وصلت بواكير التمور لأسواق بريدة قبل أيام قلائل من انطلاقة المهرجان الموسمي التي تحتضنه جنوببريدة في الثالث عشر من هذا الشهر، حيث استقبلت الجردة طلائع سيارات المزارعين المحمّلة بمختلف التمور، وكأنهم بذلك أرادوا رد الوفاء للجردة، التي كانت البوابة التجارية لتجار القصيموبريدة خصوصاً، وملتقى قوافل العقيلات ومركز انطلاقهم لدول العالم بحثاً عن الرزق. وتتوجه خلال الأيام القليلة القادمة بوصلة المزارعين وتجار التمور والمتسوقين إلى كرنفال التمور، في مدينة ببريدة، حيث جهزتها أمانة منطقة القصيم على أحدث طراز معماري يلائم متطلبات السوق الذي يستقبل آلاف الأطنان من جميع أصناف التمور على مدار 45 يوماً، وذلك وسط توقعات بانخفاض الأسعار لزيادة الإنتاج، وتوسّع في توطين فرص العمل للشباب. وتُصاحب أيام المهرجان العديد من الفعاليات والبرامج الترفيهية والدورات التثقيفية في مجال تجارة التمور والبيع والشراء، وستكون لمزارع الصباخ العريقة، وحديقة الملك عبدالله نصيباً من هذه الفعاليات والبرامج التي تستهدف الأسرة. من جهته بين المدير التنفيذي للمهرجان الدكتور خالد النقيدان أن هذا الحراك الاقتصادي الضخم يتوافق مع رؤية 2030م للمملكة التي تسعى لأن تكون المصدر الأول للتمور في العالم، وتحقيق إيرادات من ذلك لتكون رافداً هاماً للاقتصاد السعودي. مشيراً أن المهرجان سيوفر الآلاف من فرص العمل سنوياً في مزارع التمور وجني المحاصيل والنقل وبيع الجملة والتجزئة والدلالة وغيرها، مشدداً على ضرورة توجه الشباب لهذه التجارة الموسمية المربحة، لافتاً أن عدداً من الفعاليات والبرامج ستشهدها أيام المهرجان وتستهدف كافة شرائح المجتمع دون المساس بطابع السوق وتوجهه المختص بتجارة التمور. مؤكداً سعيهم للحفاظ على مكتسبات سوق تمور بريدة من جودة في المعروض وغزارة الإنتاج، وتنوعه، وعدم المبالغة في الأسعار.