زار معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ مركز جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان، في إطار زيارة معاليه الرسمية لجمهورية السودان. وقدم معاليه خلال الزيارة محاضرة تناول خلالها فضل التسبيح وأركانه ومعانيه، ودوره في حياة المسلم، لافتاً النظر خلال المحاضرة إلى الدور العظيم الذي يضطلع به المركز على مستوى الدعوة والوعظ والتفقيه في الدين، منوهاً بجهود القائمين عليه، سائلاً الله جل وعلا أن ينفع بهم ويعينهم على أداء مهمة التوعية والوعظ، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتهم. وأبان معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أن للتسبيح خمسة أركان هي: تنزيه الله تعالى عن النقص في ربوبيته،وألوهيته، وأسمائه وصفاته، وكَوْنِهِ وقَدَرِهِ، وشَرْعِهِ ودِيِنه، كما أن للحمد أركانا خمسة هي إثبات الكمال له تعالى في كل ما ذُكِر ، لافتا إلى أن التسبيح تنزيهٌ ونفيٌ للنقائص كلها، والحمد إثبات وثناء عليه تعالى بالكمالات كلها. وقال معاليه : إن مركز جماعة أنصار السنة المحمدية مركز دعوةٍ وعلم لذلك اخترت أن تكون المحاضرة في أمر ومسألة علمية عظيمة ومهمة ألا وهي شرح معنى التسبيح لله تعالى وحمده وهما لفظان عظيمان، وعبادتان كبيرتان يحبهما الله جل وعلا من عباده، مستدلا معاليه بالحديث الذي ختم به الإمام البخاري صحيحه، وهو : «كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم». وأضاف: التسبيح والتحميد عظيمان جداً في ملكوت السموات والأرض وفي الموازين والتسبيح خاصة اختاره الله جل وعلا لنفسه قال تعالى: {تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} وسبحان الله كلمة اشتملت عليها الصلاة فالصلاة فرضها ونفلها وأساسها التسبيح والحمد فتبتدأ بالحمد ثم تسبح الله في كل ركوع وتحمده، وتسبح الله في كل سجود وتحمده، وسبحان الله في كل حال وأوان , والتسبيح الذي تنعقد به ألفاظ الملائكة تعظيماً لربها وهم يطوفون بالعرش {يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا} , والتسبيح كلمة سهلة، ولكنها عظيمة المعنى، وهي زبدة ما اشتمل عليه دين الإسلام. وتابع يقول: إن أركان التسبيح الخمسة يقابلها مثلها في حمد الله تعالى؛ لأن الحمد كمال والتسبيح تنزيه عن النقائص فالحمد إثبات والتسبيح تنزيه، فحمدُ الله تعالى مع تسبيحه يعطينا الكمال المطلق فننزهه سبحانه بالتسبيح عن النقائص في ربوبيته ونحمده بإثبات جميع الكمالات له جل جلاله وتقدست أسماؤه في ربوبيته، وننزهه سبحانه عن النقص الذي نسبه إليه من دعا غيره، ومن عَبد معه سواه ونثبت له بالحمد كمال الاستحقاق بأن يعبد وحده لا شريك له، وأنه هو المستحق - جل وعلا - لأن تذل له القلوب تعظيماً وإنابة وخضوعا ومحبةً وإجلالا , وكذلك تنزيه الله عن النقائص في أسمائه وصفاته والحمد بإثبات الكمالات له في أسمائه وصفاته جميعا، وكذلك إثبات الكمال لله في كونه وقدره، وشرعه ودينه.