أكد المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور راشد الراشد الحميد، أن برنامج التشخيص والعلاج الجنيني في المستشفى يعد من البرامج الرائدة إقليمياً التي تخدم حالات تخصصية يصعب توفر تدخلات علاجية لها بهذه المنظومة الشاملة التي تتوفر في البرنامج. وأوضح خلال افتتاحه مؤتمر "الرعاية الجنينية في السعودية الحاضر والمستقبل" أن البرنامج الذي أمضى نحو عقد من الزمان يقدم تدخلات تشخيصية وعلاجية للعديد من الأمراض والعيوب الخلقية، كفتق الحجاب الحاجز الخلقي، وعيوب تكيس الرئة، وورم عظمة العصعص، وانسداد مجرى التنفس بأورام خلقية، وانسداد مجرى البول، ومتلازمة انتقال الدم بين التوائم المتماثلة، وذلك وفقاً للتقييم الطبي الدقيق، مشيراً إلى أن المستشفى عالج 434 حالة تخصصية في هذا الإطار وأجرى التشخيص ل 2028 حالة خلال عمر البرنامج. إلى ذلك أبان استشاري جراحة الأطفال ومدير برنامج التشخيص والعلاج الجنيني في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور سعود الشنيفي ، أن المؤتمر الذي يعقد على مدى يومين جاء بهدف نشر المعرفة وتبادل الخبرات بين المختصين في مجال التشخيص والعلاج الجنيني، ونقل الخبرات التراكمية التي يمتلكها المستشفى في هذا التخصص الوحيد من نوعه في المنطقة الذي بدأ العمل به منذ العام 2008 تحت مسمى "برنامج التشخيص والعلاج الجنيني" بهدف توفير رعاية شاملة وفق أحدث التقنيات الطبية للأم الحامل والجنين من خلال فريق طبي متعدد الاختصاصات، لافتاً إلى قدرة البرنامج على التدخل التشخيصي والعلاجي لبعض الأمراض الوراثية التي قد تؤثر في المستقبل على الأم والجنين، بعدة طرق أثناء فترة الحمل المبكرة ، مبيناً أن التدخل الجنيني يتم في الفترة ما بين الأسبوع 18 وحتى الأسبوع 28 من الحمل بواحدة من ثلاث طرق علاجية، وهي التدخل بالإبرة الموجهة بالأشعة الصوتية، والتدخل بالمناظير الجراحية الجنينية، والتدخل الجراحي المباشر بفتح الرحم وإجراء العملية على الجنين مباشرة. وأضاف الدكتور الشنيفي أن برنامج التشخيص والعلاج الجنيني يعد من البرامج النادرة عالية التخصص بوجود مراكز قليلة حول العالم والتي أنشئت خلال العقدين. ولفت الإنتباه إلى قدرة ونجاح البرنامج في علاج حالات جنينية وتشوهات خلقية معقدة بالغة الخطورة بنتائج تضاهي الدول المتقدمة طبياً، مشيراً إلى سعي هذا التخصص الدقيق عالمياً والذي لا زال في مراحله الأولى من التطور لاستحداث وسائل متقدمة للعلاج وتوسيع قاعدة الأمراض الجنينية القابلة للتدخل العلاجي وهو ما يقوم عليه برنامج التشخيص والعلاج الجنيني في المستشفى التخصصي عبر التوسع المدروس، من خلال افتتاح عيادات خارجية تخصصية لهذا النوع من العناية الطبية، كعيادات التشخيص والعلاج الجنيني، وعيادات تشخيص أمراض القلب الجنينية، والتشخيص الجيني (الموروثات)، الأمر الذي يُتوقع منه ارتفاع عدد الحالات مع وجود هذه العيادات وزيادة الوعي لدى المراكزالطبية المعنية بصحة الأمهات الحوامل والولادة.