ولفت دبانه الانتباه في معرض حديثه إلى أن جده روفائيل دبانه أحضر مهندسين من فرنسا وعملوا على إعداد مخطط جديد لمبنى القصر بحيث قاموا بإنشاء طابق جديد في العام 1900م وتمت تغطية الفسحة السماوية الموجودة في الطابق الأول بالخشب البغدادي وحجر الآجر والقرميد بحيث أصبح السقف يعلو 14 مترًا وهو أمر غير اعتيادي وهذا الطابق أضاف رونقًا جديدًا متممًا لهيكل القصر الذي بني على الطراز العثماني بغالبية إنشاءاته . وأشار إلى أن القصر يشهد حاليًا آخر مرحلة من عملية الترميم وإعادة التأهيل وتقوم إدارة القصر بالاهتمام "بالمعرض الافتراضي" virtual museum لرفاة ملوك صيدا مدفونين على مقربة 500 متر من موقع القصر ويعود زمانها إلى العام 2300م ما قبل الميلاد فضلاً عن نووايس هي عبارة عن توابيت على شكل صناديق مصنوعة من الحجر ومزينة بزخارف ونقوش مزركشة. وأفاد دبانه أن عدد الزوار للمتحف يبلغ معدله السنوي نحو 20 ألف زائر من بينهم زوار عرب وأجانب من بينهم الكثير من العائلات السعودية والخليجية الذين عبروا في سجله الذهبي عن مدى إعجابهم بهذا المعلم التاريخي وما يتضمنه من زخارف ونقوشات بديعة ومميزة. وشدد على أن الحكومة اللبنانية أدرجت قصر دبانة على قائمة المباني الأثرية في لبنان منذ العام 1968م موضحًا أن كل المفروشات التي كانت موجودة عندما كانت العائلة تسكن القصر ما زالت موجودة فيه والزائر يشعر خلال زيارته لغرف المبنى وكأن العائلة مازالت تسكن فيه وكل المفروشات من أثاث وسجاد وغيره مازالت في حالة جيدة جدًا. وأكد أن إدارة القصر تشرف على آخر مرحلة من عملية الترميم والتجهيز والتي ستنتهي خلال شهرين حيث سيتم إعادة افتتاح أبوابه لاستقبال الزوار من اللبنانيين والسياح العرب والأجانب آملاً أن تحظى عملية التجديد بتقديرهم وإعجابهم . تجدر الإشارة إلى أن الزائر والسائح لمدينة صيدا الحالية حين زيارته "قصر دبانه" يعيش جوًا حالمًا بالرجوع إلى عراقة الماضي الغني بالأصالة والتراث الذي هيأه الجدود والآباء خلال الحقبة العثمانية التي كانت متميزة بالبعد الحضاري آنذاك والتمتع بهذا التراث الثمين بهندسته الأثرية وبالتماهي في مختلف غرفه وأروقته ومازال القصر يقدم لزواره صورة واضحة وجلية عن لبنان خلال ثلاثة قرون من الزمن الغابر والمنصرم .