نظم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية مساء اليوم محاضرة بعنوان " السرد ديوان العرب " ألقاها الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب لهذا العام 1435ه - 2014م الدكتور عبدالله إبراهيم علاوي البوصباح ، وذلك بمقر المركز في الرياض. وبُدئت المحاضرة بكلمة لمديرها الدكتور محمد بن عبدالرحمن الهدلق قدم فيها للمحاضر مستعرضًا سيرته العلمية والعملية. عقب استهل الدكتور عبدالله إبراهيم محاضرته التي رأى فيها أن " السرد " أصبح ديوان العرب عقب أن كان الشعر هو الذي يوصف بذلك نظرًا لأهميته في كلام العرب بعامة في المراحل الزمنية التي تلت هيمنة الشعر على هذا المصطلح ، ووقف المحاضر على ثلاث قضايا متلازمة وهي : مفهوم السرد والإطار الناظم لهذه الظاهرة وموقع الرواية العربية في خارطة السرد مقدمًا وصفًا سريعًا للممارسة النقدية التي اتخذها سبيلاً في تحليل النص العربي ، في دراسته التي قامت على ثنائية من الرؤية والمنهج. وأشار إلى أن مفهوم السرد عند العرب يختلف عماهو شائع حيث اقترنت دلالة السرد بالنسج وحسن السكب والبراعة في إيراد الأخبار وتركيبها وترددت هذه المعاني في المعاجم العربية حيث ورد لفظ السرد في القرآن الكريم في قوله تعالى : " أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " ؛ بمعنى أن تكون تامة الجودة ، مشيرًا إلى أنه من هذا المعنى اللغوي يأتي المعنى الاصطلاحي الذي يعرف السرد على أنه : الإجادة في حبك الكلام ومراعاة الدقة في بنائه ، فالسرد في العربية هو تَقدمةُ شيء إلى شيء في الحديث بحيث يؤتى به متتابعًا لا خلل فيه. وسلّط الدكتور عبدالله إبراهيم الضوء على الرواية بوصفها تجمع مجمل أحداث العرب وأحوال العرب باستفاضة وتفردت بذلك عن غيرها من الأجناس الأدبية ، لافتًا النظر إلى أن الرواية تتميز أيضا بأن قارئها يتلمس فيها السعادة والحزن على حد سواء والتطوير اللغوي وغيرها من الأغراض من المعايير الجديدة والتطويرية التي أضافتها الرواية العربية. وفي الختام فتح باب الأسئلة والمداخلات للحضور.