أدانت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر خرق سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأحكام القانون الدولي الإنساني التي تحمي أسرى الحرب الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وبخاصة الأطفال الذين لا يزالون يرزحون تحت وطأة الاعتقال، وطالبت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل من أجل ردع سياسات إدارة السجون الإسرائيلية وما تتبعه من انتهاكات وتجاوزات واضحة تتنافى واتفاقية جنيف الثالثة بشأن معاملة أسرى الحرب المؤرخة في 12 آب/ أغسطس 1949م. وحذرت المنظمة من أن هذه الاعتقالات العشوائية والتعسفية تمثل جريمة حرب لا يجب السكوت عنها وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل جميع مسؤولياته القانونية والأخلاقية أمام هذه الانتهاكات الجسيمة التي ترتكب بحق الطفولة، مطالبة بإخضاع تلك الممارسات الوحشية بحق السجناء إلى مراقبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومراقبين دوليين من المنظمات الحقوقية المشهود لها بالنزاهة والحياد، ومنع تلك الممارسات العنصرية التي تمارس في حق الأطفال الأبرياء من تعذيب وانتهاكات فاضحة لحقوقهم الإنسانية, مشيرة إلى أن ما يحدث بشأن ذلك هو تعد سافر على حقوق الإنسان وحقوق الطفولة وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. جاء ذلك في بيان صحافي للمنظمة طالبت فيه المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء وقف تلك الانتهاكات الصادمة، وعدم حرمان الأسرى الفلسطينيين وبالذات الأطفال من أبسط حقوقهم التي تكفلها لهم المواثيق الدولية كالحق في عدم التعرض للاعتقال العشوائي، ومعرفة سبب الاعتقال، والحصول على محام، والاتصال بالأهل، وحق الأسرة في معرفة سبب ومكان الاعتقال، والمثول أمام قاض ، والسماح للجمعيات والمنظمات الحقوقية بزيارتهم من وقت لأخر. وأكدت المنظمة وجوب معاملة الأطفال الأسرى, وفقاً لاتفاقيات جنيف, ومن ذلك الالتزام بالمادة (77) من الملحق الأول الإضافي التي أكدت أنه يجب أن يكون الأطفال موضع احترام خاص، وأن تُكفل لهم الحماية ضد أية صورة من صور خدش الحياء, ويجب أن تهيئ لهم العناية والعون، وأن يوضعوا في حالة القبض عليهم، أو احتجازهم أو اعتقالهم، في أماكن منفصلة عن تلك التي تخصص للبالغين, مشيرة كذلك إلى ما ورد في المادة (37) من اتفاقية حقوق الطفل، التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة وصادقت عليها سلطات الاحتلال, وتتضمن ألا يتعرض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة, ولا تفرض عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة بسبب جرائم يرتكبها أشخاص تقل أعمارهم عن ( 18 ) عاماً دون وجود إمكانية للإفراج عنهم، وألا يحرم أي طفل من حريته بصورة غير قانونية أو تعسفية, بالإضافة إلى ما ورد في المادة (16) من الاتفاقية ذاتها من أنه لا يجوز أن يجري أي تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة أو أسرته أو منزله أو مراسلاته، ولا أي مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته، و للطفل الحق في أن يحميه القانون من مثل هذا التعرض أو المساس. وناشدت المنظمة العربية التي تعد منظمة تهتم بمتابعة تطبيق القانون الدولي الإنساني جميع المؤسسات الدولية والعاملة في مجال حقوق الإنسان وحقوق الأطفال، بالتدخل العاجل لثني دولة الاحتلال عن ممارساتها بحق الأطفال الفلسطينيين، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين بما فيهم الأطفال، وإدانة ما تتخذه هذه السلطات بحق الطفولة الفلسطينية, ومن ذلك مصادقة الكنيست الإسرائيلي على قانون يسمح بمحاكمة الأطفال الفلسطينيين دون سن 14 عاما، وهو ما عدته المنظمة تهديدا مباشرا ومساسا بالطفولة الفلسطينية ما يشكل ذريعة للاحتلال لملاحقة الأطفال الفلسطينيين وسجنهم، بالإضافة إلى أن هذه المصادقة تعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ وقواعد القانون الدولي والإنساني, والمواثيق والمعاهدات الدولية كافة.