قال مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان إن اليوم الوطني للمملكة يحمل في نفوس أبناء الوطن الذكرى الغالية لبناء هذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله -، وما وصلت إليه البلاد من تطور مذهل على مر السنين حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -. وأضاف في كلمة له بمناسبة اليوم الوطني ال 85 للمملكة : نستعيد في هذا اليوم بمشاعرنا وشعورنا وخيالاتنا جهاد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي أخذ على عاتقه توحيد البلاد وأمن العباد، تحت راية هدفها توحيد العزيز الحميد وإفراده جل في علاه بالعبادة، وكان في كل حين شديد التعلق بربه، داعيًا الله في كل عمل أن يوفقه إلى إقامة دينه القويم على ما جاء في الكتاب والسنة، حيث شد عزمه وسانده رجال أخلصوا لله ثم لقيادتهم الفذة، فبدأ الملك عبدالعزيز رحمه الله بالجهاد الذي جمع الله به شمل أهل الجزيرة. وأردف قائلاً : إن الحديث عن اليوم الوطني ذكرى تسر الخاطر، وتبهج الفؤاد، وتحشد المعاني الجميلة في هذا الوطن العزيز، كيف لا وهو وطن المقدسات والبلد الأمين الذي اصطفاه الله وفضله واختاره على سائر بقاع الأرض، وخصة بميزات عظام، فجعل فيه بيته المعظم قبلة للمسلمين، ومسجد خاتم أنبيائه عليهم جميعاً الصلاة والسلام الذي تشد إليه الرحال وتضاعف فيه الحسنات، إن هذه البلاد المباركة قد حباها الله بأن جعلها مهوى الأفئدة، وموطن خليله وبلد رسالته الخاتمة، وقد عبر خاتم الرسل نبينا محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم -، عن حبه لوطنه بقوله صلى الله عليه وسلم حينما غادر مكةالمكرمة في هجرته إلى المدينةالمنورة (ما أطيبك وأحبك إليّ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما سكنت غيرك). وتابع قائلا : إن ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، يذكرنا بباني هذا الكيان وموحد أركانه ومؤسس بنائه، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - الذي يعد حقاً من رجالات التاريخ المعاصر، فإن توحيده لهذا الوطن الكبير والقارة المترامية الأطراف المملكة العربية السعودية، تعد نقطة فاصلة في التاريخ المعاصر لجزيرة العرب، وتحولاً نوعياً، تحقق فيه لهذا الوطن الأمن والأمان والإيمان، نَعم إنها نِعم لا يقدر قدرها إلا من عرف الحقبة التاريخية السابقة لهذا التاريخ المجيد، وقرأ أو سمع عن الأوضاع السائدة في الجزيرة العربية، وما كانت عليه من فتن وحروب وويلات، وما عانته من بعد عن دين الله، وهدم لأصل الأصول، وأساس الدين، وما نتج عن ذلك من تشرذم وتفرق وتناحر وتباغض، وعداء وتحارب وفساد وإفساد. وأكد على أن المراد بذكرى هذا اليوم ليس استعراض التاريخ وحسب، إنما هي مناسبة مهمة لها هدف وغاية، بغية تذكيرنا بأكبر نعمة تمت على هذه الجزيرة العربية في العصر الحديث، وهي نعمة الاجتماع والتوحد والألفة، والمحبة والتعاون، وقيام دولة الكتاب والسنة ونصرة توحيد الله، والعقيدة النقية الصافية التي تُفْرد الله بالعبادة، وأهمية الحفاظ على هذا الوطن العزيز، آمناً مستقراً، من خلال الحفاظ على مكتسباته ومنجزاته الوطنية، ووحدته وتماسكه، وتعزيز الانتماء في أبنائه إليه واعتزازهم به، وزيادة اللحمة الوطنية، والسعي ليكون واحة أمن، ومنارة علم، ومقر حكمة وعزم وحزم. وبين أن خلال اليوم الوطني نتذكّر مآثر المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله- وخطط التنمية التي مرت بها المملكة العربية السعودية في طورها الحديث، وهي مناسبة وطنية تاريخية ممتدة، يُعد الاحتفاء بها والتذكير بآثارها من الشأن الاجتماعي، وتأتي الأبعاد الشرعية أصولاً يذكّر بها على مر العصور في جميع الأوقات، وليثمر هذا التذاكر والتواصي العناية والتأكيد، بل وحماية هذه الثوابت في ظل فتن ومتغيرات ودعوات إلى إضعاف هذا الأصل أو إهماله بحجج لا تقوم على دليل، كما أن تذكر هذه الآلاء يحمل في الوقت نفسه المعاني التي هي سبب للقيام بواجب تلك النعم من شكر الله، والاستزادة من فضله، والحفاظ على ما هو سبب قيامها ودوامها وزيادتها ونمائها. وأشار إلى أن ذكرى اليوم الوطني واسترداد الرياض على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - يجعلنا نعيش تلك الأحداث الجسام، وما آلت إليه من استقرار ورغد في العيش وأمن وطمأنينة وغيرها من نعم لا تعد ولا تحصى ويدعونا ذلك لشكر الله تعالى عليها، وتحقيق مقومات بقائها وضمان استمراريتها ومقاومة الانحرافات الفكرية التي تنال منها، وحماية جناب هذا الوطن من كل من يريد به شرًا أو أذى، منوهاً إلى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من المؤسسات التعليمية التي غرس بذرتها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - عندما أوكل إلى مفتي عام المملكة في ذلك الوقت الشيخ محمد بن إبراهيم بتأسيس أول معهد علمي في مدينة الرياض ليكون نواة هذه الجامعة المباركة، وبعد ذلك أسست كليتا الشريعة واللغة العربية، لتكون روافد في تعلم الدين والمنهج الوسطي الذي قامت عليه هذه الدولة العزيزة. وأضاف : لقد كان لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السبق في الاهتمام بالعلوم الشرعية واللغة العربية، وساهمت من خلال خططها التنموية التعليمية بالارتقاء بالتعليم بجميع فئاته من خلال معاهدها العلمية التي تربو عن أربعة وستين معهداً موزعة في جميع مناطق المملكة العربية السعودية، إضافة إلى معاهدها العليا وكلياتها في الداخل والخارج التي تهدف إلى نشر العلم الشرعي في جميع أنحاء العالم. ورفع مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة التهنئة الخالصة الصادقة والتبريكات الجمة الغزيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله جميعاً - بمناسبة اليوم الوطني، داعيا الله العلي القدير أن يديمهم ذخراً للإسلام والمسلمين ولهذا الوطن الغالي، وأن يديم عليهم نعمه، وأسبغ عليهم فضله، وأتم عليهم آلاءه، ولأبناء وطني العزيز كل خير عميم.