أكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المساعد لشؤون الدعوة والإرشاد الشيخ عبدالله بن صالح آل الشيخ على دور المنابر المهم لإيصال رسالة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية إلى كل أب وأم للمساهمة في حماية أبناء الوطن من الوقوع في هذه الآفة الخطيرة. وبين أن الوزارة تتعاون بشكل كبير مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات التي تقوم بأعمال كبيرة وطموحات رائدة وتسعى لتحقيق استراتيجيات كبيرة، مؤكداً أن المملكة مستهدفة من دول ومنظمات عن طريق تهريب المخدرات للمملكة للفتك بشبابها ويجب علينا التكاتف لمجابهة هذا الوباء. جاء ذلك خلال اختتام دورة (ظاهرة المخدرات وسبل الوقاية منها) اليوم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. وذكر آل الشيخ أن هذه الدورة هي نتاج المشروع الوطني للوقاية من المخدرات، ويجب على جميع المشاركين فيها ترجمة المعلومات التي استقوها وتطبيقها على أرض الواقع وبيان مسؤولية الآباء والأمهات لحماية أبنائهم من أخطار المخدرات، وبيان جهود الدولة في مجال مكافحة المخدرات والوقاية منها، مضيفاً أن هذه الدورة منطلق لعمل وقائي كبير سيثمر حصاده قريباً. من جهته أوضح أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية رئيس مجلس إدارة المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس" عبد الإله بن محمد الشريف الدور الذي تقوم به اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات من مهام وأهداف واستراتيجيات ورسم للسياسات بالعمل الوقائي، مبيَّناً أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات تعمل على ركنين أساسيين من خلال إحباط محاولات مرتكبي الجرائم المرتبطة بالمخدرات والإسهام في العمل الوقائي، مطالباً الأئمة والخطباء والدعاة المشاركين في الدورة إلى ضرورة التركيز على الآباء والأمهات لمراقبة أبنائهم ونصحهم خلال الخطب والدروس، مشدداً على تقديم المعلومات الصحيحة بكامل حقائقها والتحدث بكل واقعية والشفافية في طرح الوقائع. وأشار الشريف إلى أنه تم ضبط العديد من مروجي المخدرات في مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، وأن هناك حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي تروج للمخدرات وتستهدف فئة الشباب، مبيناً أن ضعف القيم لدى بعض الشباب يعد من أهم أسباب تجربة تعاطي المواد المخدرة والتعامل مع هؤلاء المروجين، مؤكداً أن اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمديرية العامة لمكافحة المخدرات تتصدى بكل حزم لهذه الحسابات. وذكر "الشريف" أن الخمور من أخطر المواد التي تفتك بحياة الأشخاص، حيث إن علاج إدمان الخمور أصعب من علاج العديد من المواد المخدرة، وعرَّج في نهاية حديثه إلى المركز الوطني لاستشارات الإدمان (الرشيد) 1955، الذي يستقبل اتصالات الاستشارات الهاتفية حول موضوع المخدرات. وشكر "الشريف" الجهات التي شاركت في مشروع "نبراس" الوطني للوقاية من المخدرات، وخص بالشكر الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" لمبادرتها في هذا المشروع وحرصها الكبير على حماية المجتمع من أضرار المخدرات، كما ثمَّن دورها في إنشاء مستشفيات العلاج من الإدمان على مستوى المملكة. كما قدم شكره لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بمركز "حصين". من جانبه قال مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة الدكتور فوزان الفوزان: إن المملكة في حرب على المخدرات، لأنها تستهدف أعز ما نملك وهما العقيدة والشباب، وأن وقاية المجتمع من هذه الآفة مسؤولية مشتركة واجبة على الأسرة والمدرسة والجامعة والمساجد، لذلك من الضرورة طرح مشكلة المخدرات خلال خطب الجمعة والدروس العلمية في المساجد. وأضاف "الفوزان" أن جامعة الإمام بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات تنظم عدداً من الأنشطة والفعاليات والدورات لجميع من يهتم بوقاية المجتمع من خطر المخدرات. من جانب آخر ذكر مستشار اللجنة والرئيس التنفيذي لمشروع نبراس الدكتور نزار الصالح، أن الدورة قدمت للمشاركين المعرفة اللازمة لإيصال المعلومة التوعوية إلى أفراد المجتمع وفق عدة أركان أساسية لتصنع منهم مدربين معتمدين في مجال الوقاية من المخدرات، كما قدمت لهم حقيبة تدريبية تتضمن مهارات التأثير والإقناع والاتصال والحوار، وطريقة دمج الألعاب التدريبية والمسابقات وطرح القصص المعززة لإيصال الرسالة بشكلها الصحيح والجميل، وإدارة الورشة وإشباع وقت الدورة بمادة الحقيبة المقدمة والتعامل مع أنماط المتدربين وكيفية التعامل مع هذه الأنماط. من جانبه تحدث الدكتور سليمان العيد، أحد المتدربين قائلا: إن القطاعات الحكومية بحاجة لمثل هذه الدورات التدريبية لإعداد مجموعة كبيرة من المدربين الأكفاء المعتمدين في كافة مناطق المملكة للوقاية من المخدرات، وأن الدورة كان لها أثر كبير وفائدة عظيمة وخبرة أضيفت إلى أوراق الخطباء والدعاة لتصدع أصواتهم بها على المنابر، مشيراً إلى أن من أهم ما اكتسبه من هذه الدورة هو القدرة على تنفيذ البرامج الوقائية، معبراً عن شكره وتقديره لكل من أسهم في هذه الدورة خصوصا المدربين المتخصصين الذين قدموا الدورة بشكل إبداعي، كما شكر القائمين على مشروع "نبراس" والعاملين في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات. وفي ختام الدورة تم تكريم المشاركين وتوزيع شهادات التخرج كمدربين معتمدين في مشروع "نبراس".