أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن بلاده لا تستطيع إنهاء الأزمات الدولية وخاصة الأوكرانية بمفردها بل إنها بحاجة إلى تضامن الاوروبيين. وقال شتاينماير في كلمة ألقاها في ندوة دولية حول تطورات السياسة الدولية اليوم بالعاصمة برلين بحضور الممثله الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني ورئيس فرع إدارة الازمات الدولية بالمنظمة الدولية للأمن والسلام والتنمية جان ماري سوهينو وعدد من المسؤولين الدوليين "أن الاتحاد الاوروبي بموقع امتحان عصيب فإما يستطيع النجاح بسياسته الخارجية لإنهاء الازمات الدولية وخاصة أزمتي أوكرانيا والشرق الاوسط وإثبات أنه أهل للمسئولية الدولية أو يتلقى صفعة إهانة من الجميع". وأوضح أن الأزمة الأوكرانية أشعلت الحرب الباردة من جديد ونجم عنها أيضا إزدياد حدة ظاهرة القوميات بأوروبا الشرق وخاصة بمنطقة البلقان لا سيما بالبوسنة والهرسك وهي تنذر بحرب جديدة بين الاقليات العرقية والدينية, مشيراً إلى أن أوروبا والعالم الاسلامي يعيشان في أجواء حروب ونزاعات دينية خلفت الحرب الباردة, والمسئولية لانهائها وعدم توسعتها يتطلب تعاون كبير وقوي بين الاوروبيين والدول الاسلامية. واستبعد الوزير الالماني احراز أي انتصار أو خطوات ناجحة بالعمل العسكري ضد تنظيم داعش الارهابي. وبين أن المفاوضات مع إيران بشأن ملفها النووي وصل إلى نقطة حساسة , فأما استمرار المفاوضات بوقف إيران تخصيبها اليورانيوم أو توقف المفاوضات إلى أجل غير مسمى إذا اعلنت طهران عودتها إلى تخصيب اليورانيوم. من جهتها , وصفت الممثله الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي الحرب ضد تنظيم داعش بالفاشلة وشبهتها بحرب التحالف الدولي في افغانستان ضد طالبان والقاعدة, مشيرة إلى أن وقف جماح التنظيم وحل مسألة العنف وإنهاء مأساة الشعب السوري وإنهاء العنف بفلسطين يأتي بالحوار السياسي والاجتماعي للدول الاسلامية بتعاون مع أوروبا لانهاء الاحتقان بتلك المناطق. وشددت موغريني على ضرورة إيجاد سياسة أوروبية خارجية موحدة من قبل جميع دول الاتحاد الاوروبي وتضامن أوروبي مطلق حول إنهاء أزمة أوكرانيا والشرق الاوسط والعنف في سوريا والعراق, مشيرة إلى أن أوكرانيا ضحية عدم توافق الأوروبيين على كيفية التعامل معها وخاصة العلاقات الاوروبية الروسية لوجود خلاف بين الاوروبيين حول العقوبات الاقتصادية ضد روسيا.