أكد استشاري الشركات العائلية إبراهيم باعشن، أهمية إعداد قيادات المستقبل، لضمان استمرار العمل في هذه الشركات، كما أكد أهمية التوازن بين الجانب العائلي والجانب المالي، وأن الدور القيادي في أي شركة عائلية ينبغي أن يتم بموجب معيار الأفضلية، لا الوراثة، وذلك لإبعاد شبح الانهيار عن الشركة العائلية. وقال باعشن خلال ورشة العمل أقيمت اليوم؛ بمقر غرفة الشرقيةبالدمام، : إن هناك مائة عائلة هي الأقدم في العالم، وأقدمها شركة يابانية عمرها أكثر من ألف عام، لا تزال محافظة على العائلة وعلى النشاط، ذلك لأنها استطاعت تحقيق التوازن بين مصالح العائلة وأهداف الشركة الربحية. وأوضح باعشن، أن كافة الدراسات العالمية والمحلية تؤكد أن 30% من الشركات العائلية تبقى إلى الجيل الثاني، و13% تصل الى الجيل الثالث، و3% تصل إلى الجيل الرابع، هذا ما يؤكد ضرورة معالجة هذا الأمر ، فالشركة تبدأ بمؤسس فهي "شركة بدون عائلة"، ثم تنتقل إلى الجيل الأول فتكون"عائلة بدون شركة"، لكنها في الأجيال القادمة يتكون "شركة عائلية"، بالتالي لا بد من لكل شركة من تخطيط لإعداد خلافة في العائلة تكون مقبولة لتحافظ على الشركة. وأشار إلى إن الانهيارات التي تحدث في الشركات العائلية تبدأ من غياب المؤسس، فتضعف روح التأسيس عند الأجيال التي بعده، فتتسرب الكفاءات من أبناء العائلة لعدم توافر البيئة المشجعة، أو يحدث تضارب مصالح فيما بينهم، والنتيجة هي توقف العمل، وحدوث خسائر مادية كبيرة، فيكفي الإشارة هنا إلى أن 20 مليار ريال لا تزال محتجزة بقرارات من المحاكم السعودية بسبب النزاعات العائلية. ولفت إلى أن عملية التوريث تتم غالبا بشكل روتيني، إذ من الممكن أن تكتفي قيادات المستقبل بالعمل في إدارة الشركات العائلية فقط لأنهم أصبحوا ملاكا أو مديرين بالوراثة دون وجود أدنى مقومات القيادة لديهم، وهذا لن يكسبهم احترام زملاء المهنة، ولن يضمن لهم استمرار النجاح، فهناك فرق بين التوريث والاستحقاق، فالوراثة تأتي من العائلة بينما الاستحقاق يأتي من الكفاءة، ولا بد من تغليب الكفاءة للحفاظ على النشاط، حتى لو كانت من خارج العائلة. وأكد أن على الشركات العائلية أن تتبنى تطوير الكفاءات وتنمية الجيل القادم، وتشجيع الأبناء لتطوير مواهبهم الخاصة وكفاءاتهم واكتساب الخبرات، وتشجعيهم أيضا على التفكير في الحقوق والمسؤوليات لكي يكون لهم دور في إدارة الشركات، وأن يتم ذلك بالتوافق معهم وبعد مناقشتهم بكل شفافية. وأنه على قيادات المستقبل أن تعي أن بإمكانهم المساهمة في الشركات العائلية بطرق مختلفة، لضمان استمرار الشركات العائلية، ولكن عليهم ان يعلموا بأن الأدوار القيادية لن تكون للكل ، بل للأفضل حتى لو كان من خارج العائلة.