نظمت غرفة الشرقية مؤخراً, محاضرة عامة تحت عنوان " إدارة التغيير الثقافي في المنظمات"، ألقاها الرئيس التنفيذي للموارد البشرية بشركة جوّي سعود بن عبدالعزيز الشمري, الذي أكد أهمية إحداث التغيير الثقافي في المنظمات، لضمان فعالية وحسن أداء الأفراد فيها، محدداً 12 خطوة تمثل خارطة طريق للتغيير المنشود التي يتحمل جميع أعضاء المنظمة المسؤولية في ذلك . وأوضح أن ثقافة المنظمة تؤثر على مستوى مشاركة وإنتاجية الموظفين، والعلاقة مع الموردين والمقاولين، والصورة الذهنية عن المنظمة في المجتمع، وخدمة العملاء، وقدرة المنظمة على استقطاب الكفاءات، وقدرة المنظمة على مواكبة وقيادة التغيير، فضلاً عن الأداء المالي للمنظمة، مؤكداً أن الكثير من الاندماجات والاستحواذات بين المنظمات فشلت بسبب التضارب أو عدم التجانس في الثقافة. واستعرض الشمري بعض القيم التي تبنتها العديد من المؤسسات والشركات الكبيرة في المملكة وأبرزها ( أرامكو السعودية، والسعودية للكهرباء، والسعودية للصناعات الأساسية "سابك"، والمراعي، والاتصالات السعودية)، خلص من خلالها إلى أن الثقافة المثلى هي ما تتوافق وتُمكّن المنظمة من تحقيق رؤيتها واستراتيجياتها وأهدافها . ولفت الانتباه إلى وجود عوامل مشتركة للثقافة الصحية، حددها أحد الباحثين بعد دراسة 900 منظمة استغرقت 25 عاماً في أربع صفات, هي وضوح الرؤية والرسالة والأهداف الاستراتيجية لأفراد المنظمة، والثبات الداخلي من خلال وجود لوائح تنظيمية وبرامج لإدارة الأداء، وقيم وسلوكيات متفق عليها، والتكيف ويقصد به مرونة المنظمة في تقبل الأفكار الجديدة والتغيير، إضافة الى العمل الجماعي المتمثل في وجود فريق متماسك والاهتمام بالعنصر الإنساني . ونوّه الشمري بأن قوة أو ضعف الثقافة في المنظمة يتوقف على درجة الإجماع والترابط والتماسك داخل المنظمة, فالثقافة القوية تتميز باتفاقٍ عالٍ بين العاملين حول القيم والسلوكيات المتوقعة، حيث تنمو قوة الثقافة عبر الزمن عندما لا تكون هناك تغييرات كبيرة فيها خاصة في القيادات، في حين أن الثقافة الضعيفة تتصف بوجود ثقافات فرعية كثيرة متباينة وتبتعد عن جوهر القيم في المنظمة .