، ولقد جاءت نصوص القرآن الكريم تقرر أن من سنة الله تعالى في خلقه أن تنوعت أجناسهم وألسنتهم وألوانهم، كما تنوعت دياناتهم، وان الخلاف باق للإنسان على هذه الأرض، وان التعدد والتنوع مما مضى به القدر الإلهي قال تعالى: (وَلَو شَاء ربكَ لَآمن من فِي الأَرضِ كلهم جَمِيعًا)، ولا يتصور مع وجود ذلك الاختلاف أن ينعزل المجتمع المسلم عن غيره من المجتمعات، ولذلك فقد جاء الإسلام لينظم علاقة المسلم مع غيره من بني جنسه من المسلمين وغير المسلمين. وكانت تعاليم الإسلام في معاملة غير المسلمين بمختلف أصنافهم ودياناتهم من أهل الكتاب وغيرهم دليلا واضحاً وبرهاناً ساطعا على احترام الإسلام للأديان الأخرى. دين الإسلام هل كفل الإسلام حرية التدين لكل فرد؟ * كفل الإسلام حرية التدين لكل فرد فلا إكراه في الدخول في الإسلام إلا بعد القناعة التامة بهدايته، فلكل ذي دين دينه لا يجبر على تركه ليتحول منه إلى غيره، وقد أبان القرآن ذلك المعنى بقوله: «لَا إِكراه فِي الدينِ قَد تَبين الرشد مِن الغَي»، ونهى الله عز وجل النبي صلى الله وعليه وسلم عن إكراه الناس للدخول في الدين بقوله سبحانه: «وَلَو شَاءَ رَبكَ لَآَمَنَ مَن فِي الأَرضِ كلهم جَمِيعًا أَفَأَنتَ تكرِه الناسَ حَتى يَكُونوا مؤمِنِينَ». قال الإمام ابن كثير عند تفسير قوله: لَا إِكرَاهَ فِي الدين: أي لا تكرهوا أحداً على الدخول في دين الإسلام، فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه. شرح صدره ما سبب نزول هذه الآية الشريفة قوله تعالى: (لَا إِكراه فِي الدين)؟ * سبب نزول هذه الآية الشريفة -كما ذكر المفسرون- يظهر جانبا من احترام الإسلام لغيره من الأديان الأخرى فقد ذُكر عن ابن عباس قال: كانت المرأة من الأنصار تكون مقلاتا -أي يموت ولدها- فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده أي تجعله يهوديا، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا: لا ندع أبناءنا أي لا نتركهم يعتنقون اليهودية فأنزل الله عز وجل: لَا إِكرَاهَ فِي الدينِ قَد تَبين الرشد مِن الغَي. ويفهم من ذلك أنه لا إرغام لأحد على الدخول في الإسلام، حتى لو كان المرغم أبا يريد الخير لأبنائه، ولو كان المرغم ابنا لا يشك في شفقة أبيه عليه، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مجبورا. ومن المقرر عند الفقهاء أنه لو أكره أحد على الدخول في الإسلام فإنه لا يصح إسلامه. قال ابن قدامه في المغني: (وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم لم يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعا). وكما منح الإسلام الحرية لغير المسلمين في البقاء على دينهم أباح لهم أيضا ممارسة شعائرهم الدينية الخاصة بهم، واسمعوا إلى هذه القصة التي حدثت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: قدم عليه في المدينة وفد نجران وهم من النصارى فدخلوا عليه مسجده بعد العصر، فحان وقت صلاتهم فقاموا يصلون في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فأراد الناس منعهم فقال رسول الله صلى الله علية وسلم: دعوهم فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم. وهذه القصة كما ترى خير دليل على احترام نبي الإسلام للأديان الأخرى وأمر الصحابة بتركهم يصلون في مسجده. الأمر بالعدل ماذا أوجبت تعاليم الإسلام على المسلمين من سلوك العدل في التعامل مع غيرهم؟ * لقد أوجبت تعاليم الإسلام على المسلمين سلوك العدل في التعامل مع غيرهم، ولم تجعل الاختلاف في الدين سببا في الظلم أو جعلت العدل مع المخالف دليلا على التقوى التي رتب عليها أعظم الجزاء كما قال الله تعالى: (يا أَيها الذِين آمنوا كونوا قَوامِينَ لِلّهِ شهَدَاء بِالقِسطِ ولاَ يجرِمنكم شَنَآن قَومٍ عَلَى أَلا تَعدِلُوا اعدِلُوا هو أَقرَب لِلتقوَى)، فالأمر بالعدل بين الناس جميعا دون النظر إلى ذواتهم أو أجناسهم أو دينهم أو حسبهم. والدليل على ما أقول أن الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يحكم بالعدل أن جاءه أهل الكتاب يحكمونه بينهم فقال: «وَإِن حَكَمت فَاحكم بينَهم بِالقِسطِ إِن اللَّهَ يحِب المقْسِطِينَ»، بل لقد شدد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوعيد على من ظلم معاهدا وأخبر أنه سيخاصمه يوم القيامة، ولا شك أن من يخاصمه رسول الله فقد خاب وخسر، عن صفوان بن سليم عن عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبائهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه -أي أنا الذي أخاصمه وأحاجه يوم القيامة-). البر والإحسان في القرآن الكريم آيات كثيرة في الأمر بالبر والصلة والإحسان والعدل والقسط والوفاء بالعهد.. حدثنا عنها؟ * النصوص في ذلك مطلقة تستوعب كل احد، قال تعالى: وَأَحسِنوا إِنَ اللَّهَ يحِب المحسِنِين، وقال: وَقولُوا لِلنَّاسِ حسناً. وفي ظل هذا المفهوم العام للإحسان أمر الإسلام بالإحسان إلى غير المسلمين الذين لم يعرف لهم أذية للمسلمين ولا قتالهم، قال تعالى: (لا يَنهَاكم اللَّه عَن الَذِينَ لَم يقَاتِلُوكم فِي الدينِ وَلَم يخرِجوكُم مِن دِيَارِكُم أَن تَبَروهم وَتقْسِطُوا إِلَيهِم إِن اللَّهَ يحِب المقسِطِينَ). ومعنى الآية: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ومن جميع أصناف الملل والأديان أن تبروهم وتصلوهم وتقسطوا إليهم؛ لأن بر المؤمن من أهل الحرب ممن بينه قرابة نسب أو ممن لا قرابة بينه وبينه ولا نسب غير محرم ولا منهي عنه أن الله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس ويعطونهم الحق والعدل من أنفسهم، فيبرون من برهم ويحسنون إلى من أحسن إليهم. بل فوق ذلك أمر الإسلام بصلة الأقربين من غير المسلمين والإنفاق عليهم وبرهم والإحسان إليهم، روى البخاري في صحيحه عن أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنهما قالت: «قدمت على أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال نعم صلي أمك». سماحة الإسلام ما تعليقك على جواز التعامل مع غير المسلمين؟ * أباح الإسلام التعامل مع غير المسلمين في البيع والشراء والأخذ والعطاء وشرع للمسلم أن يهدى إليهم ويقبل هديتهم ويواسيهم عند المصيبة ويهنئهم عند الفرح ويعود مريضهم. عن عبدالرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها فقال النبي صلى اله علية وسلم: بيعا أو عطية، «أو قال: أم هبة؟» فقال: لا. بيع، فاشترى منه شاة). وقد أحل ذبائحهم وأجاز النكاح من نسائهم، قال الله تعالى: (اليوم أُحِل لَكم الطيبَات وَطَعَام الذِينَ أُوتوا الْكِتَابَ حِل لكم وَطَعَامُكُم حِل لهم وَالمحصَنَات مِنَ المؤمِنَاتِ وَالمحصَنَات مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبلِكُم إِذَا آتَيتموهُن أُجورَهن محصِنِينَ غَير مسَافِحِينَ وَلَا متخِذِي أَخدَانٍ وَمَن يَكفر بِالإِيمَانِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُه وَهوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِين). ويباح للمسلم أن يهاديهم وأن يقبل هديتهم، (قبول هدايا غير المسلمين)، فقد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم في خيبر، حيث أهدت له شاة مشوية قد وضعت فيها السم. أرض الإسلام ماذا تقول عن حرمة الدماء والأموال والأعراض؟ * حفظ الاسلام وضمن لغير المسلمين في المجتمع الاسلامي أمنهم على انفسهم واموالهم واعراضهم فلا يتعرض لها بسوء من المسلمين ولا غيرهم ما داموا في أرض الإسلام. وشدد الوعيد وأغلظ في العقوبة لمن استباح حرمة دمائهم أو تعرض لهم بالأذى قال صلى الله عليه وسلم: ((من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما))، ومن هنا فإن قتل السائحين الذين يأتون لزيارة بلادنا حرام شرعا؛ لأن تأشيرة دخولهم بمثابة عقد أمان لهم تمنحهم إياه الدولة، والله تعالى يقول: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه). ومن المقرر شرعا أنه إذا أجار أحد من المسلمين مشركا في دار الإسلام -ولو كان المجير امرأة- فيجب التزام جميع المسلمين بذلك، عن أبي مرة مولى أم هانئ بنت أبي طالب أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها تقول: «ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره قالت: فسلمت عليه فقال: من هذه؟ فقلت: أنا أم هانئ بنت أبي طالب فقال: مرحبا بأم هانئ فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد فلما انصرف، قلت: يا رسول الله زعم ابن أمي أنه قاتل رجلا قد أجرته فلان بن هبيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ». الدين الإلهي ما علاقة الإسلام بالرسالات السماوية السابقة؟ * الإسلام بمفهومه العام -الذي هو إسلام العبد نفسه لله طوعا بامتثال أوامره واجتناب نواهيه- هو دعوة كل الرسل، ويتناول إطلاقه جميع الأديان التي أمر الله تعالى رسله أن يبلغوها للناس، فالإسلام بمفهومه هذا اسم للدين الإلهي الذي جاء به جميع الأنبياء والرسل وانتسب إليه أتباعهم جميعا، يقول نوح عليه السلام لقومه: (فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجرى إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين)، ويوصى يعقوب عليه السلام بنيه قائلا: (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يابنيَّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون). ويجيب أبناء يعقوب أباهم قائلين كما حكى القرآن: (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون)، ويقول موسى عليه السلام لقومه: (وقال موسى ياقوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين)، ويقول الحواريون لعيسى عليه السلام: (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون)، ويقول بعض أهل الكتاب حين سمع القرآن: (وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين). فجميع الأديان السماوية ملة واحدة متحدة في أصول الشرائع، مختلفة في بعض التكاليف والأعمال. أمة شرائع حدثنا عن علاقة القرآن الكريم بالكتب السماوية السابقة؟ * حدد القرآن الكريم علاقته بالكتب السماوية السابقة في قوله تعالى: (وأنزلنا إليك الكتب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتب ومهيمنا عليه)، والمفهوم من الآية الكريمة أن علاقة القرآن بالكتب السماوية السابقة هي التصديق بها والهيمنة عليه. والقرآن جاء مصدقا ومؤكدا لما قبله من الكتب في التشريعات التي لا تتغير ولا تتبدل أما التشريعات الموقوتة بآجال محددة فهذه تنتهي بانتهاء وقتها، ولكل أمة شرائع تتفق مع ظروفها، وقد جاء القرآن بتعديل بعض أحكام التوراة والإنجيل، وأعلن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه جاء ليحل للناس كل الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم. وهيمنة القرآن على تلك الكتب السماوية السابقة تعني الحراسة الأمينة عليها والحماية لها من الدخيل الذي يطرأ عليها ويدس فيها وإبراز الحقائق التي أخفيت منها. فقد نفى القرآن وجود أمور زائفة في تلك الكتب وتحدى ادعاء وجودها كما أبرز أمورا أخفيت منها قال تعالى: (كل الطعام كان حلا لبنى إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين). فعلاقة القرآن بالكتب السابقة علاقة تأييد وتصديق لها في أصول العقائد وعلاقة تصحيح لما طرأ عليها ودس فيها. الفكر الوسطي كيف يكون الخطاب الديني خطابا وسطيا مهذبا؟ * صص يكون الخطاب الديني خطابا وسطيا مهذبا غير متشرذم من خلال النظر في المناهج التي تدرس وكل كتاب يوزع على أبنائنا الطلاب لا بد من النظر فيه من قبل القسم العلمي؛ حتى نطمئن أن هذا الكتاب ينطوي على الفكر الوسطي الذي يدعو إلى التسامح والوسطية، وكذلك من خلال إلقاء المحاضرات والندوات العامة التي يدعو إليها العلماء الأكفاء من هيئة كبار العلماء ممن يشهد لهم العالم بالوسطية في الإسلام. ادخلوا مصر كلمة إلى شعب مصر؟ * الله سبحانه قال على لسان يوسف الصديق ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين، ومصر محفوظة بأزهرها وشعبها وجيشها؛ لأن الله تبارك وتعالى أراد لها ذلك. قادة المستقبل رسالة لأبنائك في كلية أصول الدين؟ * أنتم شباب هذه الأمة وأنتم قادة المستقبل، فاحرصوا على هذا واحملوا في عقولكم الفكر الأزهري الوسطي وثقوا في علمائكم وحصِّلوا العلم فأمتكم وبلدكم ينتظركم. ذمة ورحما وصية النبى (صلى الله عليه وسلم) بأقباط مصر خاصة؟ * أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأقباط مصر خاصة؛ لأن لهم ذمة ورحما، فعن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما». قال العلماء: الرحم التي لهم كون هاجر أم إسماعيل عليه السلام منهم، وكما أن لهم صهرا وهو كون مارية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم. عباد الله ماذا تقول للأمة الإسلامية؟ * أقول للأمة الإسلامية توحدوا واتفقوا ولا تختلفوا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، وكونوا عباد الله إخوانا، كما أراد لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتصموا بحبل الله تعالى ولا تفرقوا كما قال الله تبارك وتعالى.