امتزجت الأصالة والتراث مع عراقة الحاضر في قرية جازان التراثية التي تحتضنها أرض المهرجان الوطني للتراث والثقافة ال 29 بالجنادرية ووقف "منزل الرفاعي" التاريخي أحد المعالم البارزة في جزيرة فرسان شامخاً على أرض المهرجان ليجسد صور حقيقية للبيت الفرساني بمنطقة جازان الذي يرمز لبيئتها التراثية والحضارية الراسخة في صفحات التاريخ . وقد شيد هذا المنزل التاريخي الذي يوجد له تصميم مشابه على أرض المهرجان ويجسد البيئة البحرية في جازان تاجر اللؤلؤ أحمد منور الرفاعي رحمه الله عام 1341ه ويعد تحفة معمارية في وسط جزيرة فرسان الذي استنبطت فكرة بنائه من خلال رحلاته المتعددة إلى بلاد الهند لبيع اللؤلؤ الفرساني وتأثره بحضاراتها وأنماط البناء هناك فعمد إلى إحضار مهندسين معماريين في ذلك الوقت لتصميم المنزل وبنائه. وأوضح المشرف على البيت الفرساني بقرية جازان التراثية عثمان محمد أبكر أن منزل الرفاعي الذي يعد أنموذجًا لبيوت الأثرياء في جزيرة فرسان يتميز بجمال تصميمه ونقوشه وتحفة حقيقية في مجال الفن المعماري القديم حيث يعكس الثراء بفرسان أيام ازدهار تجارة اللؤلؤ مشيراً إلى استمتاع كل من رآه في القرية من مرتادي المهرجان . وقال : يتميز المنزل المبني من الحجر بارتفاعه الذي يصل ل 7 أمتار وغطيت جدرانه من الخارج بزخارف جيسية هندسية رائعة وعقود زخرفية غائرة كتبت على واجهته آيات قرآنية وأدعية وتظهر النقوش كاسية أغلب جنباته . وأشار إلى تأثر جزر فرسان بالحضارات المتعاقبة على جنوب الجزيرة العربية،وارتبطها ثقافيًا وتجاريًا بتلك الحقب ، فضلًا عن كون الجزيرة محطة التقاء واستراحة للرحلات التجارية التي كانت في أغلب الأحيان موسمية الأمر الذي أدى بهم إلى أن يستقروا في جزيرة فرسان ويقيموا حضاراتهم ويؤثرون في هذه الجزيرة . وفصل محتويات منزل الرفاعي التاريخي من أثاث قديم وتحف ومشغولات وصور ومجسمات ترتبط بجزيرة فرسان التي تبعد حوالي 40 كيلو متراً تقريباً عن مدينة جازان وتضم مجموعة كبيرة من الجزر الأخرى يصل عددها إلى 150 جزيرة تقريباً ويصل طول شواطئها لحوالي 300 كيلو متر وتعد جزيرة فرسان "فرسان الكبرى" أكبرها من حيث المساحة والتواجد السكاني حيث أن مساحتها تصل إلى حوالي 369 كيلو مترًا مربعًا تقريباً ويبلغ طول الجزيرة من طرفها في الجنوب الشرقي إلى طرفها في الشمال الغربي حوالي 70 كيلو متراً وتأتي السقيد "فرسان الصغرى" الثانية من حيث المساحة والتواجد السكاني أيضاً حيث تبلغ مساحتها حوالي 109 كيلو مترات مربع تقريباً. وأبرز المشرف على البيت الفرساني الدور الذي تبرزه قرية جازان التراثية لتعريف بتراث المنطقة والمرتبط بحاضرها المزدهر حيث يبدو في القرية ماضي المنطقة ماثلاً للعيان في صور حية وأنماط تراثية ترمز للتنوع الثقافي والحضاري تبعًا لبيئة المنطقة وتضاريسها عبر واجهة بانورامية متكاملة لتاريخ المنطقة ببيئاته وثقافتها . وأشار إلى أن قرية جازان التراثية تقدم في كل عام إضافة جديدة بإبراز النماذج الحية والواقعية للبيئة الجازانية بطريقة تعايش ابنائها وقد حققت إقبالاً كبيراً للزوار خلال الأعوام الماضية من اجل الاستمتاع بالتراث والتعايش مع طقوسها المختلفة التي تخاطب الماضي بكل تفاصيله فهناك أجنحة للتسوق وأخرى لتقديم مختلف الفنون الشعبية والألوان الفلكلورية التي تشتهر بها المنطقة . وتستقبل قرية جازان زوارها في لوحة فنية بإنسانها ومكانها وروائحها العطرية الفواحة فقد حباها الله طبيعة جميلة سهلاً وجبلاً وأودية وبحراً ، وعبر برامجها الثقافية والتراثية جعلت القرية من نفسها مسرحًا لكل زائر للمهرجان ليضع في ذاكرته مثل هذه المناخات التاريخية الحضارية التي تقود إلى الماضي الأصيل والتاريخ الحضاري الراسخ للمملكة بشكل عام ومنطقة جازان بشكل خاص .