دخلت الحملة الصيفية لمحو الأمية بقطاع "بيش - الفطيحة" أسبوعها الرابع، مواصلة برامجها وفعالياتها التعليمية والتوعوية انطلاقاً من هدف وزارة التعليم من حملات محو الأمية وهو نشر المعرفة والتعليم ومحو أمية القاطنين والقاطنات في المناطق النائية أو الهجر البعيدة التي تستهدفها الحملات، وذلك بمشاركة مجتمعية واسعة من الجهات الحكومية ذات العلاقة ومؤسسات المجتمع المدني التي تسهم في التوعية والتثقيف، من خلال برنامج يستمر لمدة 60 يوماً خلال الإجازات الصيفية. وحيث أناخت إدارة تعليم صبيا ركاب الحملة بمركز الفطيحة، وهي تحصد النجاحات تلو الأخرى في دحر ظلمة الجهل لدى من فاتهم قطار التعليم والرفع من كفاءة المجتمع من نواحي متعددة وذلك من خلال ما يقدم في هذه الحملة من برامج ونشاطات ترمي إلى أهداف كثيرة وفي مقدمها تعليم المستهدفين أمور العقيدة, والعبادة, والسلوك, وتعليمهم مبادئ القراءة والكتابة, لمحو أميتهم الأبجدية والرفع من كفاءتهم الاجتماعية, والثقافية, والصحية, وربطهم بمجتمعهم المحيط بهم وتوعيتهم بأهمية ذلك. ورأى مدير تعليم صبيا الدكتور عسيري بن أحمد الأحوس، أن محو الأمية يعد من أهم العناصر والمتطلبات لتنمية المجتمع وتطوره، وهو من الحقوق الأساسية للأفراد وأساس عملية التعلم طول الحياة، ويساعد بشكل كبير على تنمية المجتمع، ويشكِّل أداةً فاعلة في تحسين الحياة من جميع النواحي الاجتماعية, والصحيّة, والاقتصاديّة، وزيادة الدخل. وقال: أخذ القادة على عاتقهم رفعة الوطن والاهتمام بالمواطن من خلال عدد من البرامج والخطط الطموحة التي تحقق ذلك، التي تأتي هذه الحملة في إطار تلك الجهود التي تبذلها الدولة للقضاء على الأمية في المجتمع، وخفض معدلاتها إلى أقصى حد، وفقاً لرؤية المملكة الطموحة 2030 حيث تخدم هذه الحملة أكثر من 900 دارس ودارسة. من جهته عد مدير مكتب التعليم بمحافظة بيش أحمد بن عبدالله أبو طالب، الإقبال الكبير من كبار السن وتفاعلهم مع الحملة، نجاحاً بحد ذاته، لافتاً الانتباه إلى أن هذه الحملة لا تعني أنه لا يوجد مدارس أو تعليم في المراكز التي تقام بها. وأوضح أن التعليم انتشر في كل مكان، وتعد فرصة ذهبية لكبار السن الذين لم يلتحقوا بالتعليم لظروف أعمالهم في الزراعة وتربية الماشية، مؤكداً أن هذه الحملة ستؤتي ثمارها قريباً خاصة وأنها تغطي مساحة كبيرة من قطاع "بيش - الفطيحة". وأشار المدير التنفيذي للحملة حسن عداوي، إلى أن الحملة شهدت حضوراً متواصلاً من قبل الأهالي منذ انطلاقتها ومطالبتهم الدائمة بمواصلة الحملة لفترة أطول حتى تعم الفائدة أكبر عدد ممكن من أهالي القطاع, مؤكداً سعي الجميع لتحقيق الأهداف المرجوة من الحملة التي تسعى لغرس العقيدة الإسلامية الصحيحة والتربية والتثقيف التربوي والديني لدى الدارسين إضافة للتوعية الزراعية والصحية, مبرزاً الجهود التي تقوم بها الجهات المشاركة في الحملة . ومما يؤكد حرص الأهالي على التعليم وجود العديد من كبار السن الذي تجاوز بعضهم المئة عاماً من بين المستفيدين من الحملة, حيث أكدوا أنه بالرغم من كبر أعمارهم وأنظارهم التي لم تعد تساعد على تعلم الكتابة أو القراءة مستفيدين مما وهبهم الله به من نعمة السمع لحفظ بعض من كتاب الله الكريم وأركان الصلاة والإسلام لتكون عوناً لهم على تأدية الصلاة بالشكل الصحيح. وعبر يحيى بن علي الشهراني عن سعادته وفرحته بالتحاقه بالحملة وما تحقق له من فوائد بدأت تظهر جلية له رغم أن الحملة لم يمضى عليه سوى أيام قليلة. وفي نفس الصف بادرنا جبار بن يحي الشهراني بالسلام لنرده عليه ونسأله عن قدراته في الكتابة ليصمت قليلاً وهو يبحث عن قلمه الذي وضعه قبل دخولنا الفصل بدرج طاولته بالصف وليبدأ عند عثوره على القلم في كتابة الحروف الهجائية من الألف إلى حرف الراء، حيث كان آخر درس تلقوه بالمدرسة بحركاتها كافه من ضم وفتح وكسر وسكون, لنتأكد أن الطموح في تحصيل العلم ليس مقروناً بسن أو زمان معينين.