أعلن ناشطون موالون لروسيا اليوم "جمهورية ذات سيادة" في مدينة دونيتسك الكبيرة في شرق أوكرانيا الناطق باللغة الروسية، وانتقدت حكومة كييف هذه الاضطرابات ووصفتها بأنها خطة أعدتها موسكو "لتفكيك" البلاد. وقد شهدت مناطق شرق أوكرانيا القريبة من روسيا أمس تصعيدًا مفاجئًا للتوتر، عندما هاجم متظاهرون موالون لروسيا كان البعض منهم مقنعًا وسيطروا على مباني رسمية - إدارة محلية أو أجهزة الأمن - في مدن خاركيف ولوغانسك ودونيتسك. وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدفاع "بكل الوسائل" عن السكان الناطقين باللغة الروسية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق إذا ما وقعت أعمال عنف وحشد حتى 40 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، مما حمل على التخوف من حصول اجتياح. وانزل المحتجون على الفور الأعلام الأوكرانية ورفعوا بدلاً منها الأعلام الروسية البيضاء. ونتيجة مفاوضات، أخلى المتظاهرون مبنى الإدارة في خاركيف، لكن المتظاهرين في دونيتسك تحصنوا فيه. وعقدوا صباح اليوم تجمعًا في المبنى أعلنوا خلاله "جمهورية ذات سيادة". وذكرت وكالة أنباء (انترفاكس) الروسية أن المتظاهرين قرروا تنظيم استفتاء حول سيادة منطقتهم قبل 11 مايو المقبل. أما موقع اوستروف للأخبار المحلية فذكر أنهم قرروا طلب الانضمام إلى روسيا. وحتى قبل هذا الإعلان، انتقدت الحكومة الأوكرانية الموالية لأوروبا المنبثقة من الانتفاضة التي أطاحت في 22 فبراير الماضي نظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، الأحداث في شرق أوكرانيا واعتبرتها خطة من الجار الروسي الكبير ل "تفكيك" البلاد. وقال رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك خلال اجتماع طارىء للحكومة إن هذه الأحداث جزء من "خطة لزعزعة الاستقرار ليعبر جيش أجنبي الحدود ويجتاح الأراضي الأوكرانية وهذا ما لن نسمح به". وتأتي هذه التطورات في وقت لم تصدر السلطات الروسية أي رد فعل على الفور على هذا التدهور المفاجئ للوضع في أوكرانيا.