استضافت جامعة أم القرى اليوم, اللقاء الخامس والعشرين للجنة الدعوة في أفريقيا بعنوان ( الانحراف الفكري أسبابه وعلاجه ), بحضور صاحبَ السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد رئيس لجنة الدعوة في إفريقيا وأعضاء لجنة الدعاة من قارة أفريقيا, ومعالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس, وعددًا من الدعاة والعلماء الأفارقة من 41 دولة, وذلك بقاعة الملك فيصل بالمدينة الجامعية بالعابدية. وألقى معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس, كلمة خلال بدء أعمال اللقاء, رحب فيها بصاحبَ السموِّ الأميرَ الدكتور بندر بن سلمان بن محمد, مبينًا أن اللقاءِ يمثِّلُ ثلاثةَ مستوياتٍ من العطاء, مستوى العطاءِ الإداريِّ متمثلاً في المنظومةِ التنسيقيَّةِ التي تُديرها ( لجنةُ الدعوةِ في إفريقيا )، وهي منظومةٌ تتميّزُ بالوَصْلِ الكريمِ بين الحكوميِّ والخاصِّ، بين الرسميِّ والدعويِّ، بينَ الشرق والغربِ، بين الدعوةِ والقيادةِ، بين العلمِ والحركةِ الميدانيةِ، وهي بذلك تقدِّمُ نموذجاً متفرِّداً في سياقاتِ العملِ الدعويِّ المعاصرِ, أما المستوى الثاني من مستوياتِ العطاءِ في هذا اللقاءِ, مستوى العطاءِ الدعويِّ المتمثِّلِ في هذهِ الكوكبةِ الكريمةِ من دعاةِ القارةِ الأفريقيةِ الذين يحملونَ رايةَ المنهجِ السليمِ، والعقيدةِ الصحيحةِ، في ظلِّ أمواجٍ متصارعةٍ متلاطمةٍ من المذاهبِ والأفكارِ والتياراتِ. وأشار إلى أن المستوى الثالثُ هو مستوى العطاءِ الأكاديميِّ المتمثِّلِ في التعاونِ المباركِ المثمرِ الذي انعقدتْ أواصرُهُ بين الجامعةِ ولجنةِ الدعوةِ في إفريقيا، ففي كل عامٍ هناك وفدٌ كريمٌ من معهدِ تعليمِ اللغةِ العربيةِ يُشارك اللجَنةَ في دوراتِها الصيفيةِ، إضافةً إلى وجوهٍ من التعاونِ العلميِّ بين أساتذةِ الجامعةِ عموماً وبرامجِ اللجنةِ. وأفاد أنه لم تعد مهمةُ الداعيةِ اليومَ مهمةً سهلةً, فالداعيةُ الذي كان بالأمسِ يتلو آيةً من كتابِ اللهِ، ويقرأ حديثاً نبوياً، فيجدُ الآذان صاغيةً والعيونَ باكيةً والقلوبَ خاشعةً، أصبحَ اليومَ إذا تحدَّثَ يحاصَرُ بمئاتِ الأسئلةِ، والإشكالاتِ، والاعتراضاتِ، نظرا للتدفقَ المعلوماتيَّ الهائلَ الذي صدَمَ عقولَ الكثيرينَ بماهي غيرُ قادرةٍ على استيعابِهِ فتخبَّطَتْ وهي تظنُّ أنَّها تُحسنُ صنعاً أو تُتقنُ علماً . وقال معاليه : " إنَّ المملكةَ قد حملتْ رايةَ العقيدةِ الصحيحةِ، والدعوةِ إلى الله على منهجِ السلفِ الصالحِ، وبذلتْ في سبيل ذلك كل ما في وسعَها، وكلُّها أملٌ أن تجد منكم ومن سائر دعاةِ الحقِّ على وجه الأرضِ تعاوناً في إحقاقِ الحقّ وإبطالِ الباطلِ، فلا تأذنوا للانحرافات الفكرية والبدعِ والضلالاتِ أن تُطلَّ برأسِها " . بعد ذلك ألقى كلمة ضيوف لجنة الدعوة في أفريقيا الشيخ كوني عيسى من جمهورية ساحل العاج , حيث قدم باسمه وباسم أعضاء ضيوف اللجنة الشكر والامتنان لحكومة المملكة, ولمضيفهم صاحبَ السموِّ الأميرَ الدكتور بندر بن سلمان بن محمد رئيس لجنة الدعوة في أفريقيا على ما يقدمونه من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين . وأشار إلى أن موضوع الملتقى جاء متزامنًا مع ما تعيشه الأمة, مؤكدًا أن المملكة من أوائل الدول التي تسعى جاهدة لوأد الانحراف الفكري وتجفيف منابعه من خلال تحكيم شريعة الله . إثر ذلك ألقى رئيس قسم العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الدكتور فهد بن محمد السرحاني القرشي, محاضرة بعنوان الانحراف الفكري أسبابه وعلاجه . بعدها ألقى صاحب السمو الأمير بندر بن سلمان بن محمد رئيس لجنة الدعوة في إفريقيا كلمة قال فيها : " نجتمع في هذه الأيام المباركة في هذه البقعة المباركة مهبط الوحي ومنبع الرسالة لنتدارس في أمور الإسلام والمسلمين, وما يتعرض له الإسلام من هجمات كبيرة " . كما ثمن سموّه جهود جامعة أم القرى في تقديم جميع الدعم للجنة في أعمالها ومناشطها المختلفة . وأختتم سموه كلمته قائلاً : " إننا ننعم في هذه البلاد بحكومة دأبت على خدمة الإسلام والمسلمين وتسعى دائماً لنشر العقيدة والدعوة الوسطية ومنهج الكتاب والسنة, وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين, وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - " .