يعد قصر شبرا التاريخي في محافظة الطائف بمنطقة مكةالمكرمة من أبرز القصور التاريخية في الحجاز عامة وفي محافظة الطائف على وجه الخصوص،بينما يظل تعليل تسمية هذا القصر التاريخي بشبرا من قبيل الاجتهاد،الذي لا يستند إلى عملية بحثية،ويقع قصر شبرا خارج سور الطائف وذلك في الشمال الشرقي من المدينة،في موقع يتميز بخصوبة الأرض المحيطة بموقع بناء القصر،إضافة إلى كون الموقع يتوسط بساتين شبرا والعقيق وأم خبز،حيث كان يضم القصر حديقة كبيرة تم استغلال جزءا منها فيما بعد كتوسعة لبعض مرافق القصر..كما يتميز الموقع بإطلالته على العديد من التلال الجبلية التي تجاور الموقع الذي شيد عليه قصر شبرا. يتكون القصر من أربعة طوابق متساوية في الارتفاع،كما تم تشييد جوانب القصر بأربع واجهات يتخللها أعمدة معمولة من النورة والحجر،مما أضفى جمالا معماريا على الشكل الخارجي للقصر،كما ينتهي سور سطح القصر بزخرفة ذات إبداع معماري تستوحي طابع جمالياتها من الطابع الروماني مما زاد من جماليات البناء الخارجي للقصر من جميع جوانبه . أما القصر من الداخل،فيتكون دوره الأرضي من بهو واسع يتصل بالمدخل الرئيسي للقصر حتى السلم المؤدى للدور الثاني،كما يوجد بالدور الأرضي من القصر جناحان يتكونان من غرف كبيرة وأخرى صغيرة، ويضم البهو أربعة أعمدة تنتهي بزخرفة شبيهة بالزخارف الرومانية وعلى جانبي الأعمدة صالتا توزيع تؤديان إلى الغرف بجناحي القصر . أما جدران القصر من الداخل فتتم تزيينها بمادة النورة الرخامية البيضاء،حيث تتزين جنبات الجدران في أعاليها بزخرفة ذات مساحات وامتدادات متناسقة،بينما تم تنفيذ النوافذ والرواشين بطراز النوافذ والرواشين المتعارف عليها آنذاك في الحجاز،إلا أنها تضم زخارف كثيفة وذات روعة في تصميمها مما يرجح إشراك مهرة في هذه النوافذ والرواشين من مهرة النجارين في الحجاز خلال تلك الحقبة من الطائف ومن مكةوجدة،أما أسقف القصر فقد تم تنفيذها من الخشب الذي جلب من عدد من دول الخارج كدولة سنغافورة و تركيا وغيرهما،حيث استخدم ما عرف بخشب (المقنو) و (الزان) وكذلك من خشب العرعر المحلي،ليدخل هذا النوع من الخشب إلى جانب المواد المحلية التي استخدمت في تشييد القصر كالحجر والرخام الأبيض الذي يعرف بالنورة ،ومن الناحية الشمالية للقصر يوجد له ملحقات مبنية على نظام القصر بدور واحد مغطاة أسطحها بمادة القرميد الأحمر. إن لقصر شبرا أهمية تاريخية لكونه أحد القصور التي سكنها الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - إبان توحيده للمملكة، فقد كان يدير شئون الحكم أثناء إقامته في الطائف خلال مواسم الصيف من قصر شبرا الذي اكتسب بهذه السكنى مكانة تاريخية وأهمية وطنية زادت من قيمة هذا القصر التاريخي،وأضافت إلى مكانته التاريخية قيمة جوهرية ودورا حضاريا بارزا،حيث شهد شبرا ولادة اثنين من أبناء الملك عبد العزيز - رحمه الله - هما صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز ،يضاف إلى هذا البعد التاريخي - أيضا - اتخاذ الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - فيما بعد القصر مقراً لرئاسة مجلس الوزراء أثناء فترات الصيف، وعبر هذه المفاصل التاريخية لقصر شبرا من خلال هذه المحطات التاريخية،فقد شهد قصر شبرا خلال تلك الفترات أحداثا عالمية من جانب، واستقبالات رسمية على مختلف المستويات من جانب آخر. لقد كان لقصر شبرا في ذاكرة الوطن سجلا حافلا،زاد من عبقه التاريخي،وأضاف إلى رونقه جمالا معنويا وقيمة تاريخية،حيث لقي قصر شبرا اهتماما وعناية جعلت منه مركزا حضاريا وثقافيا،ليظل شبرا ذا مكانة تاريخية ووطنية لا تزال تسهم في دور حيوي على المستويين الحضاري والثقافي، وذلك من خلال إعادة تأهيل شبرا بكامل مرافقه،ليكون قادرا على الإسهام بشكل فاعل من خلال متحفه و مكتبته وقاعة المحاضرات وصالات عروض الألعاب الشعبية والأخرى الخاصة بالصناعات التقليدية وخاصة بعد أن صدر التوجيه السامي الكريم بأن يكون القصر متحفاً يحكي تاريخ وتراث المملكة بصفة عامة، ومحافظة الطائف على بشكل خاص،مما جعل قصر شبرا وجهة ومقصداً للسائحين وزوار محافظة الطائف حيث يستقطب سنويا آلاف الزوار.