ألقى معالي المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد في جامعة أم القرى اليوم محاضرة بعنوان ( الأستاذ الجامعي والبحث العلمي بين الواقع والمأمول ) وذلك ضمن الفعاليات التي تنظمها كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة , بحضور معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس ووكيل الجامعة الدكتور عادل بن محمد نور غباشي ووكيل الجامعة للتطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع الدكتور عصام بن حامد الأهدل وعمداء الكليات والعمادات وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة . وقد استهل معالي الدكتور صالح بن حميد محاضرته بمقدمة تعريفية عن الأستاذ الجامعي والبحث العلمي والنشاط والإنتاج العلمي والجودة ومقاييسها وعناصر الجودة في الأستاذ الجامعي , مشيرا إلى أن الدراسات الإحصائية في العالم الثالث أظهرت الفروق ذات الدلالات الإحصائية بين أصحاب الخبرة القصيرة من أعضاء هيئة التدريس وأقرانهم من أصحاب الخبرة الطويلة لصالح الفئة ذات الخبرة القصيرة , حيث تعزوا تلك الدراسات أسباب ذلك إلى ارتفاع درجة الحماس لدى أعضاء هيئة التدريس المستجدين أكثر من القدامى . ولفت إلى أن الانفجار المعرفي وتطور تقنيات الاتصال وتطور الدراسات والأبحاث في ميادين التعليم تتطلب سرعة في إعداد هيئات تدريسية قادرة على التكيف والتجارب مع هذه المتغيرات والتحديات , موضحا أن مستوى فعالية أعضاء هيئة التدريس لم يعد قاصرا على المعيار الأكاديمي بل بسمعة الجامعات بأكملها وأصبحت الجامعات تكتسب سمعتها من قوة أعضاء هيئة التدريس فيها. وقال معاليه : إنه لا ينبغي إلقاء اللوم على مخرجات التعليم العام فالجامعات تستطيع أن تختط لنفسها من الخطط ما تستقبل به الخريجين أيا كان تخصصهم أو مستواهم , وتضع من المعايير العلمية وأدوات القياس ما تحافظ به على المستوى العلمي وترفع به من شأن طلابها , مشددا على أهمية دور عضو هيئة التدريس في الجامعة الذي يتعدى وظيفة التدريس إلى التأثير في شخصيات الطلاب من خلال البرامج والنشاطات العلمية والبحثية والاجتماعية . وبين معالي الدكتور صالح بن حميد حقوق وواجبات عضو هيئة التدريس في الجامعة والمعايير التي يجب الأخذ بها في عملية تقييمه ليؤدي الدور المناط به كأستاذ وباحث ومشارك في خدمة مجتمعه , متطرقا إلى أهمية البحث العلمي كضرورة عصرية للحياة البشرية وفتح آفاق جديدة ومثمرة في العلم المعاصر وفي المجالات كافة . وقال // إنه لا يمكن تحقيق أي تقدم في العلوم النظرية والتطبيقية إلا بالبحث العلمي المقنن وهو ما يميز الجامعة والأستاذ // , مشيرا إلى أن البحث العلمي صفة تجمع بين العلم والخبرة والإبداع وهو وسيلة تكفل مواجهة المشكلات بطريقة سلمية ومنهج علمي محكم . ولخص معاليه آليات وخطوات تفعيل البحث العلمي من خلال الاستغلال الأمثل لطاقات الباحثين وقاعدة تبادل المعلومات التي تيسر للباحثين التعاون مع نظرائهم في المؤسسات العلمية الأخرى , ووضع آلية للإلزام بالبحث المشترك بين الأقسام والكليات والمراكز كوسيلة لفتح آفاق المعرفة والتواصل العلمي وتشجيع التأليف والتدريس المشترك . //انتهى//