تتعامل الدوائر الاتحادية الأوروبية في بروكسل بحذر شديد مع التوجه المعلن في المملكة المتحدة بتنظيم انتخابات عامة بشكل مبكر يوم الثامن من يونيو المقبل، وفي تطور من شأنه أن يلقي بثقله بشكل كبير على عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وفوجئت الأوساط الأوروبية في بروكسل بإعلان رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي عن مبادرتها بتنظيم الانتخابات المبكرة ، ويحاول الأوروبيون حاليا تخفيف وقع ذلك على مجمل المفاوضات المرتقية مع لندن لتنظيم عملية الخروج البريطانية. وأعلن في بروكسل أن رئيس البرلمان الأوروبي انطونيو تاياني سيجري محادثات يوم الخميس مع رئيسة الوزراء البريطانية في أول لقاء على مستوى عال بين الطرفين منذ عدة أسابيع حيث سيكون للبرلمان الأوروبي كلمته النهائية في تحديد منح المفاوضات. كما أجرى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك اتصالاً هاتفيًا مع رئيسة وزراء بريطانيا لسماع وجهة نظرها بشأن دعوتها إلى انتخابات مبكرة. من جهته أكد مسؤول أوروبي في بروكسل أن اتضاح الرؤية السياسية داخل بريطانيا بعد انتخابات يونيو المقبل ستكون جيدة للطرفين وتمكن لهما هامش مفاوضات أيسر لأن الحكومة البريطانية ستكون أقل عرضة للضغوط الداخلية لتقديم أي تنازلات لبروكسل. ولكن عددا من المراقبين يعتبر أن رئيسة الحكومة البريطانية أرادت أيضا توجيه رسالة للأوروبيين وللرأي العام داخل بلادها ،مفادها،أن مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مسألة تم حسمها وأنه لا تراجع عنها . بدوره أوضح المتحدث باسم رئيس المجلس الأوروبي في بروكسل بيربن أمان أن الاتحاد الأوروبي الذي يعقد قمة على مستوى رؤساء الدول والحكومات نهاية الأسبوع المقبل في بروكسل لبحث آلية خروج بريطانيا والتفاوض معها لم يغير من موقفه تجاه سير المفاوضات والتحكم في خيوطها. ويردد مختلف المسؤولين الأوروبيين أن سعيهم الأول سيتركز على عنصرين رئيسين هما الحصول على أكبر توضيح ممكن من بريطانيا وثانيا عدم المساس بالأجندة المحددة حتى الآن لمفاوضات الخروج.