واصل المجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي اليوم جلساته , بعقد الجلسة الثانية من الدورة الحادية والعشرين للمجمع، التي بدأت أعمالها أمس في مقر الرابطة بمكةالمكرمة . وعُقدت الجلسة برئاسة سماحة المفتي العام للمملكة ، ورئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، ورئيس مجلس المجمع الفقهي الإسلامي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ،، وبحضور معالي الأمين العام للرابطة الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ،والأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي وعضو مجلس الشورى الدكتور صالح بن زابن المرزوقي، وأصحاب الفضيلة أعضاء المجمع. وتم في الجلسة مناقشة موضوع ( مدة انتظار المفقود) حيث عُرضت خلال الجلسة أربعة بحوث قام بعرضها كل من أصحاب الفضيلة الشيخ عبد العزيز بن صالح الحميد، والدكتور علي كوتي المسليار، والدكتور عبد الله بن حمد الغطيمل ، والشيبخ بدر الحسن القاسمي. وبين الباحثون أن تحديد المدة لزوجة المفقود حتى يتم فصلها عن زوجها الذي فقد في حرب أو سيل ، أو زلزال ، أو أي آفة أرضية أو سماوية لا يدري عنه أنه حي أو ميت من القضايا الشائكة ، ومن الصعب أن تنتظر زوجة شابة، حديثة الزواج طوال حياتها لا تخشى على نفسها الفتنة ، كما أنه من الصعوبة بمكان أن يتم التفريق بين المرء وزوجه ، ثم يظهر المفقود ويعثر عليه ويكتشف أنه حي يرزق وغير راض عن أن يتنازل عن زوجته . وأشاروا إلى حالات عديدة ظهر فيها الزوج المفقود بعد ما تزوجت امرأته شخصاً آخر، وهذا هو السبب الذي جعل الفقهاء يترددون في تحديد أجل قريب حفاظاً على أهل المفقود وماله. وقدم الباحثون تعريفاً بينوا فيه أن المفقود في اصطلاح الفقهاء هو من انقطع خبره وجهل حاله فلا يدري أحي هو أم ميت ، وأنه ليس في كتاب الله وسنة رسوله تحديد مدة زمنية لانتظار المفقود إلا ما ورد من آثار بعض الصحابة، وأبانوا أن الفقهاء اعتمدوا في تحديد مدة انتظار المفقود على ما وجدوا في زمانهم من صعوبة البحث والتفحص عنه والعثور عليه والوصول إليه فوضعوا لانتظاره مدة زمنية طويلة ، ولما كان البحث والعثور على المفقود سهلاً وممكناً في هذه الآونة فلابد من دراسة ذلك من جديد. وخلال الجلسة أكد أعضاء المجلس بعد مداولاتهم المستفيضة على بعض النتائج التي من أبرزها عظمة التشريع الإسلامي وسعته وسموه ومرونته ومراعاته لأحوال المكلفين ورفع الضرر عنهم ومسايرته للأزمنة والظروف والأحوال , وفيه دليل على عالميته وأن المفقود نوع متفرع من أنواع الغيبة بمعنى أن الغيبة أعم وأشمل من الفقد وأن مدة انتظار المفقود من المتغيرات في الشريعة وهو ما فهمه السلف رضوان الله عليهم. وشددوا على أهمية مراجعة المفاهيم والتجديد فيها والبدء من حيث انتهى العلماء وضرورة عقد اللجان والدورات الفقهية وتشجيع العلماء والقضاة لاسيما أصحاب الخبرة منهم لوضع ضوابط محددة نضمن بها استقرار الاجتهادات والأحكام ومناسبتها للحال والزمان. // انتهى //