اكتسب "العطار" في طيبة القديمة مكانة مرموقة بين سكانها، لاسيما وقد جمع في مهنته الطب والصيدلة، حيث يحدد المرض ويصف ويعده الدواء بدراية كاملة، إضافة إلى توظيف خبراته ليكون استشارياً في زينة وجمال النساء. ولا تقتصر معرفة العطارين سابقًا على فوائد وصفاتهم الدوائية وموادها، بل على علم بالآثار السلبية لتناول أصحاب أمراض معينة لأعشاب بعينها، فهو يصف الأعشاب والمواد الطبية للحمى والأمراض الباطنية ويعالج ويداوي ما يصفه له المريض من آلام ومعاناة، وكأي مهنة أخرى، دخل مجال العطارة جهلاء وأنصاف متعلمين. مع توسع مهنة العطارة واستفادة الناس منها خصصت أماكن خاصة لها تشمل جميع أنواع المواد التي تستخدم في العلاج، وامتد سوق العطارين قديمًا في شارع العينية من برحة باب الرحمة شرقًا إلى المناخة غربًا، وتفرع منه عدة أسواق. ويشتهر بعض العطارين بألقاب وكنى معينة، فهناك شيخ العطارين وكبير العطارين وعطار اليمن مثلًا وغيرها من المسميات التي تعتمد على خبرة وممارسة، ويتحدد لقب وكنية العطار على سنوات الممارسة المهنية فيما يرث البعض اللقب عن أبيه أو جده مثلًا. وحتى الآن يحافظ العطار على مكانته، وما يقدمه لزبائنه، رغم حضور الصيدليات والمراكز الطبية الحديثة، وهو ما يلاحظ في بيت المدينةالمنورةبالجنادرية، حيث يستقطب العطار الكثير من الزوار الذين يبادرون بالأسئلة عن تاريخ المهنة، ومقارنين بينها في الماضي والحاضر.