أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل واتباع أوامره واجتناب نواهيه ابتغاء لمرضاته عز وجل . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم : " عندما تخيّم على الأمة ظلال الفتن وحينما تتقاذف سفينتها أمواج المحن تعظم حاجتها إلى رسم طريق للنجاة لتصل إلى بر الأمان وشاطئ السلام وهذا الطريق هو لزوم السنة الغرّاء التي تعّطر الأقطار والأرجاء "، وأضاف لقد بعث الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق والسنة القويمة والسيرة العطرة العظيمة انطلاقا من مكةالمكرمة فآمن به من العرب من آمن وهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأقام دولة الإسلام فأعلى الله شأنهم وأظهر أمرهم تحت راية القرآن وتبعا لرسالة محمد بن عبد الله الرسالة السامية الخاتمة. وبيّن فضيلته أن هذا الإسلام العظيم قد تآخى فيه وفي سنته جميع الأجناس فكان الناس تحت راية الإسلام كلهم سواء لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، مستشهداً بقوله تعالى // إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير // وقال : " فتح الله البلاد على أيدي المسلمين ودانت لهم كثير من وهاد الدنيا وبلدانها وبقاعها وأصقاعها فأقضّ هذا الشأن العظيم للإسلام ولأهله مضاجع الذين كانوا في الحضارات الأخرى ينعمون وفي عزها يرفلون ثّم ورث أهل الإسلام ديارهم وأموالهم وأقام أهل الحضارات الغابرة العداء لهذه الأمة عداء محكما على الرغم مما فعله أهل الإسلام في أراضيهم من إعلاء لكلمة التوحيد ورسالة الخير والرحمة والتسامح ومع ذلك أرادوا أن يعود الإسلام ضعيفا كما كان أول أمره ويتفّرق أهله ويأبى الله إلا أن يتم نوره " . وأضاف الدكتور السديس " وما كانت القرون المفضلة تنقضي حتى ذرّت الفتن بقرنها على الأمة فقتل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان هذا باب الفتنة الذي لما كُسر فُتح دون انغلاق ثم آل أمر هذه الأمة بعد الفاروق إلى عثمان ابن عفان رضي الله عنه وأرضاه ورجعت الأمور في أيام قليلة إلى سابق عزتها وقوتها لكن أعداء الأمة كانوا لها بالمرصاد فبثّوا الفرقة في عهد عثمان وحرّكوا العامة من المسلمين في غيرة دينية ليست على وفق السنة فآلت بهم هذه الحماسة إلى أن يكونوا يدا للعدو المتربّص للإسلام ولأهله فقتلوا خليفة المسلمين عثمان ابن عفان وبعد ذلك آل الأمر بالاختلاف في الأمة إلى مقتل أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب أبي الحسينين رضي الله عنهم أجمعين واستبيحت ديار الإسلام ومعاقل الإيمان وقتل أهلها في أيام تعّد من أسوء أيام التاريخ ثّم هدم بعدها جزء من قبلة المسلمين واستبيح جزء منها بالمنجنيق بسبب هذه الخلافات في الأمة حيث التقى الأعداء على الكيد للإسلام وأهله ". // يتبع // 15:52 ت م تغريد