حض معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس ضيوف الرحمن زوار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم على التأدب بآداب الزيارة كما شرع النبي عليه السلام وكما سار على ذلك الصحابة والسلف الصالح والتابعون بما يعكس الوجه الحضاري للدين الإسلامي الحنيف . جاء ذلك في ثنايا محاضرة بعنوان : " الزيارة عبادة شرعية وقيم حضارية " ألقاها معاليه في فندق موفينبيك بالمدينةالمنورة مساء أمس في إطار الحملة التي أطلقتها وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي تحت شعار :" خدمة الزائر وسام فخر لنا " , منبهًا إلى أن هناك بعض السلوكيات التي تحدث في الزيارة أثناء الحج والعمرة وهي قليلة ولكن يخشى أن تستغل من قبل المتربصين والحاقدين على الإسلام مع ثورة الإعلام والتقانة , متسائلا عن كيفية الارتقاء بهذه الزيارة بحيث تكون على الوجه الذي شرعه الإسلام وجاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم والتزمه الصحابة سلوكًا عمليًا وما ينبغي أن تكون عليه اليوم . وأجاب الشيخ السديس على ذلك بالقول إن كيفية إبراز هذه الزيارة بحضارتها وبإشراقاتها وبجمالياتها يكون بتعزيز الجوانب الايجابية في أن تكون لوحة يرسمها كل منا بريشته على أحسن المثل وأحسن الآداب وأحسن القيم والأخلاق من أجل أن نطبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما لابد أن تصل إلى الحجاج والمعتمرين بلغاتهم . وأضاف إن ديننا دين الحضارة وحضارتنا الإسلامية سارت في بقاع العالم وفي شتى أنحاء المعمورة فما الذي جعلنا في أعقاب الزمن نقصر في إبراز الجانب الحضاري لهذا الدين . وأردف الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ، إنها دعوة إلى أن نرقى بسلوكنا وأن نعلم أننا حينما نمثل هذه الزيارة فإننا نتعبد لله عز وجل وحينما يقابل الموظف والعامل في المسجد النبوي الزائرين بابتسامة مشرقة وبالتعامل الحسن وبأخلاق قويمة فإنما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى بهذه العبادة العظيمة وأن إبراز ما جاء به الدين الإسلامي من محاسن ومحامد ومكارم ودعوة ورسالة إلى العالم أن ينظروا من خلال الزيارة ومن خلال العبادة والحج والمناسك والشعائر أن هذا ديننا وهذه عقيدتنا وهذه أخلاقنا . ولخص الشيخ السديس موضوعه في ثلاثة مسائل هي : إعطاء الزيارة الشرعية صبغة العبادة حيث أن كثيرًا من الناس يغفل عن هذا الجانب , ثم الارتقاء بسلوك العاملين والموظفين في خدمة الزائرين وبسلوك الزائرين من ضيوف الرحمن ، وقاصدي الحرمين الشريفين , إلى جانب تعزيز جوانب العبادة الشرعية والقيم الحضارية من خلال هذه الزيارة بأن تكون صورة مشرقة وأنموذجا حضاريًا لاسيما اليوم مع وجود بعض وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل النقل الإعلامي ، ومع ما يدار من الحاجة إلى بث الوعي في نفوس الزائرين لتلك الحملات المبغضة للدين أولاً والعقيدة , وضد ما تنعم به هذه البلاد ونهجها القويم . // انتهى // 14:15 ت م تغريد