رعى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس التنفيذي لمؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للأعمال الإنسانية، اليوم, احتفاء جامعة أم القرى بإنجازات كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم، الذي نظمته الجامعة بقاعة الملك فيصل بمقر الجامعة بالعابدية, بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالله بن عبدالعزيز عضو مجلس أمناء مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للأعمال الإنسانية، ومعالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس . وفور وصول سموّه لمقر الحفل, زار ومرافقوه معرض الكرسي, واستمعوا إلى شرح مفصل من عن محتويات المعرض وانجازاته . عقب ذلك بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة, حيث ألقى معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس, كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالله بن عبدالعزيز, والحضور, منوهًا بما قدّمه خادمُ الحرمينِ الشريفينِ الملكُ عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - للأمةِ الإسلاميةِ، واصفًا تلك الأعمال المباركة بالأنموذج المشرِّف للاجتهادِ في خدمةِ الإسلامِ . وأوضح معاليه أن الجامعة تشرّفت باحتضان أحد كراسي القرآن الكريم التي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - بإنشاءها, مشيرًا إلى أن هذا الكرسي حظي برعاية وعناية عددٍ من أئمة المسجد الحرام. عقب ذلك شاهد سموّه والحضور فيلمًا تعريفيًا بالكرسي، كما قدم المشرف العام على الكرسي الدكتور يحيى بن محمد زمزمي, عرضًا شاملًا عن الكرسي تضمن بداياته والسنوات التي قطعها, إضافة إلى أهداف الكرسي التي يسعى لها من خلال تعاونه مع عدد من الجامعات والجهات، متطرقًا إلى خطوات تأسيس الكرسي والمسارات العلمية له وأهم الانجازات والإحصاءات للمستفيدين من الكرسي والمؤتمرات الدولية التي شارك بها . كما تضمن العرض شرحًا عن مشاريع الهدايات القرآنية المتضمنة إعداد موسوعة علمية عالمية في مجال الهدايات القرآنية, التي يتم انجازها من خلال رسائل أكاديمية لطلاب مرحلة الدكتوراه في شتى جامعات العالم, وفق نظام المنح العلمية . وإثر ذلك, ألقى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز, كلمةً أكد فيها أن مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للأعمال الإنسانية، تسعى بكل جهد لإكمال ما بدأه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله -، من توجهٍ إنسانيٍ لهذه المؤسسة من خلال الأنشطة التي أشرف عليها بنفسه، حيث أسس العديد من المؤسسات والجهات التي تخدم جميع فئات المجتمع، متناولًا سموه أبرز المحاور التي كرّسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - وفي مقدمتها دعم جهود الحوار بين أتباع الحضارات والأديان وتشجيعها من خلال إقامة المراكز وإعداد البحوث والدراسات في سبيل ذلك، والتقريب بين المذاهب الإسلامية والحد من التفرقة والخصام وتعزيز القيم والأخلاق الإنسانية . وقال سموه : لقد أُسس على يده - رحمه الله - مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان، الذي ذاع صيته في جميع أقطار العالم، وتم أيضًا دعم مبادرة رسل السلام ذات الرسالة السامية التي تحث على دعم السلام في العالم أجمع، إلى جانب تقديم جميع الخدمات لقطاع التعليم عبر إنشاء الجامعات والمعاهد والمدارس والمكتبات والمراكز التعليمية التي تضم جميع التخصصات والتوجهات التي تخدم المجتمع المحلي والعالمي، كما ازدهر في عهده - رحمه الله - برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث بالإضافة إلى العديد من المشاريع التعليمية التي تشمل مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة. وتطرق سموه إلى ما قدمه الملك عبد الله بن عبدالعزيز - رحمه الله - من أعمال في مجال القطاع الصحي عبر إنشاء المستشفيات والمصحات ودور العلاج وإدارة هذه الكيانات وتشغيلها، وكما هو الحال فقد أُسس مشروع صحي قائم حاليًا يهدف إلى رعاية مرضى الكلى عبر تخصيص ستة مراكز وزعت على بعض مناطق المملكة، وتخدم هذه الفئة التي تحتاج إلى الرعاية الطبية الدقيقة والمستمرة ،إضافة الى دعم التنمية الاقتصادية في المجتمع من خلال توفير الإسكان التنموي ودعم مشاريع التنمية في الزراعة والصناعة الحرفية والخدمات . وأضاف سموه : أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز - رحمه الله - حرص على التواجد وقت الأزمات في حالات الطوارئ وتقديم المساعدة الفورية للمتضررين، فلا يخفى عليكم بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تصدر المراكز الأولى عالميًا في دعم بعض الدول في آسيا وأفريقيا والتي تضررت من الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وحروب وفقر دون تمييز عرقي أو ديني ، وتخصيص الكراسي العلمية والبحثية لدعم العلوم والتقنية وبناء مراكز للأبحاث والتطوير، مثل كرسي الملك عبدالله لرصد الأهلة وأبحاث القمر ويأتي هذا الاهتمام الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - بإيجاد تقويم إسلامي عالمي موحد. وتحدث سمو الأمير تركي بن عبد الله في ختام كلمته عن الخدمات الجليلة التي قدمها الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - لخدمة الإسلام والمسلمين وفي مقدمتها توسعة الملك عبدالله للحرمين الشريفين من خلال بناء المساجد وإنشاء مراكز وكراسي البحوث الإسلامية ودعمها، فمن هذا المنطلق صدرت موافقة مقامه السامي الكريم على إنشاء كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم في كل من جامعة أم القرى بمكةالمكرمة والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بهدف تحقيق الريادة في تقديم الخدمات البحثية والاستشارية المتخصصة في مجال علوم القرآن الكريم داخل المملكة وخارجها، وبيان يُسر القرآن، وبركته، وإعجازه العلمي، وإيضاح رحمته للعالمين، موضحا أن هذه الإنجازات العظيمة لكرسي الملك عبدالله للقرآن الكريم وعلومه التي أفادت علم القرآن الكريم تعد مثالا حي على دعم هذه الكراسي العلمية. وعبّر سموه عن شكره لمعالي الدكتور بكري بن معتوق عساس مدير جامعة أم القرى ومعالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أستاذ كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقران الكريم و الدكتور يحيى بن محمد زمزمي مشرف كرسي الملك عبدالله للقران الكريم و لكل من أسهم في هذا الإنجاز الذي تفخر به الأمة الإسلامية، المترجمة لاهتمامات حكومتنا الرشيدة - حفظها الله - في رعاية القرآن الكريم. وفي ختام الحفل كرّمت جامعة أم القرى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز بتسليمه درعاً تذكارياً بهذه المناسبة, إضافة الى تسليمه مجموعة من إصدارات كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة . يذكر أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أصدر رحمه الله في عام 2011م قراراً يقضي بإنشاء كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم في ثلاث جامعات سعودية بهدف تحقيق الريادة في تقديم الخدمات البحثية والاستشارية المتخصصة في مجال علوم القرآن الكريم داخل المملكة وخارجها .