يشهد قطاع السياحة في منطقة جازان نقلة نوعية بعد أن عمل فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة جازان على تفعيل الدور الذي يقع على عاتقه من إبراز المقومات السياحية بالتعاون مع مجلس التنمية السياحية ، وأمانة المنطقة وشركاء الهيئة بالمنطقة. وساهمت المناظر الخلابة والأجواء العليلة التي تشهدها المناطق الجبلية في استقطاب أعداد كبيرة من السياح، ناهيك عن جزر فرسان التي يقصدها السياح من داخل وخارج المملكة، وأصبحت مقصداً مهما للسياح بعد المكرمة الملكية بتوفير عبارات حكومية مجانية لنقل المسافرين من جازان الى فرسان بكل يسر وسهولة . إضافة الى القوارب السريعة او ما يسمى " الفالوكة " ويستغرق زمن الرحلة به حوالى 45 دقيقه ، ويتسع إلى15 راكباً تقريباً، وهي وسيلة غير مجانية وتقتصر على الركاب والأمتعة فقط، ويدفع كل راكب50 ريالاً فقط للوصول للجزيرة . أما طريقة الوصول للجزر المتناثرة في أرخبيل جزر فرسان وجازان فيتم عن طريق قوارب النزهة والتي يعمل عليها عددا من الشباب السعودي من ابناء فرسان. وتزخر منطقة جازان بالعديد من المواقع الأثرية والتاريخية والتي تعبر عن فترات زمنية مختلفة مرت على المنطقة تشكل كل منهما معلما أساسيا من معالم المنطقة الأثرية ،وقد شهدت جازان خلال العصور الإسلامية المبكرة مرور قوافل الحج عبر أراضيها وقد أدى نشاط حركة مرور القوافل ذهابا وإيابا واحتكاك أفرادها بالسكان المحليين إلى التوسع في الحركة العمرانية والنشاط التجاري،كما تزخر بالعديد من مواقع التراث العمراني والتي يميزها كثرة قراها وحصونها التراثية ذات الطابع المميز الذي يعكس الهوية العمرانية المحلية الظاهر في أسلوب بنائها المتناسق مع البيئة الجبلية والغابات والمدرجات الزراعية. كما تشتهر منطقة جازان بالعديد من الحرف والصناعات التقليدية التي توارثها سكان المنطقة عن أسلافهم وهي تعكس في مجملها قدرة الإنسان على الإبداع والتعاطي مع معطيات البيئة المحلية وتوظيفها خدمة لاحتياجاته ومتطلباته. إضافة الى ذلك فقد هيأت الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع أمانة منطقة جازان "بلدية فرسان"، ومجلس التنمية السياحية قرية القصار بجزيرة فرسان لتكون مزاراً للسياح والزوار ، وذلك بعد أن ظلت قرية القصار صامدة لمئات السنين، حيث أنها من القرى التراثية القديمة التابعة لجزيرة فرسان، الجزيرة الحالمة في الجنوب الشرقي من البحر الأحمر، وتبعد عن الجزيرة بنحو خمسة كيلو مترات جنوباً، وتعتبر أكبر واحة نخيل فيها وقد عملت هيئة السياحة على تطويرها بتكلفة بلغت 2.100.000 ريال، وتضم أكثر من 400 منزل حجري بني على طراز فريد، يأتي ذلك ضمن خطة الهيئة لإحياء القرى التراثية بجازان, وتُعدُّ القصار قرية تراثية سياحية ترفيهية شعبية تحتوي على المقاهي الشعبية ومعرض للحرف البحرية ومتحف للتراث الفرساني ومحلات لبيع المنتجات الفرسانية التراثية. كما تساهم هيئة السياحة مع مجلس التنمية السياحية في إقامة عشرات المهرجانات سنوياً ومن أهمها مهرجان جازان الشتوي " جازان الفل مشتى الكل " والذي يضم أكثر من 120 فعالية متنوعة ، ويشهد مهرجان شتوي جازان نقلة نوعية في مسيرته حيث تم اعتماد برامج وفعاليات مميزة وبحجم أكبر، تختلف بكثير عن الأعوام الماضية. كما ساهم فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة جازان بالتعاون مع مجلس التنمية السياحية وأمانة المنطقة قرية جازان التراثية التي تعتبر معلماً حضارياً وبوابة سياحية تراثية لزوار منطقة جازان ، حيث يبدو في القرية التراثية ماضي المنطقة ماثلا للعيان في صور حية وأنماط ترمز للتنوع الثقافي والحضاري تبعا لبيئة المنطقة وتضاريسها . وجاءت فكرة القرية التراثية من خلال إطلاق مهرجان جازان الشتوي الأول حين تم تقديم تراث المنطقة وآثارها التقليدية في المهرجان الوليد الذي حقق نجاحات باهرة في العام 1429ه . حيث وجه آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان بإنشاء مقر دائم للقرية التراثية بجازان حيث شرعت الجهات المعنية في إنشاء القرية في موقع متميز بالكورنيش الجنوبي في جازان على مساحة 7 آلاف متر مربع، تجمع في داخلها كل ثقافات وتاريخ وتراث وأفكار وحضارات وحتى جبال وهضاب مدن ومحافظات جازان وأصبحت مقرا دائما لمهرجان جازان الشتوي . مع اقتراب الموسم السابع لمهرجان " جازان الفل .. مشتى الكل " في شهر ربيع الأولى تبدو القرية على أهبة الاستعداد لاستقبال واستقطاب الزوار والسياح والمشاركين عبر طابعها التقليدي