تكثفت الاتصالات والمشاورات بين الهيئات والدوائر الأوروبية في سعي واضح لاحتواء تداعيات الأزمة السياسية في اليونان وأثرها على أداء منطقة اليورو. وسجل سعر صرف اليورو أدنى مستوى له منذ خمس سنوات مقابل العملات الرئيسة الأخرى فيما يعكف المسئولون في بروكسل وبرلين تحديداً على تجنب تسجيل تصدع خطير داخل منطقة اليورو. وقال مصدر بالمفوضية الأوروبية في بروكسل إنه يجري حالياً تدارس كافة الاحتمالات بما فيها اكتساح اليسار اليوناني الرافض لسياسة التقشف صناديق الاقتراع خلال الانتخابات العامة اليونانية المقررة يوم 25 يناير الجاري. و لم تطالب الفعاليات اليونانية المختلفة حتى الآن بالانسحاب من منطقة اليورو أو رفض سداد الديون اليونانية ولكن مجرد تخفيضها. وقال المصدر نفسه : إن المفوضية ستتابع اللقاء الذي سيجمع يوم غد رئيس المصرف المركزي الأوروبي ماريو دراغي بمحافظ المصرف المركزي اليوناني يانيس ستورنراس وأن احتمال فوز اليسار اليوناني في الانتخابات سيخيم دون شك على اللقاء. وتخشى السلطات اليونانية من تسجل ظاهرة هروب لرأس المال في هذه الحالة مثلما تم تسجيله إبان اندلاع أزمة الديون السيادية عام 2008 , كما يخشى المسؤولون الأوروبيون من شح السيولة المالية في اليونان بشكل خاص مع تراجع عائدات الدولة. ويطالب حزب سيريزا اليوناني بتخفيض ديون اليونان البالغة حالياً 317 مليار يورو والتي تمتلكها المفوضية الأوروبية والمصرف المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وبمبادرة من رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتس تنعقد الأحد المقبل في مدينة ستراسبورغ أعمال قمة فرنسية ألمانية بحضور المستشارة انجيلا مركيل والرئيس فرانسوا هولاند لبحث الوضع اليوناني وسبل التعامل معه.