نظّم منتدى الشباب الإبداعي بالنادي الأدبي بالرياض بالشراكة مع كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة أمس، حوارا بعنوان " تجربتي للشباب3 " مع الشيخ أبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري ، حيث أدار الحوار عبدالرحمن بن إبراهيم الجاسر، وذلك في مقر النادي الأدبي بالرياض . وقد بدئ الحوار بكلمة لرئيس النادي الدكتور عبدالله الحيدري، الذي رحب بالظاهري وحضور الحوار، منوهاً بالشراكة المتميزة مع كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة . بعد ذلك تحدث ابن عقيل وقال " إن محاضرته تضم بعض مابذله من جهد في إجازاته العامة والخاصة لرواية الكتب بأسانيد روايتي إياها ، اخترت أيضاً إجازتي الخاصة للشيخ موسى البورمي لأن الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء فندب الله عدول الأمة بقضائه الكوني لتحقيق هذا الدين ، وتمييزه وحفظه ضمانةً لقضائه الشرعي ، إذ أخبرنا ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بحفظه هذا الدين الخالد، وامتدت بركه الإسناد إلى علوم المسلمين الأخرى فكانت مؤلفات المسلمين تعرف بأسانيدها كما في كتب الفهارس والبرامج والإثبات وكل هذا من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي حكم الإسناد معرفة خطوط العلماء والنساخ وما يوجد على الكتب الخطية من علامات المقابلة ، وإثبات أسماء أهل السماع والمتملكين ، وكان عند العلماء السابقين ما يشبه الطبعة الأولى والثانية والثالثة، بما يضيفونه أو يسقطونه بالتهذيب والتشذيب ، وغير ذلك من المقارنة بين النسخ وتمييز كل راو للكتاب بروايته كما نجد فهرسة ابن خير مثلاً حينما يذكر الفروق بين روايات الرواة " . وأضاف يقول " ثمرة الإسناد الآن في أمرين أولهما الأسوة بصلحاء الأمة وعدولها وتحقيق اتصال السند بين الأجيال وهذه الأسوة توافق رغبة الشاعر : وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالكرام فلاحُ ، وثانيهما حفظ المؤلفات الحديثة بالإسناد ، وإن كانت معروفة الهوية " . وأوصى الظاهري بالحرص على العلم النافع وإحسان النية فيه، بأن يكون خالصاً لله سبحانه وتعالى، كما كانت من ضمن الوصايا بنصرة مذهب أهل السنة والجماعة ، إذا كان إتباعا بإحسان للسلف من المهاجرين والأنصار ، ومن خلال الوصايا التي ذكرها الظاهري وصية محاربة البدع ومحاربة الغلو والإرهاب الذي هو بمعنى الإفساد في الأرض . وحذر من موجة التطرف التي تجتاح العالم ، فيمن خالفوا به مذهب السلف ، ومن أهم مذاهب السلف نصرة الحاكم المسلم والالتفاف حوله في غير معصية الله . وقال " ينبغي تقديم الأهم على المهم في العلم ، واتباع العلم النقي والأناة والتبصر فكرياً من جهة دقة التمييز بين الأشياء ومعرفة الفروق والعلاقات بينها، ومعرفة أحكام العقل الذي هو حدة شرعية قطعية في فهم الشرع " . وشدد الظاهري على ضرورة استغلال جزءاً من وقت النشاط في قراءة حواشي العلماء والهوامش ، فإنها مليئة بكنوز من العلم في غير مظانها . ثم بدأت المداخلات من الحضور ، وكرّم رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله الحيدري وأمين منتدى الشباب بالنادي عبدالرحمن الجاسر ، الشيخ أبا عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري بدرع النادي .