عقد بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في العاصمة التونسية اليوم المؤتمر العربي السادس عشر لرؤساء أجهزة المرور , بمشاركة ممثلين عن وزارات الداخلية في الدول العربية من بينها المملكة التي رأس وفدها مدير عام الإدارة العامة للمرور اللواء عبدالله بن حسن الزهراني . وأكد معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان في كلمته الافتتاحية بالمؤتمر أن الظروف الأمنية التي تمر بها بعض الدول العربية تلقي مهاماً جديدة على عاتق رجال المرور ، بحيث لم تعد رسالتهم مختصرة في تسيير حركة المرور والسهر على سلامة مستخدمي الطريق وتطبيق أنظمة السير وقواعده وآدابه ، بل بات لزاماً عليهم مساندة الجهد الأمني في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة وعمليات التهريب , مشيراً إلى أن الظروف الدقيقة التي تمر بها بعض الدول تفرض تسخير كل الإمكانيات لمواجهة الأخطار المحدقة وفي مقدمتها آفة الإرهاب المقيتة. وأشار معاليه إلى أنه وانسجاماً مع قرار مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته الأخيرة باعتبار عام 2016 سنة عربية لمواجهة الإرهاب ، أدرجت الأمانة العامة على جدول أعمال هذا المؤتمر بنداً حول دور أجهزة المرور في مكافحة الإرهاب ، لإتاحة الفرصة للدول الأعضاء لتبادل التجارب والخبرات حول إسهام رجال المرور في مواجهة الإرهاب سواء من حيث التدابير الاحترازية والوقائية أو من حيث المشاركة في إدارة الأزمة الناجمة عن عملية إرهابية . وبين أن أهمية دور أجهزة المرور في هذا المجال تتأكد عندما يوضع في الحسبان أن كثيراً من الأعمال الإرهابية ترتكب بواسطة مركبات مفخخة قد تساعد المراقبة المرورية في اكتشافها . وأكد معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب أن علاقة رجال المرور والمواطنين يجب أن تكون علاقة تعاون وشراكة في سبيل سلامة حركة المرور وانسيابيتها وأن تقوم على المودة والثقة المتبادلة ، وأن تكون علاقة لا تتأثر بتصرفات بعض السائقين ولا الأخطاء الفردية المحدودة لبعض رجال المرور . وتابع معاليه في هذا السياق أن أول ما يجب القيام به لتعزيز هذه العلاقة هو تركيز الإحساس لدى المواطنين بأن رجال المرور إنما وجدوا أصلاً لخدمتهم وللسهر على سلامتهم ، من خلال التوعية بأهمية دور رجل المرور في حفظ الأرواح والممتلكات والحيلولة دون المآسي الإنسانية التي تنجم عن حوادث الطرق ، مفيداً أن على رجال المرور في سياق تعزيز العلاقة مع المواطنين أن يعملوا على ممارسة مهامهم في ضبط المخالفات والسهر على تطبيق القانون في كنف اليسر والمودة، وشدد معاليه على أن السلامة المرورية هي بالأساس قضية سلوك ، وأنه يجب التركيز دائماً على تكثيف برامج التوعية المرورية من خلال حملات شاملة تُحشَد خلالها طاقاتُ كل الجهات، ويُشرَكُ فيها كلُّ المعنيين بالشأن المروري. وناقش المؤتمر عدداً من الموضوعات من بينها دور أجهزة المرور في مكافحة الإرهاب ، وصورة رجل المرور في الإعلام العربي ، وتصور متكامل لحملة توعوية شاملة في مجال المرور ، والمستجدات في مجال الفحوصات التقنية للمركبات ودورها في الحد من حوادث المرور ، إلى جانب تحديث الاستمارة الإحصائية لحوادث المرور في الدول العربية. كما استعرض المؤتمر تجارب الدول العربية في تنظيم حركة المرور والحد من حوادث الطرقات , إلى جانب عروض لاحتفالاتها بأسبوع المرور العربي .