كييف، واشنطن، باريس، نيويورك - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - يُدلي سكان إقليم شبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا بأصواتهم اليوم في استفتاء على «الانضمام إلى روسيا»، في وقت ازدادت المخاوف من انزلاق الوضع نحو مواجهة عسكرية على الحدود بعد تصاعد التوتر في شرق أوكرانيا، حيث سقط 3 قتلى خلال يومين في خاركيف ودونيتسك، وإعلان الجيش الأوكراني تصديه بطائرات وقوات مظلية لمحاولة قوات روسية دخول منطقة خيرسون على خط أرباتسكايا ستريلكا المحاذي لشرق القرم (للمزيد). وأكدت موسكو أنها «تدرس نداءات تلقتها من مناطق أوكرانية لحماية المدنيين من قوميي برافي سيكتور، الذين أمروا بفتح جبهة في المناطق الشرقية الناطقة بالروسية». في الوقت ذاته استخدمت روسيا حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن أعدته الولاياتالمتحدة، يعلن «عدم شرعية» استفتاء القرم، ويحض الدول والمنظمات الدولية على عدم الاعتراف به. أما الصين حليفة روسيا، فامتنعت عن التصويت، في خطوة مغايرة لتطابق موقف الجانبين من الحرب في سورية. وسيُجيب ناخبو القرم بنعم على واحد من سؤالين تتضمنهما قسيمة الاستفتاء، أولهما العودة إلى دستور 1992 الذي شكل القاعدة القانونية لانضواء القرم تحت سيادة الدولة الأوكرانية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، والثاني الانضمام إلى روسيا. ورجحت سلطات الإقليم تجاوز المقترعين نسبة 80 في المئة، وتصويت نسبة مماثلة لمصلحة الخيار الثاني، علماً بأن تتار القرم الذين رحّلتهم السلطات السوفياتية بأعداد كبيرة قبل 70 سنة، قرروا مقاطعة التصويت، وقال زعيمهم مصطفى جميليف: «الاستفتاء انتهاك للمبادئ الأساسية والديموقراطية، ولا نثق بوعود الميزات التي قدمها لنا زعماء القرم الموالون لموسكو. نعتقد بأننا سنواجه معاناة كبيرة، ونصبح هدفاً لهجمات تؤدي إلى عمليات ترحيل جماعية جديدة». في كييف، نزع البرلمان الأوكراني الثقة عن برلمان القرم، معتبراً أن دعوات رئيس وزراء الإقليم الموالي للروس سيرغي أكسيونوف إلى المناطق الشرقية للتحرك وتنظيم استفتاءات «انفصال» مماثلة «تعكس وجود خطة معدّة لتصعيد التوتر في هذه المناطق تمهيداً لغزوها، والذي سنكافحه بكل الوسائل». واللافت دعوة نواب كتلة حزب «الأقاليم» الذين انقلبوا على زعيمهم السابق الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش، الى توسيع صلاحيات المناطق الشرقية لتجنب تكرار سيناريو الانفصال. وشدد بعضهم على ان المجلس «يجب أن يسمع ما يحدث في الجنوب والشرق»، مقترحاً أن تشمل الصلاحيات «اختيار المحافظين، وتوسيع الحقوق الاقتصادية والثقافية، والعفو عن الموقوفين في أحداث الشغب التي شهدتها مدن دونيتسك ولاغونسك وخاركيف». وفي إشارة إلى توقع الأسوأ نتيجة تداعيات تفاقم الأزمة، نصحت الولاياتالمتحدة رعاياها الموجودين في مناطق قريبة من الحدود الروسية– الأوكرانية بمغادرة المنطقة، ودعت من يرغب في التوجه اليها للامتناع عن ذلك. إلى ذلك، أعلنت قيادة المدمرة الأميركية «تروكستون» المزودة صواريخ موجهة، تمديد التدريبات مع سفن تابعة لدول حليفة في البحر الأسود الذي يضم القرم، ما يشكل دليلاً على الرد الدولي على إجراءات روسيا في أوكرانيا. وترسو المدمرة التي تحمل طاقماً من 300 فرد، في ميناء فارنا البلغاري، وشاركت الأسبوع الماضي في تدريبات مع سفن رومانية وبلغارية. في باريس، صرح الرئيس فرانسوا هولاند بأن بلاده ستعيد النظر في تعاونها العسكري مع روسيا، في إطار مستوى ثالث من العقوبات، إذا لم تنزع موسكو فتيل الأزمة في أوكرانيا. ويتوقع أن تكشف أميركا والاتحاد الأوروبي غداً لائحة بأسماء مسؤولين روس سيخضعون لإجراءات تجميد أموالهم ومنع إصدار تأشيرات لهم، في محاولة غربية لتكثيف الضغط على موسكو بسبب تدخلها في القرم. وكان رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك أعلن أن الشق السياسي من اتفاق الشراكة مع الاتحاد سيوقع الجمعة المقبل.