حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي من تردي الوضع الإنساني في سوريا جراء الصراع الدائر هناك حاليا والمنعكس بصورة مؤلمة على أوضاع المرأة بشكل خاص، منتقدا استمرار عجز المجتمع الدولي عن إيقاف آلة التدمير والقتل ووقف نزيف الدم في سوريا. وعبر الدكتور العربي خلال كلمته التي ألقاها أمام افتتاح أعمال الاجتماع حول "الأهداف التنموية للألفية المعنية بالنساء والفتيات والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في المنطقة العربية" التي عقد بمقر الجامعة العربية عن انزعاجه لقرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه سيقدم تقريراً إلى مجلس الأمن حول تنفيذ قراره الذي يعالج المسائل الإنسانية في سوريا بعد 30 يوما . وقال "علينا أن نتوقع إن يتابع المجتمع الدولي هذا الموضوع حتى يتم التنفيذ في أقرب وقت ممكن، معربا عن انزعاجه مما تضمنه القرار أن الأمين العام للأمم المتحدة سيقدم تقريراً إلى مجلس الأمن حول التنفيذ خلال 30 يوماً، متسائلا لماذا 30 يوم؟. وشدد العربي على أن استمرار عجز المجتمع الدولي عن وقف نزيف الدم حتى الآن يجعلنا ننظر إلى المرأة السورية سواء في الداخل السوري أو إلى النازحات في دول الجوار بعين الضمير الإنساني وحكمة الموروث الثقافي العربي وما تمليه علينا شرائعنا وأدياننا السماوية. وأشار إلى أن المرأة السورية تعاني من أسوأ أشكال العنف الممنهج ضدها مع غياب كامل لأدنى سبل الحماية لها أو لأبنائها بالإضافة إلى نقص في الاحتياجات الأساسية والخدمات الاجتماعية والصحية فضلا عن ما تتعرض له من عنف واستغلال وويلات ومخاطر نتيجة للأزمة التي عصفت بحقوقها وهددت حياتها وحياة أبنائها الذين حرموا من الحماية والصحة والتعليم. ولفت العربي الانتباه إلى ما تعانيه المرأة الفلسطينية من انتهاكات يمارسها الاحتلال الإسرائيلي عبر اعتداءاته المتكررة على البشر والحجر مما يهدد المرأة في فلسطين بالاستهداف بالقتل والأسر والتعذيب وهدم المنازل وتجريف الأراضي وما يحرمها من حقوقها الأساسية من التعليم والرعاية الصحية والأمن. وأوضح أن الأوضاع التي تعاني منها النساء في هذه المناطق وغيرها توجب العمل على تفعيل قرار مجلس الأمن رقم 1325 وما تلاه من قرارات خاصة بخصوص المرأة والسلام وحماية النساء في أماكن النزاعات والبلاد التي تعاني من عدم الاستقرار، مبينا أن الجامعة العربية تقوم في هذا الصدد بوضع خطة العمل التنفيذية للإستراتيجية الإقليمية المرأة العربية: الأمن والسلام" التي تم إطلاقها في العام الماضي. وأكد العربي أهمية هذا الاجتماع للتحضير للدورة (58) للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة، مشيرا إلى أن الاجتماع يناقش أجندة التنمية والأولويات الإستراتيجية للمرأة العربية لما بعد عام 2015، من أجل الخروج بوثيقة عربية جامعة حول أهم التحديات والمعوقات التي تواجهها المرأة في المنطقة العربية ووضع التوصيات العربية الواجبة لضمان بقاء الهدف الثالث والخاص ب"المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة" كأحد أهم الأهداف في أجندة التنمية على المستوى الدولي لما بعد عام 2015. // يتبع // 17:30 ت م تغريد