عُقِدَ في بيروت اليوم مؤتمر "الإعلام ناشر الحضارات وهمزة وصل للحوار" الذي نظّمته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية برعاية معالي وزير الإعلام اللبناني ملحم رياشي وحضور الوكيل المساعد للاعلام الخارجي في وزارة الاعلام الكويتية فيصل المتلقم وممثلة الامين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ، وعدد من الوزراء اللبنانيين وسفراء الدول المعتمدين لدى لبنان والقائم بالأعمال بالإنابة في سفارة خادم الحرمين الشريفين في لبنان المستشار وليد بن عبدالله بخاري وأمين عام اتحاد وكالات الأنباء العربية فريد أيار، وعدد من رؤساء وكالات الأنباء العربية والعالمية والإعلاميين. وألقت مديرة "الوكالة الوطنية للإعلام" لور سليمان صعب كلمة في بداية المؤتمر أكدت خلالها أن "اختيار عنوان المؤتمر نابع من احداث العنف والارهاب التي تشهدها المنطقة بالتوازي مع التطور المضطرب للتقنية حيث بات كل فرد ينشر خبرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقد يكون هذا الخبر صحيحا وقد لا يكون". وأضافت: "إذا كان من حق الرأي العام ان يعرف الحقيقة ويتابع ما يجري من احداث على الساحة المحلية والاقليمية والدولية، فإن التعاطي مع هذه الاحداث ونشرها ومتابعة ما يجري منها، يجب ان يتم وفقاً لضوابط مهنية ومعايير اخلاقية وانسانية وموضوعية تراعي ظروف المجتمع ومزاج الرأي العام، ما يعني ضرورة التوازن بين حق الجمهور بالمعرفة، وبين مرجعيته الثقافية والاخلاقية والدينية مع الاخذ في الحسبان ان المعايير الفاصلة بين اعلام وآخر، هي في النهاية معايير مهنية واخلاقية، تجسد أطراً مرجعية يمكن الاستناد إليها في التمييز بين السلوك الايجابي والسلوك السلبي، وبالتالي التفريق ما بين ظواهر سلوكية مقبولة وأخرى مرفوضة". وبيّنت أنّ "الحوار، لا يقتصر على الحوار السياسي والاعلامي فقط، بل يشمل كل القطاعات بما فيها الدين والاقتصاد ومواجهة الارهاب، وللاعلام دور كبير في تعزيز هذا التواصل، وأهمية الاعلام لا تكمن في امتلاكه ومجاراة الآخرين في استخدامه وتوجيهه، وانما في كيفية استعماله وتوظيفه بشكل هادف وعلى نحو يجعله قادراً على التعبير الموضوعي عند تناول القضايا المختلفة، بحيث تكون وسائل الاعلام في إطار مرجعي كفيل بتوفير تغطية منهجية تتماهى مع قواعد الاعلام ونظرياته بعيدا عن العفوية والارتجال". وتابعت: "من هنا كان لا بد من معالجة قضية السبق الصحافي وآداب المهنة والاخلاقيات الاعلامية في هذا المؤتمر، لا سيما أن الاعلام سيف ذو حدين، ومن الممكن ان يكون اداة هدم واشعال فتنة بين ابناء الوطن الواحد عبر الافراط في الاثارة وتشويه الحقائق ونشر اخبار مغلوطة وغير دقيقة وتفضيل السبق الصحافي بدل اعتماد الدقة والموضوعية في نقل الخبر، وفي المقابل من الممكن ان يكون مسؤولا يحترم المعايير المهنية والاخلاقية ويلتزم بالمسؤولية الوطنية في نقل الخبر". وأكد معالي وزير الإعلام اللبناني ملحم رياشي من جهته،ً أننا أمام ثورة حقيقية كبيرة تجتاح العالم وهذه الثورة تحققت بفضل الكلمة وحولت العالم كله الى قرية كونية، لم يصبح العالم قرية كونية لولا الاعلام والتواصل، ولولا هذا التقدم الهائل في التقنية. وشدّد على "أهمية التواصل في المجتمع مؤكدا أهمية الحوار لأنه النتيجة الطبيعية لأي أزمة، ولأن التواصل هو القاعدة الثابتة لمعرفة الاخر المختلف سواء حضاريا أو مذهبيا أو عرقيا أو دينيا" .. مستعرضا خطط تحويل وزارة الاعلام اللبنانية للانتقال من الاعلام التقليدي إلى وزارة الحوار والتواصل. ومن ثم انطلقت جلسات العمل التي تناولت عددا من الموضوعات التي تُعنى بشؤون الإعلام، حيث عرضت الجلسة الأولى ل "دور الإعلام في تعزيز حوار الحضارات"، تلتها جلسة ثانية تحدثت عن "دور الإعلام في تعزيز حوار الأديان"، فيما بحثت الجلسة الثالثة في "دور وسائل الإعلام في صناعة الرأي العام ومواجهة الإرهاب"، في حين تطرّقت الجلسة الرابعة إلى "الإعلام ما بين السبق الصحفي وآداب المهنة". مما يذكر أنّ برنامج اليوم الثاني للمؤتمر يتضمّن ثلاث جلسات الاولى بعنوان "مستقبل الخرّيجين من كليات الإعلام في ظل الأزمة الاقتصادية"، والثانية بعنوان "التعاون العابر للحدود بين وسائل الإعلام"، أما الجلسة الأخيرة فهي بعنوان "أهمية الإعلام في تعزيز التواصل الاقتصادي".