شاركت نحو ثلاثة آلاف طالبة من مختلف التخصصات في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في سلسلة جلسات حوارية، نظمها المقهى الحواري التابع لكلية الخدمة الاجتماعية بالجامعة، تناولت مفهوم الإرهاب وأسبابه والجهود الأمنية للمملكة في مكافحة الإرهاب والتصدي له. وأوضحت المشرفة العامة على المقهى الحواري ريم الغامدي أن المقهى احد أهم الأنشطة الطلابية التي تعزز ثقافة الحوار بين الطالبات وركز من خلال سلسلة جلسات على تشخيص مفهوم الإرهاب وأسبابه والجهود الأمنية للمملكة في مكافحة الإرهاب والتصدي له ، وتأثير الإرهاب على حياة الأفراد والشعوب ، وموقف الشريعة الإسلامية من الإرهاب والمنظمات المتطرفة وأعمالها التخريبية المدمرة، ودور المواطن الصالح في الحد من انتشار الأفكار المتطرفة والشائعات ، مؤكدة أن الهدف توعية الطالبات في الجامعة في التصدي للإرهاب والتطرف الفكري. وبينت الغامدي أن المقهى يسعى إلى معالجة القضايا الطلابية وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري ، وتعزيز الاتصال والحوار الفكري الايجابي بين الطالبات ومنسوبات الجامعة مع إلقاء الضوء على الاتجاهات الفكرية للطالبات وتعديلها ومناقشة الأفكار الضالّة ، مشيرة إلى انه تم تدشين المقهى الحواري برعاية مديرة الجامعة الدكتورة هدى العميل مؤخرا حيث ضم عدداً من الأركان التفاعلية المفتوحة للطالبات مثل ركن الجلسات الحوارية، وركن البحث والمذاكرة الذي يضم وحدات مكتبية شبه منفصلة مجهزة بأجهزة الحاسب الآلي ، حيث تتمكن الطالبة من المذاكرة وكتابة البحوث في جو من الخصوصية، وركن القراءة الصامتة الذي يضم عدداً من الكتب الشيقة ذات التخصصات المتنوعة في الأدب العربي وتطوير الذات والصحة والثقافة العامة، وركن القهوة الذي يعمل على تقديم أنواع من القوة المجانية لرواد المقهى ، موضحة أن عدد الجلسات الحوارية وصلت إلى (53)جلسة بمشاركة نخبة من عضوات هيئة التدريس استفادت منها نحو (3183) طالبة جامعية. وأفادت أن فكرة إنشاء وحدة المقهى الحواري تعود لعام 1435ه ، عبر اقتراح من عميدة كلية الخدمة الاجتماعية الدكتورة جميلة اللعبون على اعتبار أن كلية الخدمة الاجتماعية هي إحدى كليات الجامعة المتخصصة في هذا المجال التي تسعى إلى تطوير الطالبات أكاديمياً واجتماعياً وشخصياً ومهنياً، ومن هنا تبلورت الفكرة للمقهى الحواري لتعزيز ثقافة الحوار البناء وسلوكياته بين الطالبات ليصبح أسلوباً للحياة ومنهاجاً للتعامل مع مختلف القضايا لاسيما وأن معطيات العصر الحديث تتجه إلى تفعيل قيم المواطنة والانتماء والحوار ، كما تهدف الوحدة إلى تقديم خدمات متخصصة على أسس علمية ومهنية تعمل على توعية الطالبات ووقايتهن مما قد يواجهنه من مصاعب وعقبات في حياتهن لذا التزمت وحدة المقهى الحواري بتوفير مناخ جامعي حواري متكامل للطالبة يعمل على استثمار طاقاتها وقدراتها وتنمية مواهبها من خلال الحوار الفعال وذلك لإخراج مواطنة واعية بحقوقها وواجباتها ودورها في بناء مجتمعها بكل ولاء وانتماء وإبداع. وبينت إحدى أعضاء هيئة التدريس المشاركات في جلسات المقهى الحواري الدكتورة نوال الربيع من جانبها أن المملكة تعيش في حراك ثقافي من خلال ما يقام فيها من مهرجانات ثقافية وكذلك من خلال التطورات التكنولوجية كوسائل التواصل الاجتماعي والتي يطرح فيها الكثير من القضايا وهذا الأمر يتطلب أن يكون هناك مساحة كافية لمناقشة هذه القضايا التي تهم المجتمع ، والجامعات السعودية ليست ببعيدة عن هذا الحراك الثقافي في ظل النقلة النوعية والمعرفية التي تعيشها الجامعات خلال هذه السنوات وتواكب النهضة التنموية التي تمر بها المملكة ، معتبرة أن تعزيز هذا المقهى من الأنشطة التي تعزز المسؤولية للطالبات و ثقافة تقبل الرأي الآخر وإعطاء الطالبة الفرصة بأن تناقش بكل موضوعية ووعي والمساعدة على مد جسر التواصل بين الطالب ومجتمعه الأكاديمي من حيث إيجاد لغة ثقافة الحوار التي لا تجعل من البيئة الأكاديمية بيئة جامدة ومحبطة بل بيئة ثقافية داعمة للطالب أكاديميا واجتماعيا وثقافيا . وأشادت إحدى المشاركات في جلسات المقهى الحواري الدكتورة سلمى الدوسري بأن المقاهي الحوارية وسيلة لإيصال المعلومة الصحيحة من خلال إقناع الآخرين بفكرته ، كذلك تصحيح الأفكار الخاطئة والعقائد الفاسدة فالبعض يعتنقون أفكارا قد تخالف العقائد الدينية أو قد تمس عادات المجتمع وتقاليده عن طريق التحاور من خلال المقهى الحواري نجد وسيلة أفضل لإقناع أصحاب الفكر الخطأ بالفكر الصحيح والسليم ، كما أن الحوار يسهم في تعزيز السلوكيات الايجابية وبالتالي يكسب الطالبة قوة في الشخصية ، كما يجعلها تتحلى بالصفات الحسنة التي تجعل لها قبول ومحبة بين الناس ، كما تدعم المقاهي الحواري تعلم ممارسة فن الإصغاء بين الطلاب وتشجيعهم على صياغة الأفكار الدقيقة وتنمية فن الحوار واحترام الإنس��ن لأخيه الإنسان واحترام الإنسان للعقل في طرح المعلومات، كما يسهم المقهى الحواري إلى تعزيز أهمية التعرف على وجهات النظر المختلفة . يذكر أن المقهى الحواري يناقش القضايا التعليمية والاجتماعية على اختلافها وقضايا السلوكيات السلبية والاقتصادية وكيف تكون الطالبة شخصية اقتصادية والقضايا الوظيفية المستقبلية والمستقبل المهني لتخصصاتهن والقضايا الفكرية ومناقشة الأفكار الضالة والقضايا الثقافية والتنموية والتطويرية والمشاركات التطوعية.