امتنعت الأوساط الاوروبية في بروكسل عن التعليق رسمياً على قيام سلطات الأمن الأمريكية بإعتقال رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كاهن ووضعه رهن التحقيق لاشتباه في ضلوعه في قضية أخلاقية أثناء تواجده في نيوروك يوم امس . ولكن وبشكل غير رسمي تبدي الأوساط الاوروبية قلقاً كبيراً جراء هذا التطور والذي يأتي في وقت يلعب فيه صندوق النقد الدولي دوراً محورياً ورئيساً في إدارة أزمة الديون السيادية في منقطة اليورو ويشارك الصندوق بالفعل منذ عام في تعزيز ما يعرف بصندوق الاستقرار النقدي الأوروبي الخاص بدعم الدول المتسيبة في منطقة اليورو ويتقاسم مع كل من المفوضية الاوروبية والمصرف المركزي الأوروبي بشكل متساو إدارة حالات محددة لهذه الديون. وكان من المقرر أن يجتمع دومنيك ستراوس كاهن اليوم في برلين مع المستشارة الألمانية انغيلا مركيل للإعداد لإجتماع حاسم لوزراء منطقة اليورو ووزراء المال الاوروبيين يومى غد وبعد غد في العاصمة البلجيكية بروكسل . ومن المتوقع ان يتم تكريس الاجتماعين لبحث مسائل حيوية تتعلق أولا بتعيين محافظ جديد للمصرف المركزي الأوروبي خلفاً للفرنسي جان كلود تريشي حيث ان احد المقربين من ستراوس كاهن والموظف السابق في صندوق النقد الدولي الايطالي ماريو دراغي يعدُ المرشح الأفضل. أما بشان ديون اليونان فان ألمانيا كنت تعول على مدير صندوق النقد الدولي لمؤازرة موقفها في مواجهة الانتقادات الموجًهة إليها والتي تتعلق بمطالبة برلين بوضع شروط قاسية إضافية لليونان مقابل حصوله على تسهيلات لسداد أقساط ديونها السيادية المتراكمة. ويجري التفكير في تمكن اليونان بدعم من صندوق النقد الدولي بفرصة إعادة جدولة ديونها كخطوة مؤقتة في إنتظار سن تدابير تقشفية جديدة،ولكن المتاعب التي يواجهها مدير صندوق النقد الدولي تدفع بالأوروبيين إلى مراجعة خططهم نحو الأسفل في إنتظار وضوح الرؤية داخل المؤسسة النقدية العالمية والتي باتت لاعباً رئيساً في إدارة شؤون اليورو . ويقول مصدر أوروبي في بروكسل انه ومهما كانت نتائج التحقيق في قضية مدير صندوق النقد الدولي ومهما كانت طبيعة الموقف القضائي الأمريكي النهائي منه فان احتمالات استمراره في منصبه باتت شبه منعدمة . وقد دافع دومنيك ستراوس كاهن بقوة حتى الآن على تمكين اليونان من خطة إنقاذ ثانية وحاسمة لمساعدة منطقة اليورو على تجاوز أزمة الديون السيادية . وعارضت ألمانيا حتى الآن هذا التوجه الذي كان يدفع به مدير صندوق النقد الدولي تحديداً . ومن المتوقع أن تخيم متاعب ستراوس كاهن على اجتماعات وزراء الخزانة والمال الاوروبيين الذين سيبدؤون في البحث عن بديل له على رأس صندوق النقد الدولي وهو منصب يعود تقليداً للاتحاد الأوروبي في حين يتولى أمريكي رئاسة البنك الدولي . ويخشى المحللون من ردة فعل سلبية لأسواق المال يوم غد بسبب ثقل صندوق النقد الدولي في إدارة الديون السيادية ليس لليونان فقط بل لايرلندا والبرتغال أيضا ،وفي وقت لم تتضح فيه الرؤية الاوروبية الفعلية تجاه هذه الجوانب من إدارة أزمة منطقة اليورو وتصعد فيه أسواق المال والمضاربين من ضغوطهم على المسئولين الاوروبيين. وكان الأمريكي جون ليبيسكي الرجل الثاني في صندوق النقد الدولي قدم استقالته منذ أيام من منصبه مما يجعل المؤسسة النقدية الدولية بدون قيادة فعلية . // انتهى //