حولت ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية السجون إلى مصدر جديد لسلب ونهب المواطن اليمني وتحقيق مكاسب مادية من ورائه. وكشف تقرير صدر مؤخراً عن كيفية إدارة الحوثيين وقوات صالح ملف المختطفين وكيف يتم تصنيفهم وتوزيعهم على السجون والمعتقلات الخاصة والسرية بحسب درجة خطورتهم عليهم، وأساليب التعذيب التي تمارس فيها، وكيف تحقق المليشيات الانقلابية من وراء المختطفين مبالغ مالية هائلة. ففي محافظة ذمار اليمنية التي حولتها الميليشيا الحوثية إلى سجن كبير لمعارضيها أوضح عدد من المفرج عنهم عن وجود عشرات المختطفين في السجون أغلبهم ينتمون لمحافظة ذمار ومحافظات أخرى، ويتعرضون للتعذيب بشكل يومي. ويعود سبب تحويل محافظة ذمار إلى سجن كبير من قبل الميليشيات الانقلابية لمعارضيها إلى سيطرتها الكاملة على المحافظة، إضافة إلى موقع المحافظة المتميز فهي تمثل حلقة ربط بين العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الجنوبية. واضطرت ميليشيا الحوثي المتمردة وقوات صالح إلى افتتاح أماكن جديدة وتحويل عدد من المقرات والمراكز الحكومية إلى سجون جديدة نظرًا لازدياد اعداد المعتقلين يوميًا. وأقامت الميليشيا الحوثية العشرات من نقاط التفتيش الأمنية على الطرق في المحافظات اليمنية التي تحكم السيطرة عليها بهدف اختطاف معارضيها، ويتم توزيع قائمة بالشخصيات التي تمثل خطرًا كبيرًا عليهم، التي يجب اختطافها مهما كانت التكلفة، وزجهم في سجونها لابتزاز أهاليهم بدفع مبالغ طائلة لإطلاق سراحهم بعد تعذيبهم. وأوضحت مصادر محلية أن ميليشيا الحوثي تصنف المسجونيين حسب خطورتهم والأكثر خطورة عليهم ويأتي في مقدتهم الصحفيين والقادة العسكريين، إضافة إلى المقاتلين في صفوف الشرعية بمحافظة "مأرب" عندما يتم اختطافهم، يتم حجزهم في سجن الأمن السياسي بمدينة ذمار لمدة يومين قبل نقلهم إلى سجن الأمن القومي في "رصابة" شمال المدينة، وهو سجن جديد تم استحداثه مؤخراً ثم يتم نقلهم بعد سبعة أيام إلى السجون الكبيرة في العاصمة صنعاء، ولايمكن التفاوض في مصيرهم اوالإفراج عنهم مقابل مبلغ مادي، كونهم خطراً حقيقياً على الميليشيا المتمردة وقوات صالح. أما الصنف الثاني في الخطورة فهم قادة في حزب الإصلاح والشخصيات الاجتماعية المؤثرة في المجتمع الذين ليس لهم أي ارتباط عسكري في الحرب ضد الانقلابيين، ومعارضتهم للانقلاب معارضة سياسية فقط، وهؤلاء يتم تحويلهم إلى سجن في مدينة ذمار يعرف بقسم "الغربية" بالقرب من حارة الغدراء شمال غربي مدينة ذمار. ويأتي في التصنيف الثالث "مواطنين عاديين مواقفهم واضحة ضد الانقلاب ظهرت من خلال كتابات على صفحات التواصل الاجتماعي، أوقاموا بتمزيق شعارات ولافتات لميليشيا الحوثي، أو قاموا بسب وشتم الحوثيين أو وجودهم أو زعيمهم أمام الناس، فيتم حجزهم في سجن قسم الوحدة شرق مدينة ذمار، ويتعرضون للتعذيب، ويتم الإفراج عنهم مقابل مبلغ مادي كبير وتعهد بعدم تكرار هذه الحادثة. أما آخر قائمة التصنيف فيطلق عليهم اسم " المغرر بهم" وهم المختطفون من النقاط الأمنية ولم يستطع الحوثيون إثبات وجودهم أو مشاركتهم ضمن قوات الشرعية، فتلجأ الميليشيات لاحتجازهم في السجون لمدة شهرين أو أكثر، ويتم الإفراج عنهم مقابل مبلغ مادي كبير وتعهد خطي وضمانة بعدم العمل والوجود في الأماكن التي تسيطر عليها الشرعية. وتعد ذمار من أكثر المحافظات في الجمهورية التي توجد بها سجون ومعتقلات سرية خاصة للحوثيين وقوات صالح، فلم تكتفي المليشيات بتحويل مقار ومراكز حكومية إلى سجون، بل إنها حولت بعض البيوت الخاصة بقيادات انقلابية إلى مراكز للتعذيب الجسدي والنفسي للمختطفين. وبلغ عدد السجون والمعتقلات الخاصة والسرية بحسب "مركز ذمار" الإعلامي أكثر من "55" سجن ومعتقل يقبع داخلها أكثر من ألفي مختطف من أغلب محافظات الجمهورية، يتعرض البعض منهم للتعذيب الشديد الوحشي جسديا، ونفسيا، وتوجه إليهم تهم كاذبة وكيدية، من أجل استمرار اختطافهم في السجون، والحصول على مبالغ مالية من قبل أهالي المختطف في حال طالبوا بالإفراج عنه تدفع للقيادي الحوثي المسؤول عن عملية الاختطاف. // يتبع //