ثقافي / وزير الشؤون الإسلامية يؤكد أهمية موضوع الصلة بين الشريعة الإسلامية واللغة العربية / إضافة أولى واخيرة وأعاد معاليه التأكيد على أن القرآن الكريم هو الذي حفظ اللغة العربية ، ولم يحفظ اللغة العربية الشعر ولم يحفظها الأدب ، وإنما أسهم الشعر والأدب العربي في حفظها، لكن الذي حفظ ألفاظها وتراكيبها وعلومها هو القرآن الكريم . ومضى معاليه يقول: إن نشأة النحو كانت بمدارسة القرآن دراسة متأنية استقرائية لموارد الكلام في القرآن ، ولسَنن كلام العرب ولغتهم ، أما التأثير الإسلامي في علم البلاغة ، البلاغة والفصاحة تعود إلى اللفظ ، وتعود إلى المعنى ، البلاغة علم يشمل كما هو معروف عند أهل الاختصاص يشمل ثلاثة فروع كبيرة : علم المعاني، وعلم البيان ، وعلم البديع .. وهذه الثلاثة تنافس العلماء في إخراجها لغرض واحد في نشأتها، وهو إثبات إعجاز القرآن الكريم ، فإثبات إعجاز القرآن الكريم أنشأ علماً كاملاً وهو علم البلاغة. وأشار معالي الشيخ صالح آل الشيخ إلى الأثر الإسلامي في الشعر، قائلاً: الشعر العربي كان له قوة، ولكن قوة قبل الإسلام ، ولكن كان جماله، وحسن صياغته، وقربه من النفس في العصر الإسلامي ولذلك التأثير الإسلامي في الشعر الأموي والعباسي كبير وهو تأثير في ثلاثة أشياء ، تأثير في الألفاظ حيث الألفاظ الإسلامية في الشعر غير الألفاظ الجاهلية ، والثاني في المعاني فأصبحت المعاني الإسلامية تدور في الشعر بما لم يكن قبل ، والثالث وهو مهم فيها أن المدنية التي جاء بها الإسلام بعزته، وبنائه لأمته، وبنائه لدولته في صدر الإسلام، الخلافة الراشدة ثم الدولة الأموية ثم الدولة العباسية. وفي معرض حديثه عن تأثير العربية في الشريعة الإسلامية، أي تأثير العلوم العربية في العلوم الإسلامية، استشهد معاليه بما قاله الزمخشري العالم النحوي المعروف في أول كتابه " المفصل ": (والذي يقضى منه العجب حال هؤلاء في قلة إنصافهم وفرط جورهم واعتسافهم وذلك أنهم لا يجدون علما من العلوم الإسلامية فقهها وكلامها وعلمي تفسيرها وأخبارها إلا وافتقاره إلى العربية بيِّن لا يدفع ومكشوف لا يَتقنع، ويرون الكلام في معظم أبواب أصول الفقه ومسائلها مبنيا على علم الإعراب). وقال معاليه: إن العلوم العربية مؤثرة كثيراً في علوم الشريعة التفسير، والحديث، والعقيدة ، والفقه، والأمثلة على ذلك كثيرة ، وعلم أصول الفقه علم يقصد به القواعد التي تعين على استنباط الأحكام الفقهية من أدلتها التفصيلية ، وهذا العلم " أصول الفقه" معتمد على علمين فقط ، علم العربية وعلم الأدلة الفقهية، والأدلة الفقهية يعني بها القرآن والسنة وأقوال الصحابة والإجماع والقياس إلى آخره ، فنصف علم أصول الفقه معتمد على اللغة العربية، وهناك من أضاف شيئا ثالثا، وهو علم الكلام والمنطق، ولكن هذا ليس بصحيح؛ لأن علم أصول الفقه وُجد ودُوِّن قبل وجود الكلام والمنطق. وأضاف معاليه: أما اللغة فأهم ما جاء في أصول الفقه من أهمية اعتنائه باللغة أن دلالة الألفاظ اعتنى بها الفقهاء في أصول الفقه أيما عناية، فأصول الفقه له مقدمات وأهم مقدماته المقدمة اللغوية. وتناول معاليه أثر العربية في الفقه، فقال: أما تأثير علوم اللغة العربية وخاصة النحو في الفقه واختلافات الفقهاء والمدراس واختلافات المجتهدين، فهو أوضح من أن يذكر أو يفصل فيه، لكن هو مهم؛ لصلته بالموضوع وقد أُلف فيه عدة مؤلفات، كما ألف الأسنوي الشافعي كتابه (الكوكب الدري في تخريج الفروع الفقهية على المسائل النحوية)، وللطوفي الحنبلي كتاب أسماه: (الصعقة الغضبية في الرد على منكري العربية) .. متطرقاً لأثر اللغة العربية في العقيدة، والتوحيد، وفي مسائل الاعتقاد، مبينا أنه مبحث مهم وجليل، وقال: إن الخلل في مسائل التوحيد والاعتقاد حدث بعد أن تمكنت العجمة من الناس، وضعفت العربية. واختتم معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ محاضرته بالقول : إن هذه إشارات يقتضيها المقام لتفتح أبواباً للأخوة طلاب العلم والدارسين في العلاقة والصلة ما بين الشريعة الإسلامية اللغة العربية .. سائلاً الله جل وعلا أن يجعلنا ممن تحقّق بالشريعة وتحقّق بالعربية؛ فإنهما عماد الإسلام، وأن يغفر لنا جميعاً .