نظم مجلس حمد الجاسر الثقافي مؤخراً ندوة تناولت سيرة المؤرِّخ والشاعر الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين -رحمه الله- ، وإسهاماته في الحراك الثقافي بالمملكة ، شارك فيها كلٌّ من الدكتور محمد الهدلق والدكتور عبدالعزيز الهلابي ، وأدارها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي ، وذلك بمقر دار العرب بالرياض . وأجزل رئيس الندوة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي في بدايتها بوَصْف الدكتور العثيمين - رحمه الله - بالمحب لوطنه ، والمستشعر لهموم الأمة ، وصاحب الكلمة المَرِحة والقصيدة المازحة ، التي اعتاد حبكها فصيحة ، ونظمها تفعيلة ونبطية ، مستعرضًا بعض قصائده ومنجَزاته العلمية والفكرية والأدبية . من جانبه ركز المشارك الأول بالندوة الدكتور محمَّد الهدلق على صفات الدكتور العثيمين ، وإنتاجه الأدبي والفكري ، مبيناً أنه كان مولعاً باللغة ، وعميق الفكر ، وشخصية اجتماعية مبادرة لفعل الخير ، متناولاً منهجية كتابات العثيمين الفكرية والتاريخية ، بوصفه مؤرِّخ ومحقِّق ومترجِم وناقد . وتحدث الهدلق عن دواوين الفقيد الشعرية ، إذ إنَّ له عشرة دواوين شعرية ، تسعة منها بالعربية الفصحى وواحد باللهجة النجدية ، واستعرض العديد من قصائده الشعرية . بدوره ركَّز الدكتور عبدالعزيز الهلابي على محورين ، الأول عن علاقته الشخصية بالعثيمين ، والثاني عن إنجازاته العلمية ، موضحًا أنه زامله في بريطانيا أثناء الدراسة ثم في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بعد ذلك لمدَّة ناهزت ثلاثين عامًا . وأثنى على علمه وحكمته وسداد رأيه ، وسعة أفقه ، وحِلْمه وسماحته ، قائلاً إنَّ المرء يتشوَّف إلى جلسته لِمَا فيها من ظرف وتشويق وحُسْن حديث ، فإنْ تحدَّث في التاريخ فهو المبرز فيه ، وإنْ تحدَّث في الشأن العام في مجتمعنا فهو المهموم به العارف لأبعاده ، وإنْ تحدَّث في شؤون الأمة فهو المستوعِب المتابِع لأحوالها ، وإنْ كان حديث ظرف فهو يتجلَّى مَرَحًا وأُنْسًا ودعابة ، وفي الجِدِّ هو أستاذ جيل وباحث نشيط دؤوب ، وأثمرت جهوده العلمية إنتاجًا علميًّا يتَّصف بالغزارة والعُمْق . ثم فُتح الباب لمداخَلات الحاضرين ، الذين تحدَّثوا عن خصال الفقيد ومآثره وإنجازاته العلمية والأدبية ، وعن ذكرياتهم معه ، رحمه الله .