الذي تفوح منه رائحة الماضي طينا وتنبعث منه عراقة التاريخ أصالة . وتعد القرية التراثية بجازان وهي تستعد لاستقبال الزوار بوابة نحو تاريخ منطقة جازان وتدوين حقيقي لحقبة غابرة لإنسان المنطقة القديم الذي طوع موارد البيئة الطبيعية منذ قديم الزمن فتحولت بيوتا وأواني وأثاث بل تحولت عملا وجهدا وحياة فغدت حضارة ماثلة يتباهى بها إنسان الحاضر ويعمل على التواصل معها عبر القرية التراثية ليربط بين أجيال الماضي وأجيال الحاضر أملا في مزيد من العمل والجهد والحياة لغد أكثر تطورا ورقيا . ويقف على مدخل القرية التراثية بجازان البيت الجبلي بشموخه المعهود وصلابته التي قهرت عوامل التعرية الطبيعية بمكوناته الصخرية التي نبعت من بيئة الجبال التي صقلت مهارات قاطنيها ليبدعوا تلك المساكن التي تفرد في بنائها إنسان الجبل وحارت في هندستها أقسام الهندسة في الجامعات . وتميزت منطقة جازان بقسمها الجبلي وتفننت في بناء ذلك النوع من المساكن الحجرية التي ما زالت شاهداً على ذلك الإبداع منذ عشرات السنين ، ويجذب البيت الجبلي العديد من الزائرين والذين تجذبهم المعروضات الأثرية والمقتنيات المنزلية التي أحالت المنزل الجبلي إلى مركز تراثي يعرض الأدوات المستخدمة في الزراعة والطبخ ومختلف شئون الحياة اليومية. فيما احتل البيت الفرساني موقعا مميزا وسط جزيرة بحرية أضيفت عليه لونا من الجمال الساحر للزوار داخل القرية حيث تزاحم الزوار على الموقع لمشاهدة التراث الجميل. وتقدم القرية التراثيه في كل موسم للزوار إضافة جديدة فهي تقدم صورة ونموذجاً حياً وواقعياً لبيئة جازان وطريقة تعايش ابنائها وقد حققت قرية جازان اقبالاً كبيراً للزوار خلال الاعوام الماضية من اجل الاستمتاع بالتراث والجلوس والتعايش مع المطبخ البيئي لمنطقة جازان الذي يدخله الناس ويشعرون بالراحة النفسية فيه وكذلك الاستمتاع بالتراث بعد ان خصصتم واقعاً للتسوق وضعت في اماكن مناسبة كما ان من يرغب بمشاهدة الجانب التراثي يجد خصوصية ايضا في المشاهدة والتعلم والاستمتاع. فيما حصلت قرية جازان التراثية على جائزة أفضل موقع جذب سياحي بالمملكة بين 600 مشارك في جائزة التمييز السياحي التي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار . وإضافة الى المشاريع المذكورة قامت الهيئة بالتعاون مع أمانة جازان ومجلس التنمية السياحية بتنفيذ عدد من المشاريع التي ساهمت في التنمية السياحية بالمنطقة وجذب عدد كبير من السياح والزوار للمنطقة ومنها تهيئة وتطوير مرسى الغدير بفرسان والذي يستخدمه السياح للخروج في رحلات النزهة البحرية ورحلات الصيد إلى الجزر القريبة من فرسان من توفير الخدمات التي يحتاجها السائح من كوفي شوب ورصيف عائم ودورات مياه ومواقف للسيارات وإنارة وغيرها. تهيئة جزيرة دمسك بفرسان من خلال توفير جلسات للسياح ودورات مياه ورصيف لاستقبال القوارب وتنانير لشوي الأسماك. تهيئة وتطوير مرسى الحافة السياحي بمدينة جازان والذي اصبح موقع جذب سياحي بالمدينة يرتاده السياح والزوار الذي يرغبون في الجلوس فيه والاستمتاع بالبحر وتناول المرطبات ، إضافة إلى الخروج في رحلات النزهة البحرية والصيد والغوص للجزر القريبة من جازان أو الذهاب إلى جزيرة فرسان. وتطوير نواة بمنتجع استشفائي بالعيون الحارة بالخوبة ليكون اول منتجع استشفائي بالمملكة يوفر الخدمات الاستشفائية للسياح باستخدام المياه الكبريتية. و تقوم الهيئة حاليا باستكمال اجراءات تنفيذ متحف جازان الاقليمي والذي سيكون احد اهم مواقع الجذب السياحي بالمنطقة ، وتحفة معمارية، والذي سيتم إنشائه بالكورنيش الشمالي لمدينة جازان. وأوضح المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بجازان المهندس رستم بن مقبول الكبيسي أن فرع الهيئة العامة للسياحة بالتعاون مع مجلس التنمية السياحية وأمانة جازان والشركاء بالمنطقة عمل على تطوير منطقة جازان ، وذلك بتوجيهات من صاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان الامير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، وبمتابعة من قبل صاحب السمو الملكي رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان ، حيث قمنا ببذل الجهود لتهيئة منطقة جازان والمواقع الأثرية فيها وإبرازمقوماتها السياحية للسواح والزوار، وببن أن منطقة جازان قادم على استقطاب الأف الزوار ، ودعى الكبيسي رجال الأعمال للاستثمار السياحي في منطقة جازان ، وبين أن الهيئة وشركاؤها سيقدمون كافة التسهيلات للمستثمرين وتذليل العقبات لهم . 1