حذر الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي من خطورة الهجمات الإرهابية الشرسة التي تستهدف التدمير المتعمد للموروث الثقافي العربي، وما نتج عنها من تداعيات وآثار سلبية عميقة، مشددا على أن ما تقوم به هذه الجماعات المتطرفة يهدد حضارة الأمة العربية العريقة. وقال في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال مؤتمر " التراث الأثري في العالم العربي : التحديات والحلول" الذي استضافته الجامعة العربية اليوم، إن الجامعة العربية تضع موضوع حماية التراث الثقافي العربي ضمن أهم أولوياتها خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية وما تتعرض إليه الآثار القديمة المهمة للأمة العربية من مخاطر. وأوضح العربي أن الأمانة العامة بادرت إلى تنظيم العديد من الفعاليات الخاصة بحماية الموروث الثقافي، كما حرصت على المشاركة في الأنشطة والمؤتمرات التي تنعقد بشأن هذا الموضوع، وكذلك العمل على متابعة تنفيذ التوصيات والقرارات الصادرة في هذا الشأن بالتعاون والتنسيق مع الدول الأعضاء. وأشار إلى أنه التقى خلال الفترة الماضية مدير عام منظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا وبحث معها سبل التعاون والتنسيق بين المنظمتين وخاصة فيما يتعلق بحماية التراث الثقافي العربي المهدد بالإنهيار. وبين أنه بناءا على الاقتراح المقدم من البرلمان العربي لإنشاء لجنة دولية للحفاظ على التراث التاريخي الإنساني تضم في عضويتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (أليسكو)، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إسيسكو)، وجامعة الدول العربية، فقد عقدت اللجنة ثلاثة اجتماعات تنسيقية حتى الآن في الفترة من أكتوبر من العام الماضي حتى مارس من هذا العام بمقر الأمانة العامة، وصدر عنها عدد من التوصيات المهمة للحفاظ على التراث ولاتخاذ آلية دولية لحماية التراث الثقافة. وأكد أن الأمانة العامة بصدد إعداد استراتيجية عربية لحماية التراث، مشيرا إلى أنه سوف يعقد اجتماع للخبراء المتخصصين في هذا المجال من الدول العربية والمنظمات العربية والدولية المتخصصة وأعضاء اللجنة في النصف الثاني من هذا العام لوضع التصور النهائي لإعداد الاستراتيجية، كما صدرت عن اللجنة توصية بإنشاء موسوعة التراث الثقافي العربي، لتوثيق التراث الثقافي للدول العربية. وقال الأمين العام للجامعة العربية إن هناك اتفاقيات دولية لاسترجاع الآثار المنهوبة، مقترحاً في الإطار ذاته إصدار توصية بالقيام بحملة نوعية خاصة بالدول التي نهبت آثارها في مختلف أنحاء العالم.