توصلت وزارة البيئة والمياه والزراعة إلى تطوير لقاح متعدد المكونات للتحصين ضد أمراض الخراريج التي تصيب الماشية في المملكة . وأوضحت نتائج بحث علمي أجراه المركز الوطني لبحوث الزراعة والثروة الحيوانية ومختبر التشخيص البيطري بالرياض التابعين للوزارة أن هذا البحث تم من خلال اجراء تقصى حقلي وفحوصات عيادية (إكلينيكية) على الضأن والماعز والإبل بهدف تحديد معدلات إصابتها بمرض السل الكاذب ومرض موريل اللذان يتميزان بتسبيب خراريج في الحيوانات المصابة إضافة الى دراسة الأوبئة والعوامل المرتبطة بحدوث هذه الأمراض في ثمان مناطق بالمملكة . وبين الباحث الرئيس في الفريق الدكتور صلاح الدين حسن بابكر أخصائي البكتيريا بالإدارة العامة للمختبرات بالوزارة أن النتائج التي تم التوصل اليها أوضحت أن الضأن والماعز أكثر عرضة للخراريج مقارنة بالأبل وأنه تم تحضير سبعة لقاحات تجريبية تحتوى على مكونات ومنتوجات بكتيرية مختلفة ومواد محفزة للجهاز المناعي للحيوانات. وقد تم تقييم جودة هذه اللقاحات في المختبر و على حيوانات تجارب شملت الفئران البيضاء، و الأرانب و الضأن وفقا لمعايير وطرق ضبط جودة اللقاحات الموصى بها عالميا . وأشار الدكتور بابكر إلى أن النتائج النهائية لتجارب واختبارات قياس السلامة والفعالية التحصيني للقاحات التي تم تجربتها بينت أن أحد هذه اللقاحات كان الأفضل حيث بلغ معدل الحماية النوعية المتخصصة التي حققها في اختبار التحدي 100% بالنسبة لمرض السل الكاذب و80% بالنسبة لمرض موريل في الضأن المحصنة . كما أنتج هذا اللقاح مستويات جيدة من الأجسام المناعية المضادة ضد أنواع البكتيريا المسببة للمرضين على مدى 6-9 شهور. وأضاف قائلا : إن هذه الدراسة تعد دراسة رائدة على مستوى العالم من حيث كونها قد صممت ونفذت لتطوير لقاح متعدد المكونات للتحصين ضد مرضى السل الكاذب ومرض موريل يعطى في جرعة واحدة مخلوطة ,مشيراً الى أن من المعروف وجود لقاحات مسجلة ومتوفرة تجاريا في الأسواق العالمية للتحصين ضد مرض السل الكاذب فقط بينما لا تتوفر في السوق العالمي لقاحات للتحصين ضد مرض موريل او لقاحات مخلوطة للتحصين ضد المرضين في آن واحد. كما ذكر أن الإنتاج المكثف للقاح بالمملكة أمر قد يخضع للدراسة والتقييم من قبل الوزارة من كافة الجوانب قبل اتخاذ قرار بشأنه. وشكر الدكتور بابكر المسئولين في الوزارة ومديريات الزراعة بالمناطق والعاملين في إدارة الثروة الحيوانية ومختبرات التشخيص البيطري على دعمهم المساعدة لفريق البحث أثناء فترة إجراء البحث الممتدة من جمادى الآخرة 1435 ه وحتى صفر 1438ه